البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يستقبل الرئيس نجيب ميقاتي
استقبل صاحب الغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وجرى البحث في الشؤون الراهنة والاستحقاقين الرئاسي والحكومي.
بعد الزيارة قال ميقاتي: "سعدت هذا الصباح بلقاء صاحب الغبطة، وتركز الحديث على التحديات التي نمر بها، وشرحت لغبطته أولا الأمر المهم الذي هو على مشارف الإنجاز، والمتعلق بترسيم الحدود البحرية. وقد استفسر صاحب الغبطة عن بعض تفاصيل هذا الاتفاق فقلت له إنه مع أهمية هذا الاتفاق استراتيجيا، ولكن اليوم أنا شخصيا مسرور لأمرين هما إننا نتفادى حربا أكيدة في المنطقة، وثانيا، وهذا الأهم، أنه عندما نتوحد ويكون قرارنا واحدا نستطيع الوصول إلى ما نريده جميعا. وحدة الصف ضرورية في هذا الظرف بالذات، ويجب أن تكون حاضرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بغض النظر عن الشخص وعن اراء كل فريق، ويجب ان نعمل بجدية كاملة لانتخاب رئيس جمهورية في هذا الظرف."
وأضاف: “تطرقنا أيضا إلى ملف تشكيل الحكومة وأكدت لصاحب الغبطة إنني شخصيا آخر، شخص يتحدث عن الطائفية، وإنني مؤمن بلبنان ووحدته وبناء الدولة. وبجب أن نتفادى الحديث اليوم عن اي أمور تؤدي إلى مزيد من الشرذمة، وعلينا التحدث بما يقرَب بين جميع اللبنانيين ولا يبعدهم عن بعضهم البعض”.
وعلى صعيد آخر عقد مطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.
وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:
أوّلًا، تابع الآباء باهتمام، عقد جلسة المجلس النيابي الخاصة بانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية، وما أسفرت عنه. وإذ ينظرون بإيجابيةٍ إلى الجولة الانتخابية الأولى وما اتصفت به من تقيُّدٍ بالأصول الديمقراطية، يدعون السادة النواب، ولا سيما رئيس المجلس النيابي، إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة ضمن المهلة الدستوريّة، يكون قادرًا على بناء وحدة الشعب اللبنانيّ وإحياء المؤسّسات الدستوريّة وأجهزة الدولة، وتعزيز عمليّة الإصلاحات المطلوبة، بعدما بلغت الأوضاع العامة من التدهور ما لا قِبَلَ للبنانيين بتحمُّله، ومما يمكن أن يزيدها سوءًا.
ثانيًا، مع المطالبة بتشكيل حكومة جديدة، لا يجوز أن يبقى التكليف من دون تأليف ولو لفترة قصيرة باقية من عمر العهد. يتمنّى الآباء على المعنيّين بموضوع الحكومة تسهيل عملية التشكيل وعدم استغلال هذا الإجراء الدستوري لتسجيل نقاط في السياسية، إنّ أي تغيير ننتظره هو أن تأتي شخصيات قادرة على النجاح وكسب ثقة الرأي العام، من دون سيطرة أي حزب على الحكومة الجديدة. لذلك يناشد الآباء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف التعاون الوثيق للخروج بحكومة تثبت كيان المؤسسات الدستورية وتمنع أي طرف أن يحكم البلاد من خلال حكومة مرمَّمة.
ثالثًا، يُبدي الآباء تخوُّفهم البالغ من ارتدادات إقرار الموازنة العامة على حياة المواطنين في شكلٍ كارثي، وسط غياب البنود الإصلاحية وتحديدِ "سعر رسميّ للصرف" يُثير جدلاً كبيرًا حيال قانونيته وما يمكن أن يؤدّي إليه من جنونٍ في الأسعار يُقابِله ارتفاع في الإنفاق وضآلة للواردات.
رابعًا، يُجدِّد الآباء تحذيرهم من عدم انضباط الأوضاع الأمنية، وارتفاع نسبة العنف لأسبابٍ ترتبط غالبًا بالأحوال الحياتية والمعيشية المُتدهوِرة. وإذ يطالبون المسؤولين في الدولة بتأمين المساعدات الإجتماعيّة الضروريّة لملاقاة الفقراء في احتياجاتهم، يدعون الهيئات الرسمية المعنية في المحافظات المختلفة إلى التنبُّه ومؤازرة الأجهزة العسكرية والأمنية في مهماتها على هذا الصعيد، وفي نوعٍ خاص البلديات والإتحادات البلدية.
خامسًا، يرى الآباء أن من الضرورة بمكانٍ لجوء المؤسسات المُولَجة بخفر السواحل إلى وضع حدٍّ لعمليات التهريب بحرًا والمتاجرة بالمغامرين، بعد تتالي المآسي التي يذهب ضحيتها عائلاتٌ بأكملها أحيانًا.
سادسًا، يترقّب الآباء من الدول الشقيقة والصديقة، حسن الالتفات إلى لبنان في خطورة ما يُعانيه، وبما يُعين المؤسسات الرسمية التي لا تزال صامدة على رغم أوجاعها ويُبلسِم جروح اللبنانيين ويُسعِفهم ويرفع من قدرتهم على مواجهة أعباء أزمنتهم الصعبة للغاية.
سابعًا، في بداية هذا العام الدراسيّ، يرجو الآباء أن تواصل مدارسنا الكاثوليكيّة رسالتها التربويّة، ومضاعفة إمكانيّة مساعدة العائلات المتعثّرة. ويطلبون من الدولة أن تفي بواجباتها تجاه المدارس المجانيّة لكي تتمكّن من إداء رسالتها نحو المواطنين الذين اختاروها لأولادهم.
ثامنًا، في هذا الشهر المخصّص تقويًّا لإكرام السيّدة العذراء، يحضّ الآباء أبناءهم وبناتهم على تلاوة مسبحتها الورديّة إفراديًّا وجماعيًّا. كما يلتمسون معًا من الله، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، خلاصنا وخلاص وطننا لبنان من أزماته السياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة.