«الدستور» فى محيط جزيرة «فطناس» بعد تجفيفها.. والأهالى: مقصد سياحى ننتظر عودته
تحولت جزيرة فطناس التي يطلق عليها "واحة الغروب" من مزار سياحي يقبل عليه كثيرون ممن يقصدون واحة سيوة لبحيرة جافة تحوي الأسماك النافقة، ما تسبب في استياء الأهالي من زائرى الواحة.
وزارت «الدستور» مدينة سيوة التي تبعد عن مرسي مطروح بحوالي ٣٠٠ كيلو واجرت معايشة داخل جزيرة فطناس.
وتعتبر جزيرة فطناس من أشهر الأماكن السياحية في واحة سيوة التي يقبل عليها الأجانب والمصريون للاستمتاع بالغروب والتقاط الصور التذكارية، حيث إنها تقع بين بحر الرمال الأعظم ومنطقة تجزرتي وسلسلة الجبال الممتدة حتي دولة ليبيا وجبل جعفر.
وقال تامر عابدين خلال حديثه لـ"الدستور، إن جزيرة فطناس مزار سياحي طبيعي منذ عشرات السنوات، ويقبل عليه الزوار للاستمتاع بمشاهدة الغروب والتقاط الصور التذكارية.
وأوضح أنه منذ عام تم العمل علي تقليل منسوب مياه البحيرة لحماية المزارع والمنازل من الصرف الزراعي، وتم إنشاء مضخات مياه، حولت بحيرة فطناس من مزار سياحي طبيعي إلي بحيرة جافة جزئيًا تحوي الأسماك النافقة، وأصبحت تشبه جزيرة الأشباح.
وأضاف أحمد أبوبكر أحد أبناء سيوة لـ«الدستور»، أن جزيرة فطناس تقع غرب سيوة بين سلسلة الجبال الممتدة لليبيا وبحر الرمال الأعظم، فهى مكان سياحي وبيئي، وبه منسوب من المياة، فضلًا عن كونه مكانًا يستخدم لصيد الأسماك.
وتابع: يقبل علي زيارة جزيرة فطناس عدد من الجنسيات، منها الأوروبية والعربية وآسيا، فضلًا عن السياحة الداخلية، خاصة في الفترة من شهر أكتوبر حتي مارس، «جزيرة فطناس» من أروع الأماكن، وأصبحت مكانًا يشمئذ منه الزوار.
وأشار إلي أنه بعد قيام عدد من الأهالي بالشكوى من ارتفاع منسوب المياه تم الاتفاق علي تقليل المنسوب فقط، وليس تجفيف البحيرة، وتحويلها إلي جزيرة متهالكة، وتدميرها، وتسببت في نفوق الأسماك، فضلًا عن الرائحة الكريهة، مناشدًا المسؤولين وضع حل لعودة البحيرة لمنسوبها المعتاد، لاستقبال الزوار بشكل طبيعي.
من جانبه، أصدر المتحدث الرسمي لوزارة الري والموارد المائية بيانًا أوضح فيه ما تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن انخفاض مناسيب المياه فى بحيرة فطناس بواحة سيوة، مؤكدًا أن الوزارة تقوم بتنفيذ عدد من الإجراءات لتطوير منظومة الرى والصرف، التى تهدف لوضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه "خزان الحجر الجيري المتشقق" نتيجة الحفر العشوائي للآبار، ويعتبر الخزان هو المورد الرئيسي لإنتاج مياه الري بالواحة، وأيضًا لحل مشكلة زيادة كميات مياه الصرف الزراعى التى أدت لارتفاع منسوب المياه الأرضية بالأراضى الزراعية بالواحة، وهو الأمر الذى أثر سلبًا على هذه الأراضى، وهى مشكلات قائمة منذ ٣٠ عامًا.
وأشار إلي أن الوزارة بدأت في تنفيذ خطة لتنمية الواحة وتطوير ما بها من جسور للبرك وآبار وعيون طبيعية للحفاظ على الإنتاج الزراعى، حيث يتم حفر آبار عميقة لإنتاج المياه العذبة من خزان الحجر الرملي النوبي للخلط مع مياه الآبار السطحية، وإغلاق العديد من الآبار الجوفية، التى كانت تسحب المياه من الخزان الجوفى السطحي بشكل جائر، وقد أدى الإجراء لانخفاض مناسيب المياه بالبرك والمصارف، ومنها منطقة "فطناس" ومحيط "تحزرتي"، لا سيما خلال الفترة الحالية من العام التي تصل فيها درجة البخر للذروة، وهو الأمر الذى انعكس إيجابيًا علي الأراضي المتاخمة لبركة سيوة التي تضررت سابقًا، وتدهورت إنتاجية المحاصيل فيها (النخيل والزيتون) بسبب ارتفاع مناسيب المياه الأرضية.
وأكد أنه تجدر الإشارة لعودة المناسيب للزيادة تدريجيًا مع حلول الخريف والشتاء، ولكن باتزان حسن، وبدون حدوث ازدحامات مائية كما كان يحدث قبل بدء تنفيذ هذه الأعمال.
ولفت إلي أنه بالتوازي مع هذه الإجراءات يتم العمل على تعلية وتدعيم وتكسية عدد من جسور المصارف بالواحة لاستيعاب كميات مياه الصرف الزراعى الزائدة، وحماية الأراضى من الغرق والتدهور، مع المضي قدمًا في إتمام أعمال مشروع المسار المفتوح لنقل كميات من مياه هذه المصارف إلى منخفض عين الجنبي شرقي الواحة، كما تجرى حاليًا دراسة للاستفادة من مياه الصرف الزراعى التى سيتم توجيهها إلى خارج الواحة لاستصلاح مساحات إضافية من الأراضى الزراعية.