رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا أنجيلوس: الدكتور نصحي عبد الشهيد ترجم أكثر من 230 كتابا

الأنبا أنجيلوس
الأنبا أنجيلوس

ودعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الدكتور المُترجم نُصحي عبد الشهيد، مسؤول بيت التكريس بحدائق القبة.

ونعى الأنبا أنجيلوس، أسقف عام كنائس شبرا الشمالية، الدكتور نُصحي، في تصريح له، قائلًا: «ولد الأب الدكتور نصحي عبد الشهيد، في ٢٨ سبتمبر ١٩٣١م، وتخرج في كلية الطب في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وخدم بكنيسة السيدة العذراء مريم بالفجالة، كأمين للتربية الكنسية، وعاش حياته كلها كخادم مكرس بتول، وأسس بيت التكريس لخدمة الكرازة، وأسس مؤسسة القديس أنطونيوس عام ١٩٧٩م، والذي يتبعها المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية بالقاهرة».

وقال أيضًا: «تتلمذ على يديه العديد والكثير جداً من التلاميذ، وقام بإرسال العديد من الباحثين في بعثات لليونان؛ لدراسة علم اللاهوت والتخصص في علم الآباء، بهدف ترجمة نصوص الآباء من أصولها اليونانية، وقد نجح مع تلاميذه في إصدار ٢٣٠ من نصوص الآباء، وأسس لكتاب شهري يصدر عن المؤسسة للخدام والشباب، واستمر هذا الكتاب يصدر لأكثر من ٣٠ عام، من سنة ١٩٨١م حتى سنة ٢٠١٨م».

وأضاف: «وترجم العديد من النصوص الآبائية، أهمها: تفسير إنجيل القديس يوحنا للقديس كيرلس الكبير، تفسير إنجيل القديس لوقا للقديس كيرلس الكبير، عظات القديس مقاريوس الكبير، رسائل القديس أنطونيوس الكبير، كتب ضد الهرطقات للقديس إيرينيوس، مقالات القديس كبريانوس الأسقف والشهيد، وكذلك ترجم لبعض الكتاب المعاصرين، مثل كتاب الطريق الأرثوذكسي وكتاب الملكوت الداخلي (للأسقف كاليستوس وير)، كما له عدة مؤلفات، مثل الروحانية الأرثوذكسية، والمسيح والشباب، وأيضاً له العديد من المحاضرات الروحية والآبائية التي أثرت الكنيسة، وقد ترك رصيداً ضخماً جدًا، روحيًا وآبائيًا، وسنظل نتتلمذ على كتاباته وترجماته وعظاته لأزمنة كثيرة». 

وتابع: الأب الدكتور نصحي عبد الشهيد في الحقيقة، تنطبق عليه آيتان من الإنجيل الأولى هي: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يو ١٢: ٢٤)، فالدكتور نصحي عاش حياة الإماتة في طول مدة حياته التي امتدت إلى ٩١ سنة أي في شيخوخة صالحة، عاشها كلها في موت إرادي فعلي، مشابهاً سيده، السيد المسيح، في حياته، وعاش ناكراً جداً لذاته تماماً، وكان يرفض أن يدخل في أية جدالات سوفسطائية، ولا يرد على أية إهانات، ولا يعطي اهتماماً لهذه الأمور، وحتى حينما يأتيه أحد بأية كتابات ضده، أو بها ألفاظ غير لائقة عليه، كان يلقيها جانباً؛ ليعيش في أعماق بحار حياة الآباء والكتاب المقدس، وكان يغوص بعمق في معانيه، وكان يحيا فيها بالفعل، وبالتالي أتى بثمر كثير؛ لأنه فعلاً عاش حياة الإماتة، لذلك الله أمين، لم يترك هذه الحبة تموت دون إثمار، بل أثمر كثيراً جداً، سواء من التلاميذ أو من الترجمات أو من المحاضرات، التي حينما كنا نسمعها، لم تكن مجرد كلمات عادية، ولكن كلمات كانت فيها قوة الروح وقوة التغيير، لأنه عاش قبل أن يعلم، فعمل وعلم، وصار نموذجاً حياً قبل أن يصير واعظاً. صار هو عظة حية تلمس كل من تلامس معه». 

وأردف: «بينما الآية الثانية هي: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ» (يو ١٣: ٣١) حيث وقعت حبة الحنطة وماتت الآن أتى الوقت للمجد، وهو الآن أتى مجده، انطلق من آلام وأتعاب الجسد في السنين الطويلة التي عاناها، وخصوصاً في فترة أيامه الأخيرة، احتمل فقدان سمعه بشكر، وكنت أشعر به بأنه مسرور لكونه معزولاً عن العالم، فقد حاسة السمع ولم يكن يسمع سوى للآباء فقط، فانعزل وعاش حياة السماء على الأرض، لذلك فالآن قد تمجد الدكتور نصحي، ولست أدري كيف يكون اللقاء بينه وبين الآباء الذين عاش معهم وترجم كتاباتهم، لقد عاشرهم على الأرض، والآن يعاشرهم وهو في السماء بفرح أكيد».