تقرير هندى يكشف.. هل يعيد المتحف البريطانى حجر رشيد لمصر مرة أخرى؟
أكدت صحيفة "انديا اكسبرس" الهندية، أن حجر رشيد الذي ساعد في إنشاء مجال جديد للتاريخ، يعتبر العنصر الأكثر زيارة في المتحف البريطاني وهو في مركز مطالب المؤرخين في مصر لاستعادته مرة أخرى.
وتابعت أن مصر طلبت بشكل غير رسمي من المملكة المتحدة استعادة الحجر وهو عبارة عن لوح حجري كبير أبهر العالم منذ اكتشافه قبل حوالي قرنين من الزمان.
وأضافت أن هذه الدعوات تعكس القبول المتزايد لفكرة إعادة الدول الغربية للقطع الأثرية المهمة تاريخيًا وثقافيًا المأخوذة إلى حد كبير من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الحقبة الاستعمارية، حيث توجد العديد من هذه الأشياء في متاحف مختلفة أو يملكها جامعون خاصون في الغرب.
وقالت مونيكا حنا القائم بأعمال عميد كلية الآثار بأسوان "أنا متأكدة من أن كل هذه القطع سيتم استردادها في نهاية المطاف لأن القواعد الأخلاقية للمتاحف آخذة في التغير، إنها مجرد مسألة وقت".
ما هي أهمية حجر رشيد؟
ووفقًا للصحيفة الهندية، فإن حجر رشيد عبارة عن لوح حجري كبير عليه نقوش ويُعتقد أنه قطعة من صخرة أكبر، ويحتوي على نقوش في ثلاثة نصوص، وكلها تنقل مرسومًا أو رسالة عامة، وهذا مشابه للطريقة التي أمر بها الملك أشوكا في الهند القديمة الستامبا أو المراسيم التي تحتوي على رسائل من تعاليم بوذا وأخبار عن النصر في حرب منقوشة، ثم تم وضعها في جميع أنحاء المملكة ليراها الجمهور.
وذكر تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، أنه عندما تم الاتصال بممثلي المتحف البريطاني بشأن عودة الحجر، قالوا إنه من بين 28 لوحة أو حجرا مع نقوش من نفس المرسوم تم اكتشافها بعد ذلك، لا يزال 21 منهم في مصر.
وقال بيان المتحدث باسم المتحف البريطاني "يقدر المتحف البريطاني بشدة التعاون الإيجابي مع الزملاء في جميع أنحاء مصر".
وأكدت الصحيفة أن موقع المتحف البريطاني اعترف بأهمية الحجر على خلاف تصريحاتهم السابقة، حيث أكد المتحف أن النقوش نفسها ليست مهمة، ولكن أهمية الحجر تنبع من فك رموز الهيروغليفية.
وتابعت أنه لهذا السبب يبرز حجر رشيد لكونه الاكتشاف الذي ساعد في تطوير مجال معين من دراسات مصر القديمة، علم المصريا، وقبل العثور عليها، لم تكن هناك معرفة بمعنى الهيروغليفية المصرية وكيف تمت ترجمتها، ولكن عندما نقل الحجر نفس المعلومات بثلاث لغات، بما في ذلك اليونانية القديمة التي فهمها العلماء، أصبحت المعلومات المتعلقة بالهيروغليفية أخيرًا في متناول المؤرخين المعاصرين.
هل يمكن إعادة الحجر إلى مصر؟
وأكدت الصحيفة أنه في حين أن هذا الطلب الحالي غير مدعوم من الحكومة رسميًا، فقد تم إجراء مثل هذه الدعوات من قبل، حيث طالب الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الدولة السابق لشئون الآثار في مصر، مرارًا وتكرارًا بإعادة حجر رشيد إلى المتاحف المصرية، كما قام بتعديل هذا الطلب لاحقًا واقترح أن تقرض بريطانيا الحجر لمصر لبضعة أشهر، لكن الخطة لم تنفذ.
وتابعت أنه حان الوقت لإعادة الحجر وكل التحف الفرعونية الأخرى لمصر، حيث كانت الحجة هي أن بعض البلدان قد تكون غير قادرة على رعاية أو الاحتفاظ بالمواد عالية القيمة.
وأضافت أن مصر هذه الحجة أصبحت غير منطقية، فمصر دولة كبيرة قادرة على حماية آثارها، ومن حقها عرضها للعالم، وهو الأمر الذي أجبر بعض المتاحف الكبرى على إعادة بعض القطع الفرعونية لمصر، حيث قال متحف هورنيمان بلندن في أغسطس من هذا العام إنه سيعيد 72 قطعة أثرية، بما في ذلك قطع بنين البرونزية التي نهبها الجنود البريطانيون من مدينة بنين في عام 1897، إلى الحكومة النيجيرية.