فى ذكراه.. فان جوخ صاحب «آكلو البطاطا» رائد المدرسة الانطباعية
فينسنت فان جوخ الفنان الهولندي، والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1890، وهو رائد من رواد المدرستين الفنيتين الانطباعية والوحشية، لا تنافس لوحاته الفنية الشهيرة: زهور الخشخاش ــ آكلوا البطاطا ــ ليلة مرصعة بالنجوم ــ منظر طبيعي صامت ـ المقهي الليلي ــ الكرم الأحمر وغيرها، إلى دراماتيكية حياته التي عاشها فقيرا ومات وحيدا دون أن ينال بنسا واحدا من ملايين الدولارات التي بيعت وماتزال تعرض بها في صالات المزادات العالمية، والمتاحف الفنية.
أصيب فينسنت فان جوخ بالعديد من الأمراض النفسية فحاول ابتلاع لوحاته، وقطع أذنه ويقال إنه أهداها إلى الفتاة التي رفضت الزواج به بعد أن طلبتها منه ذات مرة على سبيل المزاح.
وبحسب الناقد الفني أحمد الفاخوري، فإن غزارة فن فينسنت فان جوخ لا تقدر بثمن، له موروث كبير من اللوحات والأعمال الفنية، وهي الأغلي علي الإطلاق في العالم.
ويعد فينسنت فان جوخ رائد المدرسة الانطباعية الفنية، والتي خرج بها الفنانون من الأستديوهات والمراسم، وذهبوا بها إلى الحقول وضوء الشمس، ليرسموا انطباعاتهم على اللوحات بألوان زاهية، لكن حياته كانت مأساة، فقد كان مريضا نفسيا، شديد الفقر، يريد أن يحول فنه من رأسمال رمزي، إلي رأسمال نقدي لكنه لم يحصل علي هذا خلال حياته.
ــ محطات في حياة فينسنت فان جوخ
كان فينسنت فان جوخ، يعاني من القلق والكآبة الشديدة، وكان مدمنا على العمل، بل وكان يعاني من الفصام، يسمع أصواتا ويعاني نوبات من الرهاب والفزع.
أسس فينسنت فان جوخ المدرسة الانطباعية من خلال التعلم والتنقل وكثرة العمل، والتجول بين المعارض الفنية لدراسة التكنيك الفني لكل فنان ورسام على حدة، فكانت ريشته مميزة وجريئة جدا لأنها مليئة بالألوان. بداية أعماله الفنية والتي اعتبرت أعمالا فنية حقيقية.
كانت لوحة «آكلو البطاطا» تمثل بضعة فقراء يأكلون البطاطا على ضوء قنديل، وهي لوحة دقيقة أراد فينسنت فان جوخ أن يقدم نفسه من خلالها، لكنه لم ينجح في أي من العلاقات مع أحد، ما عدا أخاه الأصغر ثيو، والذي كان يعيش في العاصمة الفرنسية باريس، وكان يعمل في تجارة اللوحات الفنية، لكنه فشل في تسويق لوحات شقيقه فينسنت فان جوخ. حتى أنه كان يقول له: «كيف أبيع هذه اللوحات المليئة بالظلمة في مدينة النور باريس؟!».
ومن هناك جاءت فكرة لـ فينسنت فان جوخ عن الضوء لكنه كان يصر على رسم ما يدور في ذهنه من ظلمة وكآبة.
عاد وخرج إلى الحقول ورسم لمحته «منظر طبيعي صامت»، والغربان التي تحلق فيها، حيث كانت هذه اللوحة بداية لفن العصر الحديث. لكن عندما حازت لوحة «منظر طبيعي صامت»، على إعجاب النقاد كان فينسنت فان جوخ قد توفي.
ــ المرض النفسي وأثره على فينسنت فان جوخ
عانى فينسنت فان جوخ من الكثير من الأمراض النفسية، ونوبات الجنون التي كانت تنتابه، حتى أنه في مرة من المرات وهو ينظر إلى المرآة، قطع شحمة أذنه بموس الحلاقة، ويقال إنه أرسلها بالبريد إلى فتاة ليل كان يحبها، وهناك وثائق تدل صحة على هذه الرواية، ووثائق أخرى تكذبها وتنفيها، بل أنه ذات مرة أيضا وفي إحدى نوبات جنونه أكل الألوان التي كان يرسم بها فأصيب بالتسمم ونقل إلى المستشفى، وفي آخر أيام حياته كان فينسنت فان جوخ يمر بأصعب مراحل حياته فانتحر، عندما أطلق الرصاص على صدره، وعندما زاره شقيقه «ثيو» في المستشفى قبل أن تفارقه الروح، قال له عبارته الشهيرة الأخيرة: «إن المأساة لن تدوم إلى الأبد» ثم توفي، بعدها بستة أشهر لحق به أخوه ثيو ودفن بجوار حبيبه فينسنت فان جوخ.