محمد الشاذلى يكشف كواليس معركة استلام جائزة نوبل بعد فوز نجيب محفوظ بها
قال الكاتب الصحفى محمد الشاذلى، إنه عندما فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل عام ١٩٨٨ دارت معركة حول من سيسافر لاستلام جائزة نوبل، معقبًا: "وقتها كنت فى مكتب رتيبة الحفنى رئيس دار الأوبرا حيث اتصلت به فى منزله وسألته عن معركة سفره ورد نجيب محفوظ وكان ثائرًا وقتها حول تصريحات من سيسافر لاستلام الجائزة، وأشار إلى أنه عرض الموضوع على مكرم محمد أحمد رئيس تحرير مجلة المصور والذى طالب بعقد اجتماع مع صديقه رجاء النقاش لبحث الأمر، وعقب انتهاء هذا الاجتماع نُشر اللقاء بالكامل".
وأضاف الشاذلى أن من رغبوا فى السفر لاستلام الجائزة جميعهم ماتوا الآن، أما بالنسبة لاختيار الكاتب محمد سلماوى للسفر حيث كان وقتها الأخير وكيل وزارة الثقافة لقطاع العلاقات الخارجية، وأن اختياره لم يكن مبيت النية لدى نجيب محفوظ.
جاء ذلك خلال كلمته فى ملتقى الثقافة والإبداع، بمناسبة الذكرى الـ16 على رحيل أديب نوبل، تحت إشراف الكاتب الصحفي طارق الطاهر، حيث يناقش الملتقى علاقة "الشاذلي" بالأديب العالمى نجيب محفوظ، والذكريات التى جمعتهما والحوارات التى دارت بينهما، وكواليس اختيار أديب نوبل للكاتب الكبير محمد سلماوى للسفر نيابة عنه لتسلم جائزة نوبل وبصحبته ابنتيه، كما يتوقف الشاذلى عند خلفيات مراسم التتويج بالجائزة فى ستوكهولم، حيث كان الشاذلى أحد أعضاء الوفد المصرى الذى سافر للسويد فى هذه المناسبة التاريخية.
يذكر أن الكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، قدم فيه المؤلف 4 فصول، الأول «الحكايات»، والثانى «نجيب محفوظ والصحافة»، والثالث «الحوارات»، والرابع «وثائق وصور»، واختتمه بكلمة لأديب نوبل نجيب محفوظ كتبها بخط يده. وسجَّل المؤلف فى كتابه أيامه مع الأديب الكبير نجيب محفوظ، مُسجلًا حواراته معه والتى نشرت فى عدد من المجلات، كاشفًا عن الكثير من تفاصيل حياته، التى وصفها «حياته كانت درسًا فى الجدية والإخلاص والنشاط الدائم، لكاتب كان يرى الحياة قصيرة، رغم سنواته الخمس والتسعين».
فى فصله «نجيب محفوظ والصحافة»، حاول المؤلف الإجابة عن سؤال «هل كان نجيب محفوظ يحب الصحافة أو يرتاح لنماذجها التى أوردها فى متحف شخصياته القصصية والروائية؟». وأشار «الشاذلى» إلى أن «محفوظ» كان وثيق الصلة بالصحفيين وله صداقات شهيرة مع العديد منهم، مثل: رجاء النقاش، ومحمد عفيفى، وصلاح جاهين، ويوسف القعيد، وجمال الغيطانى، وغيرهم.
وفى فصل «الحوارات»، نشر المؤلف 9 حوارات للأديب الكبير نجيب محفوظ، أجراها معه بين عامى 1985 و2001، ونشرت فى صحف ومجلات مصرية وعربية، تحدث فيها «محفوظ» عن موقف النقاد منه ومن أعماله الأدبية، كما تحدث عن لقاء «الحرافيش» وعن انتمائه السياسى، وعما تغير فى نفسه ويومه قبل الفوز بـ«نوبل»، وبعدها، كما تحدث عن أزمة رواية «أولاد حارتنا»، وقد قال «محفوظ»- بعد 20 عامًا على كتابة الرواية: «لقد صودرت الرواية بسبب سوء فهم لا أكثر ولا أقل، وهى لا تستحق المصادرة».