«سواريش برىء».. هؤلاء يتحملون مسئولية سقوط القلعة الحمراء وليس المدرب البرتغالى
دون الاستناد إلى أى منطق أو عقلانية، حمّل القطاع الأكبر من جمهور الأهلى، المدير الفنى الجديد للفريق، ريكاردو سواريش، مسئولية الخسارة أمام الزمالك فى نهائى كأس مصر، ووصل الحال بالبعض للمطالبة برحيله قبل أن يبدأ مهمته بالأساس!
ولأننا فى مجال تسيطر العاطفة فيه على كل شىء، ويسود التطرف المواقف والأحداث الكبرى، سار الأمر وكأنه العادى، بل وبات من يخالفه مُتهمًا بالجهل فى أفضل الأحوال.
تسلم «سواريش» فريقًا منهارًا بدنيًا يعانى غيابات بالجملة، ومع أول أيامه تواصل نزيف خسارة اللاعبين وسقط حتى الأنصاف، الذين لم يرضَ جمهور الأهلى عنهم كبدلاء، فبات بلا خيارات وحلول، ومجبرًا على استخدام ما لديه.
ربما يُسأل هذا الرجل عن أمر واحد، وهو الإصرار على التجريب والاستكشاف فى الوقت الخطأ، لكن يتحمل المسئولية قبله من تعاقد معه دون الاتفاق على فلسفة العمل التى تتناسب مع طبيعة المرحلة.
إدارة الأهلى ارتكبت خطيئة لا تُغتفر، حينما جلست على مائدة التفاوض والاتفاق مع البرتغالى دون أن تُعلمه بما هو مطلوب منه بشكل علمى، فمن غير المنطقى أن يأتى الرجل للبحث عن تطبيق فلسفة لعب جديدة تقوم على الضغط العالى والبحث عن الاستحواذ أمام خصوم ومنافسين مباشرين فى ظل معطيات صعبة جدًا.
كان يجب أن يقول المفاوض الذى يمثل مجلس إدارة الأهلى، أو من ينوب عن المجلس فى الحديث عن التفاصيل الفنية: «نحن بمرحلة حسم البطولات فى الموسم، غياباتنا لا حد لها، والأعمدة الأساسية مرهقة، هذه ليست فترة لتجريب أفكار وتطبيق استراتيجيات جديدة، نريد سرقة الانتصارات بأى سبل، لا يهم الشكل ولا الطريقة الآن، طبِّق أفكارك فى الموسم الجديد».
هنا كان من المفترض أن يكون لسامى قمصان، العضو المصرى البارز فى جهاز «سواريش»، دور أكبر، لأنه أكثر دراية بالخصوم، وبحالة اللاعبين، وبطبيعة المرحلة وما يجب أن يحدث فيها.
بعد ذلك يُسأل اللاعبون داخل الملعب عن خطاياهم الساذجة، وعن الأخطاء المتكررة التى لا تليق بلاعبين يمثلون النادى الأكبر فى القارة.
محمد الشناوى دون داعٍ وفى الدقائق الأولى يخرج بشكل خاطئ من مرماه.. ياسر إبراهيم للمرة الألف يشاهد الخصم يصنع هدفًا بينما يقف مؤدبًا ويده خلف ظهره، فى وقت كان يجب أن ينقض فيه على سيف الجزيرى، أو يقترب منه لمنع العرضية التى كان من الصعب جدًا أن تخرج فى هذه المساحة الضيقة لو كان هناك مدافع يمتلك ربع عقل يقف أمامه، لكن من يعرف تاريخ ياسر إبراهيم جيدًا سيعرف أنها ليست عادة جديدة.
حينما يدخل مدرب مباراة بهذه الصعوبة ويجد تلك الخطايا من الأفراد، خاصة بعد لقطة الهدف الثانى وما مارسه ياسر إبراهيم أيضًا من حماقة، فإنه لا يمتلك أى مجال للحصول على فرصة تقييم عادلة، فبينما يُبدع الأفراد مثل «بن شرقى» و«زيزو» لنصرة «فيريرا» فى الأسابيع الأخيرة، فإن رجال «سواريش» برعوا فى خذلانه.
وقبل اللاعبين تُسأل لجنة التخطيط فى الأهلى عن طبيعة دورها، وعن مسئوليتها فى السقوط، لماذا نادٍ بحجم الأهلى وينافس فى كل البطولات لا يمتلك بديلًا واحدًا لثلاثى الوسط: عمرو السولية وحمدى فتحى وأليو ديانج؟
تخيل أن النادى الذى كان يمتلك ٧ لاعبين فى مركز الجناح الصيف الماضى، ضم جناحين جديدين: بيرسى تاو ولويس ميكيسونى، بينما لا يمتلك بديلًا واحدًا لثلاثى الوسط.. بالله عليكم عن أى تخطيط نتحدث؟!
وتُسأل الإدارة عن إهدار رواتب على لجنة لا دور لها، وعن منحها صلاحيات كاملة لـ«بيتسو موسيمانى» فى تدمير الفريق باختياره هذه العناصر دون دراسة الاحتياجات الحقيقية للفريق، وهنا يقف الجنوب إفريقى جوار الجناة وليس المنتصر كما صورته الأغلبية.
فما فعله الجنوب إفريقى مطلع الموسم بعد حصوله على كامل الصلاحيات، بدءًا بالتخلى عن دعم المراكز الأكثر احتياجًا، مرورًا بضم صفقات لا قيمة لها، وصولًا إلى بدء الموسم بفلسفة لعب جديدة كانت «٣/٤/٣» واستبدالها فى توقيت صعب، ما أدخل الفريق فى حالة ارتباك كامل، كلها أمور كافية بأن تجعله يقف فى مقدمة الجناة بحق جمهور الأهلى، لا بمكانة المجنى عليه.
إن آخر شخص يمكن أن نسأله عمَّا جرى للأهلى هو البرتغالى ريكاردو سواريش، وهنا يجب أن أذكّر الكابتن محمود الخطيب، ومجلس إدارة الأهلى، برأى قاله لنا فى «الدستور» أحد مساعدى «فيريرا» نقلًا عنه: «سواريش ذكى جدًا، وسينجح إذا حصل على الوقت.. لكن جمهور الأهلى لن يرحمه، ولن يتحمل هو الضغط».