عمرو سليم: سمعنا مصطلح الثقافة البصرية من محيي الدين اللباد.. وهذه ذكرياتي معه
قال رسام الكاريكاتير عمرو سليم، إن محيي الدين اللباد أكثر من رسام كاريكاتير، فهو صانع أغلفة وكان لديه اهتمام كبير بمصطلح "الثقافة البصرية"، ويكاد يكون قد سمعنا هذا المصطلح من خلاله وشخّص ذلك في كتبه المهمة مثل "نظر" و"كشكول الرسام"، إذ كان مهتمًا أن تكون عين المتلقى مثقفة بصريا.
وأضاف في تصريحه لـ"الدستور"، أن "اللباد" من جيل السيتنات الذين اجتمعوا في مجلة "صباح الخير"، كما كان مشرفا فنيا لبعض المجلات، وقال: "أنا حضرت له موقف، يبدوا أن في مجلة كانت بتطلع جديد، سمعته بيقولهم في التليفون، أنا مبغيرش كلامي، مادة المجلة كلها تكون عندي علشان أقدر أوظفها، بموظفش أنا بطريقة غير كده، وقفل السكة، ففهمت من كلامه، إن لازم يقرأ المجلة كلمة كلمة، علشان يقدر يشتغل عليها ويحطلها المكتب، وعرفت بعد كده إن دي طريقته ديمًا في الشغل، ولما رجعت شفت الشغل بتاعه في صباح الخير، وقت عمله كمشرف، وعرفت إن كان لازم يقرأ المجلة كلمة كلمة".
وأوضح أن محيي الدين اللباد لمع مع رسامي الكاريكاتير، جورج البهجوي، وحجازي، وصلاح جاهين، وغيرهم، وكان لكل منهم أسلوبه المميز، ونجحوا في تشكيل الجيل الذهبي لفن الكاريكاتير، وصنعوا نقلة كبيرة في الكاريكاتير، من ناحية البساطة وتميز الأسلوب وتكسير التابوهات، وخلقوا أفكارهم الخاصة، أضاف: "الجيل بأكلمه كان مسئول عن فكرته، بعدما كان هناك رسامين بعدد قليل، والبقية أجانب، وكانوا مدرسة جديدة في الكاريكاتير، ظهرت مع ظهور مجلة صباح الخير".
ولفت عمرو سليم إلى أن محيي الدين اللباد، كان له دور في فن الكاريكاتير للأطفال وصنع شخصية "زغلول أفندي"، بالإضافة إلى أنه كان مدرسة خاصة في صناعة أغلفة الكتب، ويختلف عن بقية الرسامين بأسلوب محدد والفكرة القوية.
ويرى سليم أن جيل الستينات أنه تم تحجيم جيل السيتنات من رسامي الكاريكاتير خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد، مما أدى إلى قلة نشر أعمالهم، لذا اتجهوا إلى رسم الأغلفة ورسومات الأطفال، وعمل معظمهم في مجلة "ماجد".
وحكى عمرو سليم، أن محيي الدين اللباد قبل أن يصدر كتابه "نظر"، كان ممنوعا من النشر في مجلة "روز اليوسف"، وأراد أن يخصص له باب في المجلة يكون مهتما بالشارع المصري، وأضاف: "كان مثلا بيقول إن الإعلانات في الشارع محطوطه بشكل خاطئ متخليش الناس تبص على السما، فكان عايز يعمل صفحتين متخصصين، وقرر يعملهم ماكيت ويروح يقابل المسئولين في روز اليوسف، فقالهم، أنا كنت جاي في السكة الإشارة زادت شوية، فجبت مجلة روز اليوسف، فلقيتها زحمة جدًا، فرد عليه المسئول عليه وقتها، وقاله، إيوه زحمة، فقاله، إنت عندك مشاكل؟ مش مرتبك بيوصلك لحد عندك؟، فقالي أكتر حاجة زعلتني إن المسئول مكلفش نفسه يشوف أنا عايز إيه؟، فقالي إنه مشي وقرر يروح تاني يخش على المطابع واتفق على طبع كتاب نظر لحسابي، مش مجرد صفحتين".
وأضاف سليم، أن الكتاب نُشر على صفحات مجلة "صباح الخير"، وأصبحت سلسلة، وصدر 3 كتب بعنوان "نظر" ثم صدر له كتاب "100 رسم وأكثر".
وشرح عمرو سليم، أن أهم ما يميز محيي الدين اللباد في رسوماته وجود مساحات الأبيض والأسود، ولفت إلى أنه حزن كثيرًا وقتما كان يرغب "اللباد" في طباعة كتاب "100 رسم وأكثر" ولم يجد وقتها دار نشر، لكنه نُشر فيما بعد، قال: "كنت محرج جدًا وهو بيوريني الكتاب، في روز اليوسف، ومش لاقي مكان للنشر لكن الكتاب بعدها تنشر هو كتاب رائع للغاية".