شادي مقار: «الحبار تستهدف الشباب.. ومزجت بين أسلوبي الكتابة للسينما والرواية»
«الحبار» رواية أولى للكاتب والمنتج شادي مقار تدور أحداثها في الزمن الحالي، وتسلط الضوء على إحدى أخطر القضايا «الاتجار بالأعضاء البشرية» التي تواجه مجتمعاتنا، وتقع الرواية الصادرة عن بيت الحكمة للثقافة والفنون في 216 صفحة من القطع المتوسط، عبرهم يذهب القارئ إلى عالم مثير، يواجه فيها البطل أخطارًا أراد أن يتصدى لها بنفسه، في عالمٍ تتشابك فيه الجريمة، والقانون، والمعاني الإنسانية الغائبة التي يثبت فيها البطل أنها لا تزال ممكنة.
تحدث الكاتب الروائي والمنتج شادي مقار عن عوالم رواية «الحبار» وأسباب كتابته لها.
- في البداية.. الذهاب إلى كتابة عمل روائي أمر ليس بالهين، حدثنا عن أسباب تأخرك في الذهاب لكتابة الرواية خاصة أن تاريخ طويل مع الكتابة للإذاعة والمسرح؟
تأخري في كتابة الرواية، مع إني لي باع في الكتابة في سياقات مختلفة، ناتج عن الأمر لم يكن هينا، خاصة في وسط استحواذ عملي بمجال الإنتاج إلى جانب إدارتي لبعض الأعمال الأخرى يأكل معظم وقت.
كان على أن أخذ القرار وأكتب، ولكن في جو بعيد عن الجو العام الذي يعيشه معظم الكتاب، كنت أكتب بعد ما انتهى من يوم عملي، مع الحرص بين العملين إدارة أعمالي المعتمدة والمستحوذة على أغلب الوقت والتي تعتمد على التفكير وما بين الحسي الداخلي الذي يشغلني، ويحتاج ضخه عبر الورق، وكان على أن أوازن بين عملي وبين الكتابة، بين مشاعري وبين تفكيري ما بين العقلي والعملي وما بين الحسي والعاطفي.
واعتقد أن كتابة الرواية على قدر صعوبتها إلا أنها تسرب متعة ما وهي الانتصار لشخصيات تسكنك وتكتبك وتشغلك.
كان القرار أن انتهى من كتابة «الحبار»، وأؤكد عبر كتابتها آن الكاتب الموهوب عندما يدخل إلى عالمها ينقل كل ما يرتبط به وتنتقل من مكانك إلى عوالمك التي تصنعها عبر معايشة حقيقية، ودائما أرى أن الكاتب غير مسؤول لما استحضره الوحي من عوالم تجبرك على كتابتها رغم عن إرادتك.
كنت ومازلت عاشق للكتابة، كنت دائما مغرم بالمتابة المحسوسة ليست وليدة التفكير ولكن وليدة المشاعر، أما عن علاقتي بالقراءة والكتابة فكانت مبكرة جدا، وكنت دائم الحرص على القراءة.
- باعتبار أن العنوان هو أحد أبرز عتبات العمل الروائي في سؤالنا عن «الحبار» الحيوان البحري، وجاء عنوان رئيسي للرواية يجعلنا نسأل لماذا «الحبار» وماذا عن دلالته وما هي المواصفات التي تتطابق مع الحبار كحيوان بحري مع بطل روايتك؟
كنت أرى أن للبطولة أشكال مختلفة وعدية وليست لها علاقة بالقوى البدينة والجسمانية، وهذا ما فعلته في رواية «الحبار»، وكان يشغلني أن أقدم بطل الرواية في شكل إنساني لكسر الكليشيهات، ومواجهتها الظلم الذي عاشه طول الوقت، كنت أركز على قوة البطل لتكون قوة من نوع خاص، ووجدت أن الحبار يمتلك كل هذه القوى، فهو بطبيعته لا يهاجم ولكن الاقتراب منه يجعله يدخل في دفاع ومواجهة لينشر سمه، إلى جانب أنه قادر على الاختفاء والتكيف مع الأماكن التي يعيش فيها، ودائما تكون ضرباته حاسمة والحبار هو بطل الرواية «فارس حسن المصري» الذي تماثل شخصيته وكذلك في صفاته يشبه تماما «الحبار».
وفارس حسن المصري بطل روايتي سجن وهرب من أجل البحث عن تلك العصابة التي تتاجر بالأعضاء واختطفت ابنته، وستجد المثير في الرواية أن الضابط المسؤول عن قضية فارس وجدت مذكرات فارس معنونة بـ«الحبار» والحوار الذي يدور بينهم يشير إلى قناعة الضابط ببراءة فارس، فقد كان «فارس» من الذكاء والفطنة إدخال الضابط في تفاصيل معركته مع عصابات تجارة الأعضاء حتى يؤمن بقضيته، وتوصله لمافيا الأعضاء البشرية الرواية تكشف ذلك العالم الغامض والغريب لعالم عصابات تجارة الأعضاء وأعمدته الرئيسية بدءا من الأطباء الفسدة وصولا إلى الخاطفين.
- جاء على غلاف الرواية «رواية تشاهدها أكثر مما تقرأها.. وهذا يوحي بكسر الحالة النمطية لما أقره عالم الرواية، هل هذا يعني أن شادي مقار في كتابة الرواية الأولى له كان معني باستقطاب السينما والمسرح ليقدم للجمهور رواية قائمة على المشهدية؟
بطبيعة الحال لدي موهبة كتابة رواية وسيناريو وحوار، وكان على أن أقدم كتابة مغايرة ومختلفة بكسر القاعدة، ودمج بين كتابة الرواية والسيناريو، وهذا كان مقصود، وأعتقد أنني نجحت في تقديم هذه النموذج كمحاولة جريئة وجديدة، وكانت شهادات نجوم الفن، مثل الفنان أحمد بدير وأشار في شهادته حول الرواية بأنه عاش تفاصيل أحداثها وشخوصها، وفي السياق، جاءت شهادة الفنان إيهاب فهمي أن المشهدية عالية، إلى جانب المخرج الكبير محمود كامل أن الرواية شدتني حتى وصلت لأن أجد نفسي أرشح نجوم لتقديم هذه الأدوار.
أما عن عبارة «هذه الرواية تشاهدها أكثر مما تقرأها» وكان هذا رأي الدكتور أحمد السعيد مؤسس دار بيت الحكمة، والدكتور عمرو مغيث مدير تحرير الدار، وقالوا لي إن ما كتبوه بمثابة شهادة حول انطباعاتهم عن الرواية.
- يبدو واضحا غرامك بالسينما وذلك في كم المشاهد التي ذهبت فيها الى اتباع اساليب الكتابة للسينما هل كان هذا مقصودا وهل هذا يعني أن الرواية سيتم تحويلها لفيلم أو مسلسل؟
من الأشياء التي أسعدتني رأي عادل أديب في الرواية وأشار إلى أنها بمثابة النموذج لكسر حالة وفكرة تحويل الأعمال الروائية إلى أعمال فنية صالحة للسينما والتليفزيون.
جاءت الرواية كلفت انتباه للجمهور، لتقديم أعمال روائية تصلح للسينما والتليفزيون وفيها المزج بين الكتابة للسينما والكتابة للرواية.
كتبت أعمال عديدة في الدراما إلى جانب أن هناك عديد من الأعمال كتبتها لم يذكر اسمي فيها، وكان إشرافي على عدد كبير من تلك الكتابات للمسرح والإذاعة والتليفزيون كمنتج، كان هدفي الأساسي هو تقديم رسالة إلى جانب ذلك عملت بالإذاعة والمسرح، وبالرغم أن العائد المادي أقل في رواية الحبار استغليت الكتابة للسينما.
أردت أن تخاطب الكتابة الأولى لرواية الحبار فئة عمرية بعينها، لكنها تجاوزت ذلك لتناسب كل الأعمار المختلفة.. كيف حدث ذلك؟
كانت بمثابة رسالة لفئات عمرية مستهدفة وهي فئة الشباب بجانب القراء المحترفين، وكان هدفي الأساسي من الرواية هي مناقشة وطرح قضايا مصيرية وحياتية ويومية نعيشها وعلى رأسها الصراع الأزلي بين الخير والشر.