أمين عام «البحوث الإسلامية» يدعو زعماء الأديان لتبنى خطاب واحد يعزز قيم السلام
قال الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن وباء (كوفيد ١٩) قد حلَّ بالعالم في وقتٍ عصيب، تعاني فيه أكثر الدول من مشكلات اقتصادية كبيرة تتعلق بالطاقة والغذاء والدواء، حيث ألقت التأثيرات السلبية لتلك الجائحة بظلالها على الحالة الروحية والدينية للإنسان، مؤكدًا أن العالم بحاجة ماسة لمعالجة الآثار الروحية والنفسية التي ورثها الإنسان بعد اجتياح هذا الوباء للعالم.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال كلمته بالمؤتمر السابع لزعماء الأديان، المُقام في كازاخستان، أن من أهم التحديات التي خلفها وباء (كوفيد ١٩)، هو غياب البُعد الأخلاقي العادل في كثير من الأحيان، وتغليب الأطماع الاقتصادية الخاصة، والأنانية العنصرية، على حساب الإنسان وحقه في العيش الكريم، والعلاج الصحي المناسب.
ودعا عيَّاد، قادة وزعماء الأديان حول العالم، بضرورة التعاون الجاد، لتجاوز التحديات والعقبات الاجتماعية التي سببها هذا الوباء، مؤكدًا أن دور المؤسسات الدينية في العالم، يجب ألا يقف عند حدود الإشراف على أداء الشعائر، وإلقاء العظات وفقط، بل يجب أن يمتد ليشمل المشاركة الجادة في معالجة كل ما يصيب المجتمعات من مشكلات.
وأكد عياد، ضرورة أن تكون المؤسسات الدينية على قدر المسئولية في صياغة الاجتهادات والأحكام الفقهية التي تتناسب ومستجدات الواقع، من أجل بناء تنمية اجتماعية سليمة، لافتًا إلى الجهود المتميزة التي بذلها الأزهر الشريف خلال جائحة كورونا، من خلال تجديد الأحكام الفقهية المستجدة التي سببتها تلك الجائحة، بداية من صياغة الفتاوى الخاصة بالعزل والحجر الصحي، مرورًا بالفتاوى الخاصة بالأمصال واللقاحات، حتى تغسيل وتكفين الموتى المصابين بكورونا، بما يضمن تحقيق الأمن والسلامة، بما يتوافق ومخرجات منظمة الصحة العالمية.
وطالب الأمين العام لمجمع البحوث بتأسيس لجنة من قادة وزعماء الأديان، لبحث سبل تعزيز ودعم البعد الأخلاقي والإنساني في الإعلام والصحة والتعليم والسياسية والاقتصاد والأمن، لضمان تحقيق تنمية اجتماعية عادلة بلا تمييز، كما طالب قادة وزعماء الأديان في العالم بتبني خطط عملية جادة وجديدة، تهدف إلى تحقيق التنمية الروحية والاجتماعية في العالم، في الفترة بعد جائحة كورونا.
وشدد الدكتور نظير عياد، على ضرورة تكاتف جهود زعماء وقادة الأديان لوضع خطط عمل لمناهضة الشذوذ والأفكار العدمية، وأفكار الطائفية والعنصرية والتمييز، مؤكدا ضرورة إجراء تعاون عملي وجاد بين قادة وزعماء الأديان للعمل على إصدار تشريعات وقوانين دولية؛ للحد من ظاهرة التقلبات المناخية التي قد تقف حائلًا ضد كل سبل التنمية المنشودة.
وفي ختام كلمته، وجه عيَّاد الدعوة لقادة وزعماء الأديان في العالم إلى تجاوز كافة الصراعات الجدلية، التي قد تؤجج مشاعر الكراهية والعنف، مؤكدًا ضرورة تبني خطاب واحد يعزز قيم المحبة والرحمة والسلام، ويؤكد ضرورة مناهضة أفكار الإباحية والتحلل والشذوذ كل ذلك في سبيل نهضة اجتماعية وروحية جديدة تنهض بالإنسان والحياة.