رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير نيوزيلندا بالقاهرة: استضافة مصر «كوب 27» تدعم دورها فى قضية المناخ (حوار)

سفير نيوزيلندا بالقاهرة
سفير نيوزيلندا بالقاهرة

قال سفير نيوزيلندا بالقاهرة "جريج لويس" إن مصر تلعب دورًا مهمًا في إحلال السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشاد سفير نيوزيلندا، في حوار مع "الدستور"، بمشروعات مصر العملاقة في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، وإلى نص الحوار: 

 

* كيف ترى استضافة مصر قمة كوب 27 نوفمبر المقبل في شرم الشيخ؟

استضافة مصر هذا المؤتمر يعد فرصة مهمة جدًا لها، وأن تظهر قيادتها في مجال مكافحة تغير المناخ ومواجهة تداعيات تغيرات المناخ، لأن تغير المناخ له تأثير سلبي كبير على القارة الإفريقية وعلى منطقة الباسفيك التي تقع فيها نيوزيلندا، وسيكون هناك وفد من نيوزيلندا سيشارك في قمة كوب 27، ويتم الآن الترتيب للزيارة.

كذلك تعد تغيرات المناخ أولوية للحكومة النيوزيلندية، فحاليًا أعلنت الحكومة حالة طوارئ مناخية، كما أنها حريصة على المشاركة والعمل مع شركائنا في مصر لمواجهة تغيرات المناخ.

 

*ما تعليقكم حول الوساطة المصرية لتحقيق الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟

في الفترة الماضية سافرت إلى فلسطين، والتقيت عددًا من المسئولين الفلسطينيين، منهم رئيس الوزراء، وكذلك وزير الخارجية رياض المالكي، لمناقشة توطيد العلاقات بين نيوزيلندا وفلسطين.

وأؤكد لك أن المجتمع الدولي يقدر دور الدولة المصرية في تحقيق الوساطة الأخيرة، لأن الجميع يرفض الحرب، وأي مبادرة لإحلال السلام في فلسطين وترعاها مصر، يرحب بها المجتمع الدولي.

ومن وجهة نظرنا فإن الحل الأمثل للقضية الفلسطينية هو إقامة الدولتين، وسبق وقدمت نيوزيلندا عددًا من المبادرات لإحلال السلام قائمة على مبدأ إقامة الدولتين، ولكن في النهاية لا بد أن يكون الحل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ليعود في النهاية بالنفع الاقتصادي والاستقرار السياسي على كل الأطراف.

 

*ماذا عن تطور العلاقات بين مصر ونيوزيلندا؟

العلاقات بين البلدين جيدة للغاية، ونتوقع لها المزيد من الازدهار والتقدم، والعلاقات بين البلدين قديمة، وتعود لفترة الحرب العالمية الثانية، حيث كان في هذه الحرب أكثر من 70 ألف جندي نيوزيلندي مروا بمصر خلال الحرب، وقام هؤلاء الجنود بسرد قصصهم خلال فترة تواجدهم في مصر، والأثر الذي تركته مصر في قلوبهم، وبدأ هؤلاء الجنود في سرد قصصهم لأحفادهم، مما جعل الناس في نيوزيلندا متشوقين لمعرفة المزيد عن مصر. 

كما أن هناك في نيوزيلندا مسابقة شهيرة في التجديف اسمها "معادي كامب"، وهي فكرتها أتت من مسابقات التجديف على ضفاف نهر النيل في القاهرة.

أما على مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فقد تم افتتاح السفارة النيوزلندية في القاهرة في عام 2006، وتم افتتاح السفارة المصرية في نيوزيلندا في 2010، لذا فالعلاقات بين البلدين على مستوى التمثيل الدبلوماسي وليدة، ولكننا متطلعون لزيادة التعاون بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة، واتفاقية نزع السلاح النووي والتعاون في مجال حفظ السلام وإحلال السلام والاستقرار على المستوى العالمي.

وعلى مستوى الزيارات من مسئولين رفيعي المستوى، فسوف يزور وزير الدفاع النيوزيلندي مصر الشهر الجاري لتكثيف التعاون مع مصر في مجال الدفاع وحفظ السلام، لأن نيوزيلندا مشاركة في بعثة حفظ السلام الموجودة في شرم الشيخ، منذ عام 1982 والبعثة يشارك فيها 13 دولة، وقيادة البعثة حاليًا مع نيوزيلندا. 

ومن المقرر أن يلتقي وزير الدفاع  النيوزيلندي عددًا من المسئولين في مصر، الأول اللقاء مع مسئولين رفيعى المستوى من الحكومة المصرية، ثم اللقاء بعد ذلك بقوة حفظ السلام النيوزيلندية والمكونة من 30 عسكريًا، كذلك ستتم مناقشة فرص التعاون بين البلدين.

 

*ما أبرز مجالات التعاون بين مصر ونيوزيلندا؟

أبرز مجالات التعاون بين البلدين في مجال الزراعة، حيث تعاونت نيوزيلندا مع مصر في مجال إنشاء المسالخ الحيوانية، وفي مجال الطب البيطري، حيث قام عدد من الأطباء البيطريين في نيوزيلندا بتدريب أطباء مصريين في مجال مكافحة أمراض الحيوانات.

كما ستتعاون نيوزيلندا والسفارة هنا مع مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام، ومن المتوقع أن يكون هناك تعاون كبير الفترة المقبلة، كما سيقدم المركز تدريبات لعدد من العاملين في قوات حفظ السلام من إفريقيا، والهدف منها رفع زيادة الوعي للتصدي للعنف المبني على النوع، حتى تستطيع قوات حفظ السلام القيام بعملها في أمان.

 

* حدثنا عن التعاون بين البلدين في قطاع السياحة؟

نتوقع زيادة في التعاون السياحي الفترة المقبلة بين البلدين، لاسيما مع رفع قيود كورونا، فقد عانى قطاع السياحة في العالم من تحديات كبيرة الفترة الماضية بسبب كورونا والحرب الروسية، ففي مارس 2020 أغلقت نيوزيلندا حدودها، ونجحت في القضاء على كورونا مع تطبيق إجراءات الحجر الصحي، حتى أنا خضعت لها، ولكن من فترة قريبة تم فتح الحدود لكل دول العالم، وبالطبع كانت أعداد السائحين خلال فترة كوفيد19 قليلة جدًا، ولكن العدد يزداد الآن.

وأود أن أشير إلى أن حساب السفارة على موقع "تويتر" يقدم دعوات مستمرة لزيارة مصر والترويج لمعالمها السياحية، لاسيما أن مصر وجهة سياحية متنوعة تناسب كل الأذواق، فمن يريد المتاحف والثقافة والحضارة، يجد المتحف المصري الكبير والمتحف المصري والأهرامات ومتحف الحضارة، وبالفعل قام أصدقائي بزيارتهم الفترة الماضية، ومن يريد الشواطئ السياحية الخلابة يجد شرم الشيخ والجونة ودهب.

وأتوقع انتعاشة قريبة في قطاع السياحة في مصر، لا سيما مع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي طال انتظاره، خاصة أن متحف التحرير مذهل للغاية، كذلك كان موكب نقل المومياوات في أبريل الماضي مذهلًا ورائعًا.

 

*وماذا عن حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

البلدين مصدران لبعضهما البعض بسلع مختلفة، ومن أولوياتنا حاليًا تحسين وتدعيم وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وهناك تعاون مثمر بين سفارة نيوزيلندا بالقاهرة وسفارة مصر بنيوزيلندا، فيما وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين لما بين 300 و350 مليون دولار، ونتمنى زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر. 

ومن أبرز الطرق لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، زيادة معرفة المصدرين في مصر ونيوزيلندا بالفرص المختلفة في كلا البلدين.

ونحن في نيوزيلندا نصدر منتجات الألبان واللحوم وبعض منتجات الأسماك والأسمدة الزراعية، أما مصر تصدر الفاكهة، وبالتالي كل دولة لها عدة سلع تصدرها وهي مختلفة فيما بينهما، ولذلك لا تنافس، ونسعى حاليًا للتغلب على العوائق الحالية مثل فيروس كورونا والحرب الروسية ومشاكل سلاسل الإمداد من أجل تعزيز التعاون، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

كما سيكون هناك الشهر الجاري اجتماع مع مسئولين رفيعي المستوى من البلدين، لمناقشة زيادة حجم التبادل بين البلدين عن طريق لجنة مشتركة.

أيضًا تم توقيع اتفاق مع وزارة الزراعة الفترة الماضية، لاستيراد البرتقال لنيوزيلندا، كما تم توقيع اتفاق هذا العام لزيادة الصادرات المصرية لنيوزيلندا وتحديدًا الموالح عمومًا، وأنا سعيد بتواجد الزبدة النيوزيلندية في الأسواق المصرية، ومنتجات أخرى.

 

* كيف ترى مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية في مصر؟

بالطبع هي مشاريع عظيمة، وهي الخطوة التي ينبغي على كل العالم اللجوء إليها الآن للتعامل مع تغيرات المناخ، وفي نيوزيلندا معظم مصادر الطاقة المتجددة، حيث توجد كميات كبيرة من الأمطار نستغلها من أجل توليد الطاقة، والحفاظ على نظام بيئي مستدام وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأنا سعيد للغاية لزيارة مجمع بنبان في مصر، فهو خطوة مهمة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والبترول في محاولة للعيش على كوكب الأرض بطريقة مستدامة.

 

*كيف تواجه نيوزيلندا أزمة تغيرات المناخ والغاز؟

نيوزيلندا تمتلك بعض الاحتياطات من الغاز الطبيعي، ولكنها لا تستورد الغاز الروسي، وبالتالي لا توجد أزمة، كما أن الاقتصاد النيوزيلندي قائم على الزراعة، ولكن التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن هو مواجهة كمية انبعاثات غاز الميثان، نتيجة فضلات الحيوانات، ولكن حاليًا يتم بحث تقليل انبعاثات الميثان.

وأود التوضيح أن نيوزيلندا ومصر جزء من تحالف عالمي لدعم المناخ، كما أن نيوزيلندا طرحت مبادرة لتعديل البكتيريا الموجودة في أمعاء الأبقار لتقليل انبعاثات الميثان، في فضلات الحيوانات، كما طرحت نيوزيلندا مبادرة لزراعة مليار شجرة لتحسين المناخ والمحافظة على الأنواع المختلفة من الحيوانات، بعد قطع الأشجار.

وتتبنى نيوزيلندا أيضًا استراتيجية صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050 ونحن ملتزمون بها، فضلًا عن استراتيجية أخرى ملتزمون بها أيضًا وهي دعم مواجهة تغيرات المناخ، عن  طريق التمويل أو التكيف، خاصة أن موقع الكثير من الجزر حول نيوزيلندا تخشى من ارتفاع منسوب مياه البحر.

تغير المناخ سوف يؤثر على كل الأمور من حولنا، منها الغذاء، وقد حدث بالفعل الكثير من تداعيات تغير المناخ مثل الفيضانات والأمطار وارتفاع درجات الحرارة في الهند أو باكستان أو أوروبا، والعالم يحتاج لخطوات جريئة وشجاعة في مجال مكافحة تغير المناخ لأن النتائج كارثية.

العالم الآن يواجه أسوأ عواصف وأعاصير أثرت على حياة المواطنين حول العالم، فقد عشنا 10 آلاف سنة استقرارًا مناخيًا، ولكن اليوم ارتفعت درجة حرارة الأرض درجة واحدة فقط وحدث ما حدث.

 

*كيف تعمل نيوزيلندا على حل مشكلة الأمن الغذائي؟

أثرت الحرب الروسية على سلاسل الإمداد، ولكن نيوزيلندا من كبار مصدري الغذاء حول العالم، ووفقًا لآخر الإحصائيات تستطيع نيوزيلندا توفير الغذاء لما يقرب من 50 مليون شخص، على الرغم من أن عدد سكان نيوزيلندا 5 ملايين فقط، ونيوزيلندا مستعدة لحل مشكلة الأمن الغذائي وتوفير الدعم الممكن.