«كم لنيلك من أيادى».. بشائر فيضان فوق المتوسط بمعدل 55 مليار متر مكعب
مع قدوم شهر يوليو الجاري، بدأت بشائر الخير لفيضان النيل وسط توقعات بارتفاع معدلات سقوط الأمطار وتحقيق إيراد الفيضان رقمًا قياسيًا يقترب من فيضان العام الماضي، وذلك في ظل متابعة على مدار الساعة من أجهزة وزارة الموارد المائية والري ، لمعدلات الأمطار على منابع النيل والهضبة الإثيوبية ومتابعة الحالة الهيدرولوجية للنهر ووضع عدة سيناريوهات تتعلق بكميات المياه المتوقعة.
متابعة مستمرة لفيضان نهر النيل للعام المائي الجديد
كما تستمر وزارة الموارد المائية والري، في متابعة إيراد نهر النيل، خاصة الوارد من النيل الأزرق و الهضبة الإثيوبية باعتبارهما الرافد الأساسي لمياه النيل في مصر بنسبة تصل إلى 85% من المياه، إضافة إلى التعامل بأقصى درجات الكفاءة لتحقيق الاستفادة المثلى من كل قطرة مياه، خاصة بعدما أظهرت المؤشرات الأولية زيادة معدلات الأمطار على منابع النيل والتى تبدأ ذروتها في أغسطس المقبل.
احتفالات مصرية بقدوم فيضان النيل
إضافة إلى ذلك، يعد فيضان نهر النيل بمثابة دورة حياة طبيعية كل عام ومنذ آلاف السنوات لامتلاء النهر بالمياه الكافية لتوفير الاحتياجات المائية من أنشطة زراعية وصناعية واقتصادية ومياه الشرب، مع احتفال المصريين بقدومه منذ الأزل فى 15 أغسطس باعتباره مصدر الخير والنماء، ويحتفل الأقباط بإلقاء إصبع الشهيد والمياه المقدسة.
كما شهدت مصر عدة فيضانات عنيفة وقوية منها فيضان النيل في عام 1887 ميلادية، بينما كان أكثر الفيضانات انخفاضًا في معدل المياه عام 1982 حيث بلغ 40 مليار متر مكعب من المياه فقط.
بداية موسم الأمطار على الهضبة الإثيوبية
من جهته، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، إن الأمطار بدأت في الهطول على الهضبة الإثيوبية والنيل الأزرق كبداية لموسم فيضان النيل، مشيرًا إلى وصول 60% من المياه الناتجة عن الفيضان إلى مصر بينما تحصل السودان على الباقى، بجانب تبخر جزء من المياه.
اختلاف معدلات فيضان النيل تبعًا لكميات الأمطار
وأوضح أستاذ الموارد المائية والري لـ"الدستور"، أنه يتم حساب متوسط مياه الفيضان على مائة عام، لذلك من المتوقع أن يكون فيضان النيل في العام المائى الحالى فوق المتوسط ويقترب قليلًا من معدلات فيضان العام الماضي والذى بلغ 55 مليار متر مكعب من المياه.
ولفت الدكتور شراقي، إلى أن بعض الأعوام شهدت معدلات فيضان بلغت 60 مليار متر مكعب من المياه ، بينما بلغت في أعوام أخرى 40 مليار متر مكعب وفقًا لمعدلات سقوط الأمطار خلال فترة الفيضان التى تنتهى أوائل سبتمبر.
كذلك، يستمر فيضان النيل لمدة ثلاثة أشهر متصلة تكون ذروتها في شهر أغسطس المقبل، بينما تقل حدته بعد ذلك إلى أن تنخفض المياه في أكتوبر مع قرب انتهاء فترة فيضان النيل.
اجتماعات دورية للجنة إيراد نهر النيل لمتابعة الموقف المائى
في السياق، أوضح المهندس محمد غانم، المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، أنه يتم عقد اجتماعات دائمة وبصفة دورية لمتابعة معدلات سقوط الأمطار بداية من شهر يوليو الحالى، ووضع السيناريوهات اللازمة للتعامل مع فترة الفيضانات.
كما أكد المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، انعقاد اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل بصفة دورية بحضور جميع القيادات التنفيذية والأجهزة المعنية برئاسة الوزير، وذلك بهدف متابعة معدلات مياه الفيضان، إضافة إلى متابعة صور الأقمار الصناعية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعامل مع كميات المياه وفيضان العام المائي الحالي.
كما تغنى كثير من الشعراء والفنانين بالنيل وأهميته في مصر، حيث أنشد سيد درويش رائعته بلادى بلادى لكى حبى وفؤادى وعلى كل البلاد كم لنيلك من أيادي.