خبراء يكشفون عن مكاسب فلسطين من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
شهدت الجمعية العام للأمم المتحدة قبل أيام اجتماعها الدوري السنوي، وشاركت العديد من الدول في تلك الاجتماعات.
وجرت العديد من اللقاءات على هامش الاجتماعات، بين وزراء خارجية الدول ورؤساء الحكومات، وأيضًا قادة الدول، وكانت كلمة السر أو الرابط المشترك في تلك الاجتماعات القضية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، كلمة هامة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد خلالها أن إسرائيل تقتل أبناء شعبه، مضيفًا أن الفلسطينيين لا يقبلون أن يبقوا الطرف الوحيد الذي يلتزم باتفاقية أوسلو الموقعة مع إسرائيل عام 1993، مشددًا على أن هذه "الاتفاقيات" لم تعد قائمة على أرض الواقع بسبب خرق الاحتلال المستمر لها.
كما نشر الرئيس الفلسطينى داخل الأمم المتحدة صورًا لشهداء أطفال قطاع غزة، قائلًا: «إسرائيل ارتكبت أكثر من 50 مجزرة ومذبحة في فلسطين منذ عام 1948، بعضه مسجل الآن، فمن المسؤول عن تلك الجرائم؟».
ومع انتهاء تلك الاجتماعات، ماذا استفادت فلسطين من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما المكاسب التي خرجت بها؟.. هذا ما نرصده في التقرير التالي:
«الحرازين»: وضوح الرواية الفلسطينية وإسقاط الرواية الإسرائيلية أهم مكاسب اجتماعات الأمم المتحدة
قال القيادي بحركة فتح الدكتور جهاد الحرازين، إن مشاركة فلسطين في الاجتماع الدوري السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة له أثر كبير في عرض القضية الفلسطينية أمام قادة العالم ووضعهم في صورة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وجرائم إسرائيلية ممنهجة تهدف للقضاء على كل ما هو فلسطيني.
وأضاف «الحرازين»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن هذا الاجتماع يشكل منبرًا دوليًا قادرًا على إيصال الصوت والرواية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن خطاب الرئيس أبو مازن له أثر كبير في مواقف العديد من الدول التي رأت وسمعت من الرئيس حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، ويعانى من إجراءات الاحتلال، حيث أوضح بالصور هذا الأمر.
وأشار «الحرازين» إلى أن فلسطين من خلال تلك الاجتماعات استطاعت أن تطرق جدران الخزان وتعمل على إيقاظ الضمير العالمى الغائب، وإزالة الغشاوة عن أعينه أمام الجرائم الإسرائيلية.
وتابع الحرازين: «كانت الرسائل التي حملها الخطاب واضحة لا لبس فيها، حيث تضمن الخطاب أكثر من 40 رسالة منها ما وجه للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومنها ما وجه لدولة الاحتلال، ومنها ما وجه للشعب الفلسطيني ولبعض الدول الأوروبية، فكان خطابًا شاملًا وضع القضية وأعادها إلى الطاولة الدولية، بعدما سيطرت الأزمة الأوكرانية الروسية على الأحداث العالمية».
واستكمل: «جاءت المشاركة الفلسطينية لتعود القضية إلى الأضواء مجددًا، بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها الرئيس أبو مازن مع قادة دول العالم، وكذلك لقاءات رئيس الوزراء مع الجهات المانحة، واللقاءات التي أجراها وزير الخارجية مع المجموعات الدولية لحشد المواقف الدولية لصالح القضية الفلسطينية، حيث كان لا يمكن لفلسطين أن تغيب عن هذه الاجتماعات».
وأوضح «الحرازين»، أن هناك العديد من المكاسب التي حققت، ومن ضمنها وضوح الرواية الفلسطينية، وإسقاط الرواية الإسرائيلية والاتفاقيات التي وقعت مع العديد من الدول، وكذلك الاتفاق مع الجهات الدولية المانحة والداعمة للسلطة، وتحميل المجتمع الدولي المسؤولية عن كل ما يحصل على الأرض الفلسطينية ويرتكب من جرائم من قبل دولة الاحتلال».
«الرقب»: يجب إعادة الاعتبار للحالة الفلسطينية من خلال المصالحة الفلسطينية
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة شهدت كلمة للرئيس الفلسطيني أبو مازن حملت سردًا تاريخيًا وتثبيتًا للرواية الفلسطينية دون وضع رؤى أو حل للمجتمع الدولي، حيث أنهى أبو مازن كلمته بجملة «أريد حلًا».
وأضاف «الرقب»، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن العالم في تلك الفترة منشغل بالحرب الروسية الأوكرانية وصراع الطاقة والنفوذ، والقضية الفلسطينية لم تعد ذات أهمية في ظل هذه الظروف.
وتابع: «كنا نتوقع أن ينفذ الرئيس الفلسطيني أبو مازن ما أشار إليه في كلمته بانتهاء العمل باتفاق أوسلو، و بالتالي يتم وقف التنسيق الأمني الذي يعتبر هو الشق الوحيد الذي يتم تنفيذه حتى الآن من اتفاق أوسلو، لكن لم يحدث ذلك ورأينا اقتحام جنين ونابلس بعد انسحاب الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وارتقاء شهداء وجرحى نتيجة هذه الاقتحامات الصهيونية».
وأشار «الرقب» إلى أنه في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، يجب إعادة الاعتبار للحالة الفلسطينية من خلال المصالحة الفلسطينية وتنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ضمنها سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، ورفع مستوى المقاومة ضد المحتلين، وسنجد حينها اهتمام دولي بالقضية الفلسطينية، دون ذلك سيكون كل ما نقوله نفخ في الهواء، على حد قوله.