بعد قرار تحويله لمدينة طبية متكاملة.. «معهد ناصر» من النشأة إلى العالمية
في يوليو 1987، أعلنت وزارة الصحة المصرية عن افتتاح معهد ناصر الذي يقع على كورنيش النيل مباشرة بمساحة قدرها حوالي 104 آلاف متر مربع، منها 12,500 مستخدمة كمبانِ والباقي حدائق خضراء على ضفاف النيل.
وكان الهدف الرئيسي من ذلك تأسيس أكبر مركز طبي متخصص في مصر، وكان معهد ناصر تابعاً للمؤسسة العلاجية بمحافظة القاهرة حتى انتقلت تبعيته إلي المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة المصرية.
قبل ساعات قليلة، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تحويل معهد ناصر إلى مدينة طبية متكاملة، بجانب زيادة الطاقة الاستيعابية له، ورفع كفاءة بنيته التحتية، بالتعاون مع الخبرات الاستشارية العالمية في هذا المجال، كونه يمثل أحد أهم ركائز المنظومة الصحية في مصر.
سنوات طوال انتظرها الأطباء العاملون داخل المعهد من أجل اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، فالمعهد به مساحات شاسعة يجب استغلالها لتعود بالنفع على المواطن المصري، وتطويره لا يقل أهمية عن باقي المشروعات القومية الجارى تنفيذها.
صرح طبي مميز
يضم المعهد 334 من أساتذة الجامعات والاستشاريين الحاصلين على الدرجات العلمية والزمالات من داخل وخارج مصر لتغطية كافة التخصصات الطبية، و214 إخصائيًا حاصلين على شهادات الماجستير، ويشمل أيضًا وحدات ومراكز طبية فريدة التخصص.
يتكون المبنى الرئيسي للمعهد من 8 طوابق، وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 850 سريراً موزعة على كافة التخصصات الطبية، فضلًا عن 68 سرير رعاية مركزة و23 غرفة عمليات مجهزة على أعلى مستوى و44 وحدة غسيل كلوي.
يتسع المعهد للعديد من التخصصات الطبية الهامة، أبرزها مركز الأورام للعلاج الجراحي والكيماوي والإشعاعي، الذي تم تأسيسه على أعلى مستوى، سواءً من جانب التشخيص أو العلاج، وأيضًا به وحدة الأكسجين المخصصة لعلاج حالات تسمم أول أوكسيد الكربون وحالات الفقاعات الغازية وحوادث الغرق.
كما يضم معهد ناصر مركز "الجاما نايف" لعلاج أورام المخ الدقيقة، ووحدة زرع النخاع وأمراض الدم (أول مركز لزرع النخاع في مصر والشرق الأوسط)، بجانب وحدة زراعة الكلى وجراحات القلب المفتوح وجراحات العمود الفقري وجراحة اليد، ومركز صحة المرأة.
ساعد المعهد في تطوير المنظومة الصحية بشكل كامل، وأدرج تخصصات طبية جديدة مثل كهروفسيولوجية القلب لعلاج ضربات القلب الأذينية والبطينية بالقسطرة، ووحدة الأشعة التداخلية لعلاج تمدد شرايين المخ والشرايين الطرفية وحقن أورام المخ.
وقد تم تشغيل أول جهاز ديناميكي حجمي للأشعة المقطعية في العالم بداخل معهد ناصر، بهدف إجراء فحوصات حجمية وديناميكية لمختلف أعضاء الجسم في ثوان معدودة.
أما عن خطة التطوير الحالية داخل معهد ناصر، ستشمل إضافة مبان جديدة وتطوير المبانى الأساسية القائمة، واستحداث أقسام وتخصصات طبية جديدة، وزيادة السعة السريرية للمعهد بمقدار 1000 سرير إضافي، بجانب زيادة عدد غرف العمليات الجراحية ووحدات الكلى، بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان.