«كلب بخط وحيد تظنه الأمل».. ديوان جديد لأحمد سعيد عن هيئة الكتاب
صدر حديثًا تحت إشراف رئيس تحرير سلسلة الإبداع الشعري التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب فتحي عبدالسميع، ديوان "كلب بخط وحيد تظنه الأمل" للشاعر أحمد سعيد.
وجاء في تصدير "كلب بخط وحيد تظنه الأمل": "يُفَضِّل الشاعر الجديد لقبَ "الحكاء" على لقب "الشاعر"، ربما لأن الحكي تقنية فنية تم ربطها في قفص القصص، والشاعر يرغب في تحرير الكلمات من أقفاصها.
الحكي في الشعر الجديد نقطة محورية، جزء من الهوية، لا نستطيع فصله عن حب الشاعر للتجريب والسير بحرية خلف النظرة البريئة للعالم.
عِنْدَمَا تَخْتَلِجُ شَفَتَا الحَكَّاءِ
تَتَوَقَّفُ بِلَحْظَةٍ
فَناجينُ القَهْوَةِ في طَريقِها لِلْأَفْوَاهِ
كَذَا الأَرْضُ عَنِ الدَّوَرانِ
والنَّحْلُ عَنِ الطَّنِينِ!
عَلَيْهِ أَنْ يَتْرُكَهَا تَذُوبُ في فَمِهِ أَوَّلًا:
قَصَدْتُ الحِكَايَةَ!.
الحكاية في الأصل قطعة من الواقع، صلبة وغشيمة، وكي تصبح شعرًا يجب أن تذوب في كيان الحكاء، هكذا يصبح الشعر طاقة لا حدود لها، تساعدنا على الاندماج في العالم وتحرير الواقع من طابعه الصلب الغشيم.
لَنْ تَفْهَمَ أَبَدًا الحِكَايَاتِ الخَيَالِيَّةَ
وهَوَسَهَا المَحْمُومَ بِالأَحْذِيَةِ:
إِنْ لَمْ تُجَرِّبْ -عَلَى الأَقَلِّ - مَرَّةً واحِدَةً..
أَنْ تَسيرَ حَافِيًا عَلَى جُسومِ الطُّرُقاتِ،
أَوْ حَتَّى حِذاءً مَثْقوبًا لاسْتِضَافَةِ
المِيَاهِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا مَعَ التُّرابِ
-عُنْصُرَيِّ الخَلْقِ -
سَيَخْرُجُ إِصْبَعُكَ آنَذَاكَ كَجُمْلَةٍ اعْتِراضيَّةٍ.
لَنْ تَفْهَمَ أَبَدًا..
أَنَّ كُلَّ مَا يَرْبُطُكَ بِالوَاقِعِ هُوَ فَقَطْ حِذاءٌ.
الشاعر أحمد سعيد حكاء مدهش، يحمل لغة شفافة وخيالًا عفيًا، يمضي في الطرقات حافيًا أو بحذاء مثقوب، لا كمتشرد ضائع، بل كشارد في أعماق العالم، ومقيم في جنة البراءة، يجذبه الحذاء نحو الواقع، وتمنحه الثقوب قدرة على التنفس والتحرر والخلقِ الإبداعي المدهش.
أما عن الشاعر أحمد سعيد، فهو من مواليد 1975، نُشرت له عدة قصائد بالمجلات، والمطبوعات، والدوريات الثقافية الورقية كالثقافة الجديدة، وإبداع، وأخرى غيرها. فضلا عن مواقع مختلفة على شبكة الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي كبيت النص، وفي الشارع الخلفي، وأخرى غيرها. ساهمت بعض أعمال له سينوغرافيا في معارض فنية، وعروض مسرحية ذات طابع تشكيلي، له قيد الطبع ديوانا "مليون وواحد شارلي"، "أسد فريدا جالو".