طبيب الكوميديا عزت أبو عوف.. ذكرى ميلاد الشرير الطيب
95 يومًا مرّت بعد الألف منذ رحيل الشرير الطيب، وكوميديان السينما المصرية عزت أبو عوف، مطرب داعب جيل الثمانينيات بأغاني جاءت مزيجًا عربيًا غربيًا في فرقة «فور إم» التي ضمته وشقيقاته الأربعة، ليُطرب ويلمع معه نجم الطبيب الذي ترك مهنته ليُلبي نداء الفن، وتتحول رسالته الإنسانية لمُداواة المرضى، لرسالة سامية يرسم فيها الابتسامة على وجود الآخرين، أو يقدم وجهًا شريرًا لشخصية في سيناريو، من أجل التوعية بأن «الشر لا يبقى أبدًا».
في الحادي والعشرين من أغسطس في العام 1948، وُلد محمد عزت أحمد شفيق أبو عوف في محافظة القاهرة، لأب كان عميدًا لمعهد الموسيقى العربي.. في أسرة فنية نشأ «أبو عوف الصغير» وتلقى تعليمه في القاهرة، والتحق بجامعة الأزهر ليدرس الطب، وتخرج فيها ليُصبح طبيبًا متخصصًا في أمراض النساء والتوليد.
15 عامًا قضاها أبو عوف مُعالجًا لمرضاه، قبل أن تُغير سفينته وجهتها من الطب إلى الفن، حينما أسس فرقة «فور إم» صُحبة شقيقتاه ميرفت ومنال ومنى ومها، واكتشفت الفرقة مواهب كثيرة، كان من بينها الفنان محمد فؤاد.
وفي العام 1992؛ دخل أبو عوف التمثيل عن طريق فيلم «آيس كريم في جليم» مع الفنان عمرو دياب، وجاءت بعدها العديد من الأعمال كان من بينها «اضحك الصورة تطلع حلوة، زيزينيا، امرأة هزت عرش مصر، طيور الظلام»، إلى جانب فيلم «أيظن» الذي قال إنه نادم على دوره فيه، مؤكدًا أنه لم يكن يُناسبه.
قدّم أبو عوف برنامج هرم الأحلام في التلفزيون المصري، كما كانت له تجربة في البرامج عن طريق برنامج القاهرة اليوم صحبة الإعلامي عمرو أديب، وتولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي لعدة دورات.
مُبتسمًا، بشوشًا، ومُطلقًا العبارات التي تنتزع ضحكات المشاهدين وترسم الابتسامات على وجوههم، إطلالة باسمة لم تكسرها أدوار الشر التي شارك فيها وأتقنها «أبو عوف» ليُقدم رسالتين ساميتين في 71 عامًا عاشها على كوكبنا، في الطب والفن، قبل أن يرحل في الأول من يوليو عام 2019.. مات؛ وبقي إرثه يُحيي مسيرته.