«كان سببا في ظهور الأناشيد الوطنية وأغاني الطوائف الشعبية».. حكاية بديع خيري وسيد درويش
ساهم بديع خيري في بناء مجد سيد درويش، فقد كان تعاونهما عن طريق الفن تعاون خلاقا، حسبما روى زكي خورشيد في مجلة «القاهرة» 1986.
وحكى أن حسين شفيق المصري أشار على صديقه بديع خيري أن يشاهد مسرحية «فيروز شاه» التي لحنها سيد درويش لفرقة جورج الأبيض واستجاب بديع لرجاء صديقه، ولما شاهد الرواية ذهل من قوة ألحانها وما فيها من صدق في التعبير وتصوير لكل ما كان يعانيه الشعب آنذاك، ولما انتهى من الرواية أقبل على الشيخ سيد وقدم نفسه إليه فبادر الشيخ سيد باحتضانه وراح يقص عليه كيف قام قبل قدومه للقاهرة بتحلين مقطوعة وطنية كان قد اطلع عليها في جريدة «السيف» وكانت تلك المقطوعة «دنجي دنجي دنجي».
وكان تعاون بديع خيري مع سيد درويش سببا في ظهور الأغاني التي تحتفل بالطوائف الشعبية والقلل القناوي في مقابل الكوباينية، يقول «خورشيد»: «وظهرت الأناشيد الوطنية ودخلا وقودا لازما في تحريك اتجاه ثورة 1919 مما يرجح أن بديع خيري كان المثقف الأول للشيخ سيد درويش ويحتاج الأمر إلى تحديد وبلورة دور بديع خيري في نشأة التيار القومي في ألحان سيد درويش الذي كان يملك شرارة الفن واستعداد غير منظم ثم كان توظيفه في جانب الثقافة القومية على يد بديع خيري».
وحسبما روى فرج العنتري لـ«خورشيد» أن الفارق بين الأغاني التي كان يلحنها سيد درويش في الإسكندرية قبل لقاءه ببديع خيري، أنها كانت أغاني لا تخرج عن أغاني الصد والهجر واللوعة وكثرة ياءات النداء وكان إنتاجه خلال تلك الفترة من أسوأ سنوت عمره من حيث الأماكن التي كان يمارس فيها الغناء إلى نوع وهدف الغناء نفسه.
يذكر أن بديع خيري مؤلف مسرحي مصري. اشتهر بتقديم الكثير من الأعمال المسرحية مع نجيب الريحاني في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين.
يعد بديع خيري أحد أبرز كتاب المسرح المصري في القرن العشرين، وأول من كتب للسينما المصرية، كان خيري فنانًا متعدد المواهب، فكان زجالاً وكاتبًا مسرحيًا، وممثلاً وملحناً، وشكل بديع خيري مع نجيب الريحاني أهم ثنائي مسرحي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.