المستشفيات التعليمية تدشن مشروعها المتكامل فى إدارة الأزمات والكوارث الطبية
دائما ما تسعى الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية أن تكون سباقة وصاحبة فكر مستنير ومختلف ومتكامل نحو وضع الحلول والخطط البناءة لكل ما يواجه القطاع الصحي بمصر، وكذلك التحديات التي طرأت عالميا بالمجال الصحي، وفي هذا الإطار أطلقت الهيئة يوم الخميس وبالتزامن مع ذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة، واقتداء بما أسسته من قيم التحدي والمواجهة والبناء، مشروع إدارة الأزمات والكوارث الطبية، وذلك خلال مؤتمرها المنعقد في الفترة من ٣٠ يونيو وحتى ٢ يوليو بمنتجع تيوليب الفرسان بالإسماعيلية، ما يمثل الانطلاق الأول لهذا النوع من المشاريع الفريدة في مصر، وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور الدكتور محمد فوزى السودة رئيس الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والدكتور أشرف إسماعيل، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية وحضور الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية عن طريق الفيديو كونفرانس، كما حضر الدكتور وائل الدرندلي، نائب رئيس هيئة المستشفيات التعليمية للشئون الفنية وقيادات ومديري مستشفيات ومعاهد الهيئة، ومنسقي إدارة الأزمات بتلك الوحدات، وترأس المؤتمر الدكتور ريهام غلاب رئيس المجلس العلمي لإدارة الأزمات بالهيئة.
وصرح الدكتور محمد فوزي السودة رئيس الهيئة، بأن المشروع بدأ خطواته التنفيذية والتحضيرية منذ شهرين، حيث تم تنظيم أول دبلومة لإدارة الأزمات والكوارث الطبية معتمدة من النقابة العامة للأطباء لتخريج أخصائي إدارة الأزمات الطبية، وذلك بمركز تدريب الأمانة الفنية بالهيئة، وبدأت فعاليات التدريب بالمشروع بمستشفى أحمد ماهر التعليمي لتدريب فريق الاستجابة السريعة، حيث تسعى الهيئة لبناء قدرات الكوادر المتميزة من منسقي الأزمات بالهيئة ووحداتها، ومن هذا المنطلق تبلورت سياسة الهيئة في مواجهة الأزمات والكوارث بأن تستبق المواجهة دائما ولا تتعامل كرد فعل، وكيف نواجه الأزمات و نتعامل مع نتائجها وتوابعها والدروس المستفادة منها، وأهمية أن نصل بذلك الفكر للجميع داخل الهيئة ووحداتها، وما أصبح الآن من الأولويات ولم يكن كذلك فى السابق، ومن الدوافع نحو ذلك أيضا تجربة الكوفيد وما أنجزته الهيئة من التحول في فترة زمنية قصيرة إلى ١٤ مستشفى عزل تتضمن ٤٠٠ سرير رعاية و٤٠٠٠ سرير، وكيف نجحت الهيئة فى ذلك من واقع الخبرات المتراكمة لدى قياداتها، وليس كخطط ممنهجة تم إعدادها مسبقا، والاستفادة من الأهمية التي طرأت في كيفية التعامل مع الأمراض الصدرية مثلا، ما نتج عنه زيادة عدد أجهزة التنفس وزيادة الاحتياطي منها بجميع المستشفيات.
وأكدت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية، خلال كلمتها عن طريق الفيديو كونفرانس على أهمية التفكير في مثل هذه المشاريع الخلاقة والبناءة، والتى تبلورت الحاجة إليها نتيجة ما شهده العالم مؤخرا من تحديات واجهت القطاع الصحي، وخلفت آثارا ودروسا مستفادة للبشرية جميعها، وتوجهت بالتحية للهيئة وقياداتها التى دائمًا ما تكون في طليعة المؤسسات الطبية التى تلعب دورا مهما وحيويا مؤثرا.
وشدد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية على الضرورة الملحة لإطلاق مثل هذه المشروعات التي تلعب دورًا حيويًا في مواجهة التحديات والأزمات وكذلك ضرورة تطوير الأساليب المتبعة، ووضع الخطط الاستباقية فى هذا المجال، وأهمية التدريب المستمر ورفع كفاءة الكوادر وتدريبها المستمر على نحو متطور بأحدث الأساليب الممنهجة، وكذلك أهمية التنسيق المتبادل بين مختلف المؤسسات والهيئات الطبية على نحو متكامل.
وأفاد الدكتور وائل الدرندلي، نائب رئيس الهيئة للشئون الفنية، أن تطبيق المنهجية والشكل العلمي وتدريب الكوادر على مواجهة الأزمات بشكل علمي متطور هو الدافع الأساسى لتنفيذ هذا المشروع، ولم يقتصر الأمر على القوى البشرية فحسب بل تم تغيير تصميمات المشاريع التى يتم إعدادها بما يتناسب مع ذلك مستقبلا، والآن أصبح وجود منظومة إدارة الازمات أمر حتمي، وكذلك تكوين هذه الفرق لتصبح جاهزة فورا للتحرك في أي أزمة، وفى هذا الإطار أنشئت الهيئة إدارة السلامة والصحة المهنية، وتم رفع الجاهزية والتدريب بما يتناسب مع متطلبات الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، ونأمل فى النجاح المتكامل بالتنسيق بين جميع قطاعات الوزارة، وكذلك منظمة الصحة العالمية.
وقالت الدكتورة ريهام غلاب رئيس المؤتمر ورئيس المجلس العلمي لإدارة الأزمات والكوارث بالهيئة، إن المؤتمر يعد علامة فارقة نحو تطبيق الدروس المستفادة التى تم بلورتها في الفترة الأخيرة على أرض الواقع نتيجة جائحة كورونا التى ألقت بظلالها عالميا، ودائما ما كانت الهيئة صاحبة السبق في أخذ زمام المبادرة في التطوير والتدريب وإعداد الكوادر، حيث أسست الهيئة مركز الأزمات والكوارث بمستشفى أحمد ماهر التعليمي منذ سبع سنوات، ولكن هذه الخطوة تأتى لتعزيز الاستجابة المنهجية والعلمية لنقلها من الاستجابة بالخبرة والممارسة إلى الاستجابة العلمية لذا أطلقت الهيئة أول درجة علمية حكومية باعتماد نقابة الأطباء المصرية بدرجة أخصائي إدارة أزمات وكوارث طبية، ويعقد المؤتمر بالتعاون مع شركة ڤيتاريس للأدوية وبالتعاون مع الشركة العالمية للأدوية الرائدة شركة استرازينيكا.
وبدوره، أكد الدكتور محمد مصطفى عبدالغفار، المشرف على التخطيط الاستراتيجي والبحث العلمي بالهيئة خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن المشروع يعد مشروعا رائدا اكتسب أهميته من خلال ما أنجزته الهيئة خلال الفترة الماضية في مواجهة جائحة كورونا، حيث قامت الهيئة ومن خلال تحليل البيانات والأرقام والإحصائيات أثناء مواجهة الجائحة بإعداد خطة العمل المستقبلية؛ لمواجهة الأزمات بشكل يسمح بالاستعداد المسبق لأي تحديات تواجه القطاع الصحي.