رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحمن شكري.. أبرز المعلومات عن قائد حركة التحديث الشعري

 الشاعر عبد الرحمن
الشاعر عبد الرحمن شكري

يعد الشاعر عبد الرحمن شكري، والذي ولد في 12 أكتوبر 1886، بمدينة بورسعيد، واحدًا من مؤسسي مديرية الديوان الشعرية مطلع القرن العشرين، ويوصف بأنه أحد أكبر الظواهر الثقافية في القرن العشرين.

أحد زعماء النهضة

وعبد الرحمن شكري هو أحد زعماء النهضة الثقافية ومشاركا أصيلا “في قيادة حركة التحديث الشعري، والحملة  على الشعر التقليدي تلك التي سميت بمدرسة الديوان نسبة إلي كتاب بنفس العنوان كتبه العقاد والمازني معا، ولكن عبد الرحمن شكري كان الضلع الثالث في تلك الحركة المهمة التي نادت بوحدة القصيدة لا وحدة البيت ولا وحدة التفعيلة، ولا وحدة القافية”، بحسب ما وصفه الروائي خيري شلبي.

قضى الشاعر عبد الرحمن شكري مرحلة الطفولة المبكرة في مدينة بورسعيد حتي نال شهادة إتمام المرحلة الابتدائية، ومن ثم انتقل منها إلي الإسكندرية، حيث التحق بمدرسة رأس التين الثانوية، وعقب حصوله علي درجة البكالوريا “الثانوية العامة”، التحق بمدرسة الحقوق العليا.

 صدر للشاعر عبد الرحمن شكري، دواوين: “لآلئ الأفكار”، “ضوء الفجر”، “أزهار الخريف”، “أناشيد الصبا”، “الأفنان”، “الخطرات”، “أزهار الخريف” وغيرها. ويذكر الروائي خيري شلبي، أن الفنان “عبد العزيز مخيون”، كان قد أخبره بأن عمه هو من قام بنشر ديوان عبد الرحمن شكري علي نفقته الخاصة تقديرا منه لأهمية هذا الرجل في حقل الثقافة العربية المعاصرة. 

أما في مجال الكتابة النثرية، فصدر للشاعر عبد الرحمن شكري مؤلفات “حديث إبليس”، “كتاب الاعترافات”، “الثمرات”، و"الحلاق المجنون".

القضايا النقدية عند عبدالرحمن شكري

يذهب الباحثان العراقيان عبد الرحمن مرضي علاوي، ورسل إسماعيل نعمة، إلي أن عبد الرحمن شكري: “واحدا ممن أسهموا بشكل كبير وفاعل بتوعية المثقف العربي ولا سيما الشاعر، إذ كانت لديه مفاهيم وطروحات نقدية مهمة تخص الشاعر والناقد، فبين أهمية الأدب في تجسيد الواقع، وكانت لديه محطات وقف فيها عند قضايا نقدية مهمة جدا، فزوضحها بأسلوبه الخاص.”

بينما يشدد خيري شلبي على أن عبد الرحمن شكري: "إلي جانب موهبته الشعرية كان واسع الثقافة غزير الاطلاع علي ثقافة الغرب المعاصرة من خلال اللغة الانجليزية التي كان من الواضح أنه يجيدها ويقرأ الكثير ما يترجم إليها من آداب الأمم الأخري.

وفي مقالاته المنشورة في مجلة “المقتطف”، في الفترة من عام 1947 وحتي 1951، والتي جمعت في كتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان “نظرات في النفس والحياة”، جمعها الدكتور عبد الفتاح الشطي، ناقش عبد الرحمن شكري خلالها مجموعة من فلاسفة أوروبا وأدبائها: “لاروشفو كولد، ليوباردي، شوبنهاور، بيكون، هازلت” ويضيف إليهم عبد الله بن المقفع. ناقش نظرات أولئك المفكرين بروية، وبنظرة ثاقبة، ونفس طويل، وأسلوب عربي من طراز أدبي رفيع.

وله في النقد كتابات كثيرة، حين نقرأ بعضها الآن نفاجأ بأنه قد انتبه منذ وقت مبكر جدا إلى قضايا فنية وفكرية وجوهرية لا تزال تشغلنا إلى اليوم.    

ــ وصايا الشاعر عبد الرحمن شكري للشباب

وفي العام 1939 كتب عبد الرحمن شكري في مجلة “المقتطف” دراسة عن الشعر الحديث وجه من خلالها نصائحه للشبان، أوصاهم بضرورة الارتباط بالأدب العربي ارتباط الروح بالجسد. وأما الأدب الأروبي ــ يقول ــ فهو لنا في المنزلة الثانية، ولا يكون الاطلاع عليه مفيدا إلا بعد دراسة الأدب العربي في العصور المختلفة، وينبغي ألا يغتروا بالنظريات التي يذكرها نقاد يكتبون مقالات مطولة من غير إيراد الشواهد العديدة والأمثلة من شعر ونثر ومن غير نظر إلي جوانب الموضوع.

وأضاف أنه ينبغي ألا يخدعهم قول من يريد تلقيح اللغة العربية بأساليب أفرنجية إلا ما كان يمكن قوله علي سبيل الاستعارات والتشبيهات بحسب أصول اللغة ولو لم يطلع قائله علي الشعر الأوروبي".