تحول من كاهن للشيطان إلى طوباوي في الكنيسة.. بارتولو لونغـو
يحيي الأقباط الكاثوليك اليوم ذكرى الطـوباوي بـارتـولـو لـونغـو، وقال عنه الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، في دراسة أعدها ونشرها على إثر الاحتفالات، إنه تحول من كاهن الشيطان إلى طوباوي في الكنيسة، والتجأ إلى سيدتنا مريم العذراء في حزنه الناتج عن خطاياه، وأعلنه يوحنا بولس الثاني رجل مريم الطوباوي بارتولو لونغو، خلافاً لمعظم القديسين، أمضى بارتولو العشرينيات من عمره ككاهن شيطاني.
وُلد بارتولو لونغو فى 10 فبراير سنة 1841م بمدينة لانشيانو بجنوب إيطاليا . وترعرع فى عائلة فائقة الثراء ومؤمنة . توفى أباه وهو لا يزال فى العاشرة من عمره ، فتزوجت أمه محامياً . وخلال فترة الستينيات تعرضت الكنيسة فى إيطاليا لإضطهادات عنيفة . منذ ذلك الحين، راح يبتعد أكثر فأكثر عن إيمانه الكاثوليكي. وعندما بدأ دراسته الجامعية في نابولي اشترك مع العديد من طلاب الجامعة فى احتجاجات ضد الكنيسة والبابا والاكليروس وادى به الأمر الى التورط فى عبادة الشيطان . وكان يمارس السحر والتنجيم .
بدأ بارتولو يختبر المخدرات ويشارك في حفلات العربدة. وكان يُبعد الناس عن الإيمان الكاثوليكي ساخراً من الكنيسة والأيمان . وسرعان ما “سيم” المحامي المتخرج حديثاً كاهناً للشيطان. وفيما كان أسقف شيطاني يتلو كلمات تجديفية، اهتزت جدران القاعة وانطلقت منها صرخات أرعبت الحاضرين .
وبعد ذلك، وجد بارتولو نفسه مذعوراً وبائساً على شفير الانهيار العصبي. وفيما كان متمسكاً بممارساته الشيطانية، كانت عائلته تصلي من أجل إهتداءه .
وكما حدث مع القديس أغسطينوس، أدت صلوات عائلة بارلتولو المفعمة بالإيمان إلى هدم جدار الغضب والخطيئة الذي كان بارتولو بناه حول نفسه. وفي إحدى الليالي، سمع صوت أبيه الراحل يصرخ له: “عُد إلى الله .!”
أصيب بارتولو بالذهول فزار صديقاً يعيش في الجوار ويدعى فينتشينزو بيبي ونصحه بأن يترك هذه البدعة ودله على الأب الدومينيكاني " ألبرتو رادانتي " . الذى قاده نحو توبة كاملة وإعتراف صادق وتغيير مسيرة حياة جذرية . وبدأ يعمل على ردّ الناس إلى المسيح. كان يقف وسط المقاهي والحفلات الطلابية مستنكراً الممارسات الغيبية. خدم الفقراء وعلّم الجهلة؛ وبعد ست سنوات من هذا العمل، أبرز نذوره كدومينيكي علماني، يوم عيد سيدة الوردية .
في إحدى الأمسيات، وبينما هو مارٌ بقرب كنيسة في بلدة “بومباي” (التي كانت قديمًا بؤر فساد ودنس وعبادة أصنام)، انتابته تجربة يأسٍ شديدة حيال خلاص نفسه -بالرغم من ارتداده- يُخبر عنها فيقول . بينما أنا أتأمّل في وضعي، شعرتُ بيأسٍ شديد، وكدتُ أنتحر. ثمّ سمعتُ صوتًا في أُذنيّ صوت الأب “ألبرتو” يردّد كلمات العذراء .
“إن كنتَ تطلبُ الخلاص، أُنشر عبادة الورديّة. هذا وعد العذراء نفسها” هذه الكلمات أنارت نفسي. فسقطت على رُكبتيّ واعدًا العذراء " لن أترك هذا الوادي، إلى أن أذيع ورديّتكِ".
في تلك اللحظة، تذكّر بارتولو مسبحة طفولته، تذكّر محبة الأم القديسة. شعر بأن سيدتنا مريم تقول له أن دربه إلى السماء تمرّ عبر تعليم الآخرين صلاة المسبحة الوردية .
عندها، انتقل بارتولو إلى بومباي حيث بدأ يكون مجموعات لصلاة المسبحة الوردية وينظم زياحات مريمية. وبدأ يعمل على بناء مزار لسيدة الوردية بتمويل من الكونتسّة دي فوسكو التي تزوجها فكان زواجهما بتولياً استمرا في إطاره في خدمة الفقراء .
طوال أكثر من خمسين عاماً، بشّر بارتولو بالوردية وأسس مدارس للفقراء ودور أيتام لأولاد المجرمين، وحوّل مدينة الموت إلى مدينة مكرسة لأم الله الحيّة. ورقد في الرب يوم 5 أكتوبر عام 1926م . وعند تطويبه، أعلنه القديس يوحنا بولس الثاني بلقب “رجل مريم " يوم 26 سبتمبر 1980م .
لنطلب من الطوباوي بارتولو لونغو، أن يتشفع لجميع الذين يظنون أنه لا رجاء منهم، أو أن طهارتهم لن تُستعاد أبداً، أو أنهم أضاعوا فرصتهم في القداسة .