الشتاء المظلم.. تداعيات أزمة الطاقة على أوروبا وإجراءات الدول لمواجهتها
أصبحت دول العالم على أهبة الاستعداد لمواجهة أزمة الطاقة خلال فصل الشتاء المقبل، مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، ونقص الغاز الروسى.
وهناك العديد من الدول الغربية التى اتخذت إجراءات لمواجهة تداعيات أزمة الطاقة العالمية، ووضعت حلولا بديلة، نرصد من خلال التقرير التالى كيف ستواجه بلدان العالم الشتاء المقبل:
سويسرا
أطلقت الحكومة السويسرية برنامجا لتخزين الغاز في البلدان المجاورة وحددت هدفا طوعياً لتوفير ما نسبته 15% لفصل الشتاء أسوة بالاتحاد الأوروبي، ودعت الشركات والأسر، على وجه الخصوص، لخفض درجة الحرارة في المباني.
واعتبرت السلطات السويسرية أن خفض درجة حرارة مئوية واحدة يسمح بتوفير نسبة ما بين 5 إلى 6% من الغاز، كما أن الاستخدام الطوعي للديزل بدلا من الميثان في محطات توليد الحرارة ذات الوقود المزدوج من شأنه أن يسمح بمزيد من التوفير.
وحول أزمة الكهرباء، تعتزم الحكومة توفير احتياطي من الطاقة الكهرومائية للتغلب على الصعوبات التي يحتمل مواجهتها في نهاية فصل الشتاء، من دون استبعاد إمكانية استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالنفط .
وكما هو الحال بالنسبة للغاز، تهدف سويسرا إلى خفض طوعي لاستهلاك الكهرباء. وقدمت الحكومة الإسترالية قائمة نصائح توضح كيف يمكن بسهولة توفير الكهرباء والغاز وزيوت الوقود، وغيرها من مصادر الطاقة.
وأشارت الحكومة إلى أنه ليس مستبعدا، العمل بنظام الحصص في أسوأ الأحوال، فيتم قطع التيار الكهربائي مؤقتا، حتى عن المنازل.
وعلى المدى الطويل، تدرس الحكومة إمكانية زيادة الإنتاج المحلي للكهرباء من الطاقات المتجددة، وعلى وجه الخصوص بواسطة الخلايا الكهروضوئية، غير أن مستقبل إمدادات الكهرباء في البلاد لا يزال فصلا لم يكتب بعد.
ألمانيا
تعتزم السلطات الألمانية حظر الإضاءة الخارجية للمباني والمعالم التاريخية ، وحظر تسخين حمامات السباحة ، وحظر تجاوز درجة الحرارة في المباني العامة غير السكنية 19 درجة مئوية.
كما اتخذت السلطات الألمانية حزمة إجراءات اقتصادية بقيمة 65 مليار يورو للحد من ارتفاع تكاليف الطاقة.
وتشمل الحزمة الجديدة مدفوعات لمرة واحدة لبعض الفئات من المواطنين، وإعفاءات ضريبية للشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة.
إسبانيا
فيما فرضت السلطات الإسبانية على المتاجر إطفاء الأضواء ليلا، وستمنع فرنسا الإعلانات المضيئة، وتستعد في نفس الوقت لتخصيص الكهرباء للشركات.
النرويج
قال نائب وزير الطاقة النرويجي أندرياس بيلاند إريكسين إنه على الرغم من أن بلاده كانت واضحة في عدم إصدار أحكام مسبقة على أي مقترحات إلى حين عرضها بشكل مفصل، تتشكك الحكومة عامة حيال فرض سقف على أسعار الغاز، حسبما ذكرت صحيفة "داجينز نارينجسليف" اليوم الإثنين.
وأوضح إريكسين أن الحكومة تدرك أن شركات إنتاج الغاز تكون مستعدة للدخول في اتفاقيات ذات أسعار ثابتة لمدة طويلة، استنادا إلى ظروف السوق، وفقا لوكالة بلومبرج .
وقال إريكسين إن هناك حالة من عدم اليقين بشأن كيفية ضمان أن الخصم الحاصل في الأسعار سيستفيد منه المستهلكون النهائيون، ولن يؤدي فقط إلى ارتفاع أرباح الشركات الوسيطة.
فرنسا
فيما تجري شركة الطاقة الفرنسية "إي دي إف" مناقشات مع حكومة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس حول وضع سقف طوعي لأسعار الكهرباء المنتجة في محطاتها النووية الخمس في المملكة المتحدة من أجل حماية المستهلكين من التكاليف المرتفعة، وفقا لصحيفة صنداي تايمز.
وكانت تراس وعدت الأسبوع الماضي بفصل العلاقة بين أسعار الغاز والكهرباء التي ارتفعت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء.
حلول مواجهة الأزمة
كشفت تقارير وبيانات مؤسسة إيمبر بشأن توليد الكهرباء الشهرية فى الاتحاد الأوروبى، حساب التوفير المحتمل فى التكلفة فى واردات الغاز الطبيعي لدى دول الاتحاد نتيجة لزيادة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى صيف 2022.
وأشارت التقارير إلى أن الاتحاد الأوروبى أنتج نسبة قياسية تبلغ 12% من إجمالى إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بين شهرى مايو وأغسطس 2022، مما يساعد على توفير 29 مليار يورو، محتملة من واردات الغاز الطبيعى.
وتجاوزت الطاقة الشمسية حصة طاقة الرياح (12%) والطاقة الكهرومائية (11%) فى مزيج الطاقة، ولم تكن بعيدة عن الفحم بنسبة 16%، حسبما نشر موقع "إيمبر-كلايمت، وكانت أعلى حصة فى هولندا (23%)، تليها ألمانيا (19%) وإسبانيا (17%)، وفق المعلومات التى رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
اللجوء إلى بديل للغاز الروسي
أعلنت باكو اليوم الإثنين، أن هناك ارتفاع لصادرات الغاز من أذربيجان إلى أوروبا بأكثر من ثلاثين في المئة هذه السنة، لتصبح بذلك أحد الموردين البديلين للقارة القديمة التي تسعى إلى الاستغناء عن روسيا.
وصرح وزير الطاقة الأذربيجاني برويز شهبازوف أن بلاده وهي أحد دول القوقاز الغنية بالمحروقات، سلمت 7,3 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2022.
وفي المجموع، ستسلم باكو 12 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا في العام 2022، أي أعلى بنسبة 31 في المائة عن الكميات الموردة العام الماضي، وفقا للمصدر ذاته.
واتفقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على مضاعفة حجم الغاز المصدر من باكو إلى أوروبا في غضون سنوات قليلة.
وضع قيود على الغاز الروسي
أعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، الأحد، أن هناك زيادة في أسعار الغاز في الشتاء عندما يقلص الاتحاد الأوروبي شراء الخام الروسي بدرجة كبيرة، مضيفة أن الغرب يدرس وضع حد أقصى مقترح لأسعار صادرات النفط الروسية بهدف إبقاء الأسعار تحت السيطرة.
وأضافت يلين أن الزيادة المحتملة في الأسعار قد تأتي لأن الاتحاد الأوروبي سيتوقف في الغالب عن شراء النفط الروسي ويفرض حظرا على الخدمات التي تسمح لروسيا بشحن النفط عن طريق الناقلات.
وقالت يلين إن سقف الأسعار يهدف إلى خفض الإيرادات التي يمكن أن تستخدمها روسيا لمواصلة الحرب في أوكرانيا مع الحفاظ على إمدادات النفط الروسية لإبقاء الأسعار العالمية منخفضة، وفقا لشبكى سى إن إن الأمريكية.