رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا نيقولا أنطونيو يحذر من «قتل الآخر معنويًا»

الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

حذر الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومُتحدث الكنيسة بمصر من «قتل الآخر معنويًا».

وقال في تصريح له: «يقول يسوع المسيح: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ، في هذه الأية يتكلم يسوع عن عدم وجوب الخوف من البشر، ولكن عن وجوب الخوف من الله».

وأضاف: «من الآية السابقة باقتطاع عبارة لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ، والأخذ بها في تعامل البشر بين بعضهم البعض، يكون المعنى لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، لكن خافوا من الذين يقتلون النفس، والمقصود بالنفس هنا أولاً هو الشخص نفسه وهو حي، ثانيًا روح الشخص أي نفسيته، وهذا يوضح بشاعة قتل نفس شخص بإشاعة الأقاويل عنه والذي هو أكثر بشاعة من قتل الجسد، وهذا العمل يعتبر جريمة أخلاقية».

وقال أيضًا: «إن قتل النفس هذا هو أبشع جُرمًا من قتل الجسد بإزهاق الروح؛ لأن المقتول جسديًا سيخرج من هذا العالم بعيدًا عن من حوله. أما قتل النفس هذا فهو قتل الشخص وهو حيًا في هذا العالم بتحطيمه معنويًا ونفسيًا وأدبيًا، بتشوهه أمام الآخرين مما قد يؤدي إلى رفضه من المجتمع الذي حوله وحتى أسرته».

وتابع: «قتل النفس هذا غالبًا ما يكون من أشخاص لهم صوتهم المسموع لدى الآخرين، بسبب منصبهم أو مكانتهم أو غناهم أو شعبيتهم، لمعرفتهم أن مَن سوف يسمع أقوالهم لن يعترض عليها إما لمصلحة ما أو لعدم الرغبة في الصدام معهم، وهم بهذا أيضًا يهدفون إلى ترهيب مَن يحاول الاحتكاك بهم أو مَن تسول له نفسه على انتقادهم، كما أنه يكون من المتزلفين وطالبي المناصب الذين يتطلعون للوصول إليها على أكتاف الآخرين، أو للحفاظ على مكانتهم أو مناصبهم. أو أشخاص غير أسوياء نفسيًا».

واختتم: «أن الشخص الذي يقوم بمثل هذا يكون في حالة ترقب دائم لما يحيط به يجعله عائشًا بشكل مستمر على أعصابه بمعنى في حالة عصبية، وهذا يُسبب له قلق دائم من توقع أي حكم على شخصه، أو انتقادات له، أو أي ردود أفعال غير راضية على فعله. مما يؤثر على ثقته في الآخرين وعلى صحته النفسية والجسدية».