من روائع الادب العالمى
أجمل غريق فى العالم.. قصة الأديب العالمى ماركيز عن مهابة الموت
تعتبر قصة أجمل غريق في العالم واحدة من القصص البديعة للكاتب العظيم غابريل جارسيا ماركيز، ذلك الكاتب المهموم بقضية الموت فى جل كتاباته. فالموت عند ماركيز ليس هو نهاية الطريق بل هو بداية لطريق بلا نهاية.
تفاصيل القصة
تبدو قصة أجمل غريق فى العالم وكأنها قصة أسطورية قديمة تذكرك بقصة أوزوريس، إلا أن النهاية لم تكن واحدة وتبدأ أحداث القصة، من شاطئ بحر الكاريبى، حيث أطفال القرية التى لم يذكر ماركيز اسمها يستحمون فى مرح، فإذا بالموج يقذف إلى الشاطئ شيئا ضخمًا، ظنوه قاربًا مغطى بالطحالب، فقام الصبية بنزع الطحالب وقاذورات البحر فوجدوا جسد رجل ضخم جدًا، فلعبوا به وغطوه بالرمال ثم نزعوها عنه ولما علا ضجيجهم، التف رجال القرية ونساؤها حول الجسد المهيب فأصابتهم الدهشة كيف لإنسان أن يكون بهذا الحجم وإن كان معبأ بالماء وبعد دقائق معدودة حملوه إلى أحد بيوتهم.
وهنا يصور لنا ماركيز حال النسوة بعد أن نظفنه جيدًا، فرأوا مهابته ووسامته وجسده الضخم جدًا، فتمنت كل امرأة منهن لو أنه كان رجلها، بالقطع كانت لن يتركنه للغرق.
وتقافزت الأسئلة فى رءوسهن كيف كان يعيش هذا البطل؟ هل كان سعيدًا بما منحه الله من بسطة الجسم ووسامه المنظر؟ أم أن هذا الجسم الكبير كان يصيب صاحبه بالحرج حين يصطدم بعوارض البوابات وخشية المضيفين له أن يهشم كراسيهم؟
خاطوا له بنطالًا وقميصًا لا يناسبان ضخامة جسده وكفنوه فيهما. ولما جاء الصباح حمله كل رجال القرية إلى البحر كى يثقلوه فينزل إلى القاع لتلتهمه الأسماك الكبيرة ولا يخرج مرة أخرى، لكن النسوة بدأن فى التوافد إلى الجثمان ووضع القلائد الحديدية الرخيصة حول رقبته، وبعد ضيق من الأزواج وصل حد الشجار أضحوا يتعاطفون مع الغريب الغريق، ولئلا يذهب الغريق إلى مثواه الأخير يتيمًا ،اتخذه الشيوخ ابنًا والشباب أخًا والصغار أبًا ثم ألقوا به فى الماء مثقلًا بحديده.
الهدف من الرواية
أراد ماركيز من قصته أجمل غريق فى العالم أن يقول إن الموت هو أصدق ما نرى فى هذه الحياة، كما أن للموت مهابة لا تضاهيها مهابة أخرى.