«رسائلك تفتن كل العالم».. رسائل مصطفى كامل للفرنسية جوليت آدم
تمر هذه الأيام الذكرى 148 لميلاد الزعيم الرحل مصطفى كامل الذي ولد في مثل اليوم الموافق 14 من أغسطس عام 1874. تشير سيرته الذاتية إلى أنه ولد في منزل متواضع بحي الخليفة بالقاهرة، وهو أصغر أولاد الضابط المهندس على أفندي محمد.
أشار الكاتب فتحي رضوان عبر مقاله والذي جاء تحت عنوان "في ذكرى مصطفى كامل" إلى أن مصطفى كامل "في السنوات الأولى من حياته بدأت المواهب التي لا غنى عنها لزعيم حركة مقاومة، تحرير في بلد مغلوب على أمره، استبد به دخيل غاصب، مغتر بقوته المادية، يقيم حكما أهليا زائفا، يحركه الدخلاء اينما شاعوا فيتحرك ، ويديرونه في كل اتجاه فيدور. يقول فتحي رضوان "الذين عرفوا مصطفى كامل الصبي، ثم تحدثوا بعد ذلك عنه، ذكروا كيف كان الصبي الناحل، فصيح اللسان.
وتابع "عرفت المنابر والصحف وفي مقدمتها الأهرام والمؤيد ، مصطفى كامل الخطيب ، ومصطفي كامل الكاتب ، وكانه رجل متمرس على فنون القول المنطوقة، والمقروءه، وعرف كيف يجسد الحجج في أنساق آخاذ.
وارتبط اسم مصطفى كامل بما نردد ه بمحبة مفرطة " لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا، أحراراً في أوطاننا، كرماءً مع ضيوفنا، الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية، لا حياة مع اليأْس ولا يْأس مع الحياة، إني أعتقد أن التعليم بلا تربية عديم الفائدة.". وكانت هذه من اضمن الأقوال المأثورة التي نرددها بشكل شبه يومي مرة بالسنتنا واخرى بقلوبنا العامرة بمحبة مصر وتاريخها.
فقد عاش مصطفي كامل كبطل شعبى ولسان الأمة فى زمن الإحتلال، المدافع السياسى والحقوقى الذي يدافع عن حق مصر وشعبها في الاستقلال.
الكاتبة "جوليت أدم " الفرنسية التي ناصرت مصطفي كامل
تعرُّف الزعيم مصطفى كامل في مقتبل شبابه، علي مدام جولييت ادم في باريس، هو اهم حدث في حياته السياسيه، والقوميه، فان مدام ادم –تعد من اعظم الشخصيات الفرنسيه في عالم الوطنية والسياسة والادب وهي الأديبة الفرنسية التي عاشت مائة عام وصاحبة الصالون الذي ارتاده كبار أدباء عصرها.
ترجم على فهمي كامل كتب رسائل مصرية فرنسة رسائل مصطفي كامل لمدام جوليت آدم والتي يقول عنها المترجم " لست أظن أن بين السيدات اللواتي اشتغلن بالأدب في الماضي والحاضر واحدة تعادل هذه الاديبة من حيث انها بعملها الذي قامت به قد حلت معضلا معقدا دقيقا من المعاضل التي أريقت فيها أنهار من الحبر فاننا كنا ننفر بغير اختيارنا من النساء ذات الرؤوس الكبيرة ونستهجن استرجالهن ، بحركاتهن واحساسهن وطالما ساءنا أن نحد بعض الاوانس الشائقات كلفا غير محمود بالتعرض لتانيث الأفكار العمومية في منشاتهن الرقيقة والدقيقة.
أما السيدة التي نتكلم عنها فانها امرأة بكل مميزات المرأة لها جمال مشهور ولطف كنفحة العطر تجمع اليهما سيرة لاعيب فيها ووقارا حافظا لكراتها وقد شهدت وقائع رائعة ووالت خطباء أمم وأسود حروب وعرفت اسرار خطيرة ، ووقفت على ضمائر فلاسفة وسياسين".
من رسائل مصطفى كامل لجوليت آدم
سيدتى العزيزة أني مريض جدا منذ السابع عشر من شهر نوفمبر وقد بذلت مجهودا فوق الطاقة لالقاء خطبتي في الجمعية العمومية للحزب الوطني . وان نجاحي السياسي ونجاح المسألة المقدسة التي أناضل عنها يفوقان كل ما أملته . أما صحتي فهي بين الياس والرجاء والاطباء مطمئنون الآن والسبب في انتكاسي بعد خطبتي راجع لمفاجأة الموت لصديق حميم لي كان من أشد وأكبر نصرائي "المرحوم لطيف باشا سليم" وإذا تحسنت صحتي بعد اسبوعين اسافر لاقيم في أسوان هذا ما يختص بالسياسة والصحة، وأما م يختص برسائلك فانها تفتن كل العالم وأنك تؤلميني كثيرا بمنعها.
أما عن جولييت آدم 4 أكتوبر 1836 ـ 23 أغسطس 1936) هي مؤلفة ونسوية فرنسية من مؤلفاتها الوثنية وتعد أبرز رواياتها، صدرت سنة 1883، وكتاب أسلحتي الأدبية والسياسية الأولى ،ذكريات، صدرت سنة 1904، مشاعري وأفكارنا قبل سنة ، إنجلترا في مصر.