مخطوطات نادرة ضمن جناح مكتبة الأزهر بمعرض «الإسكندرية للكتاب»
يتمتع الأزهر الشريف بقيمة ومكانة بارزة على مر التاريخ، حيث يُعد من أهم وأقيم الأجنحة داخل معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب بفروعه المختلفة.
ومن أهم أركان جناح الأزهر الشريف، هو ركن المخطوطات، والذي يعرض مجموعة نادرة من الوثائق التي تبرز دور الأزهر الشريف جهدًا وعلمًا في مراحل مثيرة من تاريخ مصر ممثلة في ٦٥ لوحة.
إصدارات نادرة
التقت «الدستور»، مصطفى أكرم، منسق مكتبة الأزهر الشريف، وأخصائي ترميم مخطوطات، في جولة ميدانية داخل جناح المخطوطات، موضحًا أن من أهم المخطوطات في جناح الأزهر هو المصحف الشريف للرسام المصري علي لطفي، عام ١٣١٣، وما يميزه أنه كُتِبَ كاملًا في ١٩ صفحة استغرق كتابته ٤ سنوات من عام ١٣٠٩، وكانت صفحته الافتتاحية مزينة بـ «لا إله إلا الله» على هيئة مأذن وقباب لها قراءتان من اليمين وذاتها من اليسار.
وأضاف أكرم، لـ«الدستور»، أن مكتبة الأزهر الشريف، هي ثاني أكبر مكتبة تحتوي على وثائق ومخطوطات بعد دار الكتب ليصل عددها إلى ٥٠ ألف مخطوطة، ويحتوي جناح معرض مكتبة الإسكندرية على ٨ مخطوطات تعرض للمرة الأولى.
وأوضح، أن من بين مجموعة الوثائق المهمة هي رسالة في بيان صفة التدريس في الأزهر الشريف للإمام محمد عبده، وجدول عن رصد القمر للعلامة يونس المصري، والذي يرصد مراحل خسوف القمر، والتغيير الكوكبي للكواكب.
كما يحتوي معرض المخطوطات، على وثيقة استجابة الديوان والأمراء المماليك لمطالب العلماء كممثلين للشعب عام ١٧٩٥، وهي من الوثائق التاريخية قبل ٢٢٧ عامًا، وذلك قبل دخول الحملة الفرنسية لمصر، وأيضًا وثيقة دور علماء الأزهر في تهدئة الأوضاع خلال اقتحام مدينة الإسكندرية ومذبحة الاسكندرية.
ومن بين تلك المخطوطات الخطاب المُرسل من الإمام الأكبر شيخ الأزهر آنذاك محمد أبو الفضل، للمعتمد البريطاني، اعتراضًا على اقتحام قوات الاحتلال البريطاني للجامع الأزهر الشريف في ديسمبر ١٩١٩.
مجلة الأزهر الشريف
وتابع أن من أهم الإصدارات هي مجلة الأزهر الشريف، والتي سيحتفل بمئويتها خلال السنوات المقبلة، والتي صدر العدد الأول منها عام ١٣٤٩ هجريًا، وتم تغيير المسمى من نور الإسلام إلى مجلة الأزهر الشريف عام ١٣٥٤، والتي تميزت بالثراء الفكري والديني من خلال مقالات شيوخ وعلماء ومفكري الأزهر.
وتحتوي مكتبة الأزهر الشريف، على مخطوطتين من أصل ٦ نسخ أصلية على مستوى العالم، وهي مخطوطة ابن سينا للطب.
مراحل ترميم الوثائق
وأشار أكرم، إلى أن هناك مراحل عديدة تتم للمخطوطات والوثائق أهمها مرحلة الترميم والتي خصص لها لجنة مختصة من الخبراء والمتخصصين بدءً من عام ٢٠٠٦ لتأخذ الوثائق مراحلها في التنظيف والفحص والترميم بصورة علمية متخصصة.
وتتضمن خطوات الترميم، الفحص بالأشعة الفوق بنفسجية، والترميم اليدوي لاستكمال القطع الناقصة في تلك المخطوطات المهمة، والتنظيف الميكانيكي بالفرشاة، والفحص الميكروسكوبي للأحبار المستخدمة في المخطوطات.