علماء بالمركز القومي للبحوث يكشفون تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان والحيوان
علماء بـ«القومي للبحوث» يكشفون تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان والحيوان
كشفت نخبة من علماء وباحثي المركز القومي للبحوث عن تأثيرات التغيرات المناخية على الصحة العامة، والتي تلقي الضوء على أهمية رسم خرائط توقعية للأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية لتوفير الوسائل الوقائية والعلاجية ونشر المعرفة والتدريب بين الكوادر الطبية والباحثين في مجالات الصحة، لإيجاد حلول للمشاكل الصحية المتوقعة مع التغيرات المناخية.
جاء ذلك خلال فعاليات الصالون العلمي الثالث الذي نظمته إدارة النشر والإعلام بالمركز القومي للبحوث للوقوف علي دور علماء المركز القومي للبحوث في مواجهة آثار التغيرات المناخية في إطار استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 نوفمبر المقبل بشرم الشيخ.
وقالت الدكتورة أمل سعد حسين مقرر محور الصحة بالمركز عضو المجلس الوطني للتغيرات المناخية خبير في الهيئة الدولية المنوطة بالتغيرات المناخية (IPCC)، إن نتائج الدراسة التي أجراها معهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية بالمركز بالتعاون مع هيئة الأرصاد المصرية بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والتعاون مع معهد ليزا بفرنسا، كشفت عن وجود ارتباط بين معدلات الإصابة بالإسهال وارتفاع درجات الحرارة وكثافة الأمطار واختلاف هذه العلاقة بين المحافظات في مصر.
وأضافت أن النتائج كشفت كذلك عن وجود ارتباط بين انتشار مرض البلهارسيا وارتفاع درجات الحرارة، ونزوح بعض السكان إلى أماكن جديدة.
وأكدت أن العديد من الدراسات البحثية أوضحت أن الأمراض حيوانية المصدر والأمراض المنقولة بالنواقل (الحشرات وأهمها البعوض)، بالإضافة إلى الأمراض التي تنقلها الأغذية / المياه، لاتزال تشكل خطرا على صحة الحيوانات والبشر ويرتبط انتشارها بالعوامل البيئية وتغير المناخ وصحة الحيوان بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى.
وأوضحت أن تغيرات المناخ بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، واضطراب هطول الأمطار، وسلامة المياه، والتغيرات البيئية، تؤدي إلى تغير في توسع انتشار وتكاثر نواقل العدوى من حشرات أو مستودعات العدوى من قواقع وسيطة وعبء العدوى الطفيلية في المناطق الموبوءة في إفريقيا.
وألقت الضوء على دراسة مرجعية تتناول دور التغيرات المناخية على تغير الخريطة المرضية للمشاكل الصحية الكبدية من حيث الأمراض المعدية وانتشارها ودور التغيرات المناخية على الملوثات التي تسبب الأمراض الكبدية غير المعدية مثل سرطان الكبد والتسمم الكبدي.
من جانبها، كشفت الدكتورة نجلاء خلوصي عميد معهد الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز عن تسبب المناخ العالمي الأكثر دفئا في أن يكون للطفرات الجينية عواقب أكثر خطورة على صحة الكائنات الحية من خلال تأثيرها الضار على وظيفة البروتينات المكونة للخلايا والقائمة على الوظائف الحيوية للخلايا في الأنسجة المختلفة، وقد يكون لهذا تداعيات كبيرة على قدرة الكائنات الحية على التكيف والبقاء على قيد الحياة في المستقبل.
وأوضحت أنه على المدى الطويل سيتعين على الكائنات الحية أن تتكيف جينيًا مع هذه التغيرات البيئية السريعة وإلا فقد تموت، حيث يحدث هذا التكيف عن طريق الطفرات التي تسبب تغيرات في الجينوم وهنا تكمن الخطورة فى تواراثها عبر الأجيال.
وبدورها، كشفت الدكتورة كريمة غنيمي أستاذ الوراثة التناسلية بمعهد البحوث البيطرية بالمركز عن تأثيرات التغيرات المناخية على صحة وإنتاجية الثروة الحيوانية والسمكية.
وأكدت أن تأثير التغير المناخي على القطاع الحيواني يعد من أهم القضايا التي تحظى بالاهتمام على المستوى العالمي والمحلي، خاصة أن مصر من أكثر الدول المتأثرة بتغير المناخ وقارة إفريقيا بأكملها.
وقالت إن هناك كثير من التحديات في مصر التي تواجه الحيوانات والدواجن والأسماك، وتؤثر على الصحة والإنتاج بشكل ملحوظ، حيث يعتبر الإجهاد الحراري من إحدى العقبات التي تواجه خصوبة وإنتاجية حيوانات المزرعة.
وأضافت أن معهد البحوث البيطرية بالمركز قام بإجراء العديد من الدراسات تناولت تقييم تأثير التغيرات الموسمية على الخصوبة في الجاموس والأبقار والدواجن، حيث وجد تأثير واضح للفصول الحارة على نوعية وجودة البويضات، مما يؤدى إلى انخفاض خصوبة الحيوان.
ولفتت إلى مخاطر التغيرات المناخية من الاحتباس الحراري والتلوث وتأثيرها بالسلب على صحة وإنتاج الثروة السمكية، مؤكدة أهمية حماية الثروة السمكية من التلوث والتفكير في حلول غير تقليدية للتخلص من الاحتباس الحراري وإنتاج مركبات تسهم في التكيف المناخي وتقليل غاز ثاني أكسيد الكربون لتوفير الأمن الغذائي من البروتين الحيواني من الأسماك.
وعلى صعيد الإنتاج الداجني كشفت عن تأثير التغيرات المناخية سلبيا على صناعة الدواجن (دجاج اللحم ودجاج إنتاج البيض)، مشددة على ضرورة إيجاد آلية لتخفيف الآثار الضارة للمناخ على الحيوان وتقييم الأضرار الواقعة على قطاع الثروة الحيوانية ووضع استراتيجية واضحة للتخفيف والتكيف مع المناخ.