«سرديات المنصورة» يناقش «مقام السيدة» لمحمد صالح رجب 27 يوليو
يستضيف مختبر سرديات المنصورة، الكاتب محمد صالح رجب في لقاء مفتوح لمناقشة روايته "مقام السيدة، والصادرة عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، وذلك في تمام السادسة من مساء الأربعاء المقبل 27 يوليو الجاري.
وتتناول رواية "مقام السيدة"، للكاتب محمد صالح رجب، قصة حياة صبية لم يتجاوز عمرها عشر سنوات نجت بأعجوبة من قصف إسرائيلي طال منزلها في العام 1967، وأودى بحياة والدتها وشقيقتيها، هاجرت الصبية مع والدها من السويس إلى المنصورة، ويرحل الأب ويترك الصبية وحيدة تواجه مصيرا مجهولا.
ومحمد صالح رجب، قاص وروائي، عضو اتحاد كتاب مصر، صدر له العديد من المجموعات القصصية، من بينها "أحلام ممنوعة"، "أشياء منسية"، "ضد الكسر". وفي الرواية صدر له "المرشد"، و"شالوشا"، و"مقام السيدة".
ومن أجواء الرواية نقرأ.. فتح "صديق" الباب ثم التفت إليَّ مبتسما قبل أن يباغتني ويحملني، لم أتوقع منه ذلك، حاولت التمنع لكني لم أتماد في ذلك، استسلمت ليديه القويتين وقد رفعتني عاليا وأنا أتعلق برقبته، أغلق الباب بقدمه بعنف فأحدث الارتطام دوياً أخجلني، اجتاز الصالة في خطوات معدودة وزمن قياسي حال بيني وبين استكشافها، أو ربما أني لم أفكر في النظر إلى جمال ألوانها ولا روعة فرشها.
فقط كنت أفكر في نبضات قلبي المتسارعة، أشعر بأنه سيتوقف من الفرح، حين لم تفلح محاولاته في فتح باب غرفة النوم حاولت التملص منه تخفيفا عليه، لكنه تمسك بي وأسندني بركبته فعاودت الاستسلام والتحليق، تمكن هذه المرة من فتح الباب وكما فعل من قبل أغلق الباب بقدمه لكنه لم يحدث صوتا عاليا، ربما أن قوته قد استنزفت في حَمْلي، وحين لامس الفراش بساقه وأوشك أن يهبط بي تمنيت ألا يفعل وأن أظل محلقة عاليا في السحاب، لكنه انحنى كجمل أناخه صاحبه، ثم أنزلني برفق.
عدت من عليائي حين وجدت نفسي ممددة على الفراش، تبددت فرحتي في هذه اللحظة وانتابني قلق شديد حين تذكرت عادات أهل الريف التي قرأت عنها حتى صرت أعلم أهمية الليلة الأولى، الجميع في انتظار النتيجة، إما نجاح ورأس مرفوعة أو إخفاق وانكسار ومذلة، أهل العروس ينتظرون شهادة شرف وحسن تربية، والعريس وأهله ينتظرون ما يثبت حسن اختيارهم للعروس. الحداثة التي رأيتها في هذا المنزل لم تطرد بداخلي فكرة أن يكون صديق خريج الجامعة وأهله الذين اختلطوا بمجتمعات أكثر تحضرا قد تخلوا عن تلك العادات، تغيير العادات أمر ليس بسيطا ويحتاج إلى أمد طويل.
لم يهدر صديق وقتا، اتجه سريعا نحوي فزاد قلقي، أمسك بيدي يستنهضني برفق، حتى إذا أصبحنا متواجهين، حدق في عيني فشعرت بنظراته تجتاحني، علق يدي حول عنقه وأحاط خصري بذراعيه وراح يراقصني، كانت الموسيقى الهادئة تنبعث من مسجل كبير بسماعتين، كدت أطير فرحا، قلت في نفسي: "ما هذا الجو الرومانسي؟!"، لم أتخيل أن أرى قرويا بتلك الرومانسية، وما تخيلت أن تكون تلك الليلة هكذا، لقد كانت أكثر مما حلمت، فَرَّ قلقي أمام الطمأنينة التي غزتني، تخليت عن تحفظي ورحنا سويا ننعم بليلة هي بحق "ليلة العمر".