«فكر كراهب».. أفضل الطرق للوصول إلى السلام الداخلى
«العيش بسلام» هو هدف أغلب الناس فى هذه الحياة القاسية والمليئة بالأحداث العنيفة، وهذا الأمر تناوله كتاب «فكر مثل الراهب» أو «Think Likea Monk» للكاتب «جاى شيتى» الصادر عام ٢٠٢٠، وخلاله ستتعلم كيفية الوصول للسلام الداخلى لتحقيق النجاح والتميز فى الحياة.
«تبدأ الحياة بالنفس» هكذا وصف الكاتب شيتى الحياة، فهو يرى أننا نقيس حياتنا بمدى حجم تأثيرنا فيها، ونستخدم وقتنا لتحديد كيف سنعيش من خلال منح الحب والرعاية ومن خلال الدعم والتواصل والإبداع.
يعد كتاب جاى شيتى، الأكثر مبيعًا مؤخرًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، فالكتاب يروى خلاصة تجربة الكاتب فى العيش لمدة ٣ سنوات كراهب، حيث يقدم مقاربات للحياة اليومية لرفع عبء التوقع وتقوية العلاقات، وكذلك الاستثمار فى العلاقات الصحية.
بعد ثلاث سنوات، أخبر أحد أساتذة جاى شيتى، أنه سيكون له تأثير أكبر على العالم إذا ترك طريق الرهبنة لمشاركة خبرته وحكمته مع الآخرين، فكان وكأنه مثقل بالديون، منذ ذلك الحين أصبح شيتى أحد أشهر المؤثرين فى العالم.
يعتمد جاى شيتى فى كتابه الملهم على وقته كراهب ليوضح كيف يمكن إزالة العوائق أمام إمكاناتنا وقوتنا؟ وذلك من خلال الجمع بين الحكمة القديمة وخبراته الغنية.
كما يكشف عن كيفية التغلب على الأفكار والعادات السلبية والوصول إلى الهدوء والسلام الداخلى، فهو يحول الدروس المجردة إلى نصائح وتمارين يمكن تطبيقها لتقليل التوتر وتحسين العلاقات مع الآخرين.
وتطرق الكاتب لفكرة البحث عن الشغف فى الحياة الذى بدونه لا يمكن تحقيق الأهداف، قائلًا: «مهمتنا إذن هى اكتشاف الشغف من خلال الشجاعة، ومواجهة الخوف عندما يظهر نفسه، والتحلى بالصبر حتى نتغلب عليه».
وقال مؤلف الكتاب إن كل ما نحتاج إلى فهمه هو أن هذا الحب الذى قدمناه للآخرين سيجدنا بطرق لا يمكننا توقعها أو تخيلها، مطالبًا القراء بضرورة استئصال الكره والمشاعر السلبية من الحياة، قائلًا: «عدم اهتمامنا بأنفسنا هو ما يجعلنا نشعر بأننا غير محبوبين».
ونوه الكاتب بأن الامتنان فى الحياة من الأمور التى تساعد بشكل قوى فى تحسين العلاقات، بالإضافة إلى تحقيق السلام الداخلى، قائلًا: «مارس الامتنان فى حياتك اليومية، داخليًا فى الطريقة التى تنظر بها إلى حياتك وخارجيًا للعالم من حولك ومن خلال العمل، فالامتنان يولد اللطف، وستجد صدى هذه الروح فى مجتمعاتنا، وتجلب أسمى نوايا من حولنا».
وشارك الكاتب نظرة ثاقبة حول قوة الروتين فى حياة الإنسان، فدائمًا ما يتهم بأنه سبب فى قتل الإبداع، ولكنه قد يتحول لقوة هائلة لتعزيز الفكر الإبداعى، قائلًا: «الإبداع يأتى من الهيكل، عندما تكون لديك هذه المعايير والهيكل، يمكنك أن تكون مبدعًا، فإذا لم يكن لديك هيكل، فأنت تقوم بالأشياء بلا هدف». وقال الكاتب إن تغير عادات الصباح واليوم بالكامل إلى الأفضل، من الأمور التى تساعد فى تحقيق أفضل إنتاجية فى العمل، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة بشكل كامل، بالإضافة إلى اكتساب البصيرة التى ساعدته بشكل شخصى فى رصد خبراته كراهب للآخرين.
وقال «شيتى»، خلال إحدى المقابلات الصحفية، إن التأمل من العادات التى يواظب عليها الرهبان، حيث تطرق فى كتابه حول أهمية هذه العادة، قائلًا: «اقضِ خمس عشرة دقيقة بمفردك لممارسة تمارين التنفس أو التركيز بما يدور حولك.. ابحث عن طريقة للقيام ببعض التمارين فى روتينك الصباحى والتى أهمها التأمل».
وأكد أن عقل الراهب من العقول المتفتحة التى دائمًا ترى العالم بعيون مختلفة، قائلًا: «إذا كنت تزرع التعاطف والفرح والحرية الداخلية، فإنك تبنى نوعًا من المرونة فى عقلك، لذا يمكنك مواجهة الحياة بثقة، فعقلك هو الذى يترجم العالم الخارجى إلى سعادة أو بؤس». يميز «شيتى» بين عقل الطفل وعقل الراهب، حيث يتضمن عقل الأخير الانتباه الواعى والممارسة والتفانى، فكل منا لديه القدرة على عيش حياتنا بسلام وطمأنينة باستخدام عقل الراهب بشكل أكثر وعيًا.
صدر كتاب فكر كراهب للكاتب جاى شيتى