في ذكراه.. سميح القاسم: جائزة نوبل لا تعنيني والحوار مع إسرائيل ضرورة
تمر اليوم الذكرى الثامنة للشاعر الراحل سميح القاسم، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 19 من أغسطس 2014، ويعد احد أبرز شعراء المقاومة الفلسطينية.
وحاز الشاعر سميح القاسم العديد من الجوائز الفلسطينية والعربية، ورشح لجائزة نوبل عن كواليس ترشيح سميح القاسم لجائزة نوبل وعن هجومه على المثقفين العرب جراء اتهامه بالتطبيع يدور التقرير التالي:
قال الشاعر الراحل سميح القاسم عقب حصوله على جائزة فلسطين، ردًا على سؤال حول منحه جائزة فسلطين مؤخرًا، بوصفك أحد الذين أثروا القصيدة العربية الحديثة ماذا يعني لك هذا التكريم وهل جاء متأخرُا؟.
- الأهم من الجائزة نفسها هو أنه أصبح في مقدور فلسطين أن تقدم الجوائز، فلسطين أصبحت حقيقة سياسية على خارطة الكرة الأرضية لا مجرد ثورة أو قضية أو حلم والمغزى الآخر لهذه الجائزة هو الإصرار على دحض الكذبة عن استحالة الصداقة بين شاعرين عربيين هذه الفرية التي يتسلى بها ويتسلى بها كثيرون من أشقائنا القاعدين على رصيف اللغو، فرئيس لجنة التحكيم هو محمود درويش، ومن الطبيعي أن أعتبر الجائزة مناصفة معه وبمشاركة جميع الأخوة الشعراء العرب الذين تألق حبرهم بدم فلسطين.
وتابع القاسم: “أن التكريم لم يأت متأخرًا فلم تبق حارة من الديار الفلسطينية لم تغدق علي بالحب والتكريم، كما أن الأخ الرئيس الراحل ياسر عرفات كرمني مرتين بوسام القدس للثقافة، مرة في المنفى ومرة على أرض الوطن”.
ولفت القاسم إلى أن: “لعل التكريم الأكبر الذي أعتز به وبين جماهير شعبي ووطني من المحيط إلى الخليج، فما أنا بالشاعر الإقليمي، كما تعلمون وفي قلبي المرهق الصغير تحتشد ملايين الأمة والوطن، وتشرفني الإشارة إلى أن كُرمت بجائزة الأخ عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، وبجوائز أخرى ودروع وشهادات تقدير من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، أما جائزة الجوائز هي الجائزة الكبرى التي حصلت عليها فقد قدمها لي ذلك المواطن العربي السوري من بلودان الذي قدم لي فنجان القهوة السادة ثم حطمه أمام نخبة من علية القوم ولسان حالة يقول: “لا يحق لأحد أن يشرب من هذا الفنجان بعدك”.
وتابع في حينه صرحت لوسائل الإعلام بأنني أخذت جائزتي الكبرى، وما عادت تعنيني حتى جائزة نوبل التي اقترح الكاتب العربي الجزائري الكبير الطاهر وطار ترشيحي لها مع نخبة من زملائي الشعراء والكتاب العرب.
وعن هجومه على المثقفين العرب حينما قال لن نسمح لأي "ابن كلب" بأن يزاود علينا، وليس هناك معنى للتهرب من الحوار مع الإسرائليين استحقاقًا لا مفر منه؟.
وجاءت إجابة سميح القاسم: “دعنا نتفق قبل كل شيء على مفهوم التطبيع قبل إلصاق هذه التهمة بالناس، وتحويلها إلى نوع من الإرهاب الفكري”.
وأوضح القاسم: قلت في القاهرة ما قلته في عمان ودمشق وما أقوله في تل أبيب والناصرة: “نحن العرب أبناء الحضارة العربية والإسلامية لسنا عنصريين ولن نسمح لأحد بأن يحولنا إلى عنصريين، ويدل تاريخنا الطويل العريض العميق على قدرتنا العبقرية في التداخل مع الشعوب الأخرى والتجانس مع الحضارات والتعاون على البر والتقوى وما ينفع الناس فيمكث في الأرض، ونحن العرب لم نكن السبب في غياب العلاقات الطبيعية مع اليهود، لسنا نحن السبب في القطيعة ، السبب هو احتلال وطن عربي وتشريد شعب عربي واحتلال كناطق شاسعة من أوطان عربية أخرى ، وشن الغارات الدموية على العرب من المحيط إلى الخليج، ومن تونس إلى بغداد إلى لبنان إلى آية بقعة يطيب للإسرائيليين الاعتداء عليها، ومالم يتوقف هنا العدوان، ومالم يسترد أصحاب حقهم فلن يكون هناك أي تطبيع في العلاقات”.
لكنني أرى فرقًا جوهريًا بين "التطبيع"، و"الحوار" فإذا كان التطبيع غير وارد بالحسبان فإن الحوار ضرورة سياسية حضارية، فحين كان المتدربون العرب يغادرون قاعة الجمعية العمومية في الأمم المتحدة عند اللقاء الإسرائيلي إبان كلمته، كانوا في الحقيقة وموضوعيًا، يقدمون الرأي العالم العالمي لإسرائيل على طبق من الفضة والغباء".