رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير مرقص: لا يمكن للمجتمعات أن تدار بدون حوار جاد لمناقشة المشكلات

سمير مرقص
سمير مرقص

وصف الكاتب والمفكر السياسى سمير مرقص، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى، الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأنه ضرورة والتزام ومسئولية حتمية، وعلى جميع فئات وشرائح المجتمع أن تشارك فيه بمقترحات وحلول جادة للمشكلات التى يعانيها المواطن. 

ورأى «مرقص»، فى حواره مع «الدستور»، بعد اختياره ضمن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى، أن الأسماء المختارة فى مجلس الأمناء على قدر كبير من الثقة والخبرة المتراكمة، واصفًا التشكيل بأنه متوازن ويعبّر عن كل شرائح وأطياف المجتمع.

ونبه إلى مجموعة من القضايا التى يجب أن تكون لها أولوية على مائدة الحوار الوطنى، وعلى رأسها بحث مشكلات وطموحات الشباب، واكتشاف طبيعة التحولات العالمية التى تحدث حولنا وتحتاج إلى دراسة مستوفاة.

■ بداية.. كيف استقبلت خبر اختيارك ضمن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى؟

- غمرتنى سعادة ممزوجة بقدر من المسئولية تجاه هذا الحوار، الذى يأتى فى توقيت عصيب ومرحلة تاريخية مفصلية تدخلها الدولة المصرية جراء أزمات عالمية فُرضت عليها، فكان لا بد من إجراء حوار مفتوح بلا سقف للتعامل مع المستجدات التى تظهر على الساحة، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية. 

والأسماء التى تم الإعلان عنها ضمن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطنى تحمل قدرًا من الثقة، ولديها خبرة كبيرة تمكنها من إدارة الحدث بالشكل الذى يضمن خروج حوار وطنى جاد وبنّاء يسهم فى تقديم حلول للمشكلات، وتعكس تشكيلًا متوازنًا يعبر عن كل شرائح وأطياف المجتمع.

■ ما رأيك فى دعوة الرئيس السيسى لعقد الحوار الوطنى؟ 

- أرى أن الحوار الوطنى ضرورة فى ذاته، ولا يمكن للمجتمعات أو المؤسسات أو حتى البيوت والأسر أن تُدار دون حوار جاد يستهدف عرض المشكلات التى تواجه المواطن، والجلوس على مائدة واحدة بمشاركة كل أطياف المجتمع المختلفة.

فهناك أهمية كبيرة لعرض كل الآراء، بحضور النخب السياسية والاقتصادية والفكرية والمتخصصين فى مختلف المجالات، مع استعراض القضايا التى تواجه الدولة والتحديات التى تقف حائلًا أمام استكمال خطى التنمية المستدامة والنهضة المنشودة. 

■ هل ترى أن الحوار جاء فى توقيت مناسب؟

- الحوار الوطنى ضرورة والتزام ومسئولية فى حد ذاتها لا غنى عنها، فالعالم يشهد تحولات غير مسبوقة فى تاريخ الإنسانية، تؤثر على الإقليم وبالتالى على مصر، لذلك كانت هناك ضرورة بالغة الأهمية لاكتشاف طبيعة هذه التحولات والتغيرات، لكى نستطيع مواكبتها، ويكون لمصر مكان مُقدر فى إطارها.

ولا بد من وضع إطار عام تحدده فئات وأطياف المجتمع من واقع خبرة ودراسة جيدة، ويتم من خلاله تقديم حلول لمواجهة تلك التحديات ومواكبة ما يحدث على الساحة الإقليمية والعالمية والعربية.

لا بد أن ندرك أننا نعيش فى لحظة تحول، وأن أهمية الحوار تكمن فى اكتشاف طبيعة التحولات الخارجية التى أسفرت عن العديد من التداعيات السلبية على الدولة المصرية، بداية من جائحة فيروس «كورونا»، وصولًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التى غيّرت من مسار العالم، وكان لا بد من تهيئة مصر لمواكبتها بأفضل صورة ممكنة.

■ ما أبرز الملفات التى يجب أن تكون لها أولوية على مائدة الحوار؟

- الحوار الوطنى فى حد ذاته تعبير عملى عن ممارسة المواطنة، التى يجب أن تكون لها أولوية على مائدة الحوار، فواحدة من تجلياتها العملية هى التعبير عن النفس، ومشاركة المواطنين بالحديث عن حياتهم ومستقبلهم واحتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية، عبر القوى السياسية والأحزاب، التى تعد ممثلًا وصوتًا للشعب بجميع فئاته وأطيافه.

وبالنسبة للأولويات، ينبغى النظر إلى القضايا والملفات التى تخص فئة الشباب، على ضوء أن ٨٠٪ من المجتمع أقل من سن الأربعين، ونصف تلك النسبة تحت سن العشرين، فهذا يعنى أن مصر تمتلك كتلة شبابية كبيرة.

وعلى اعتبار أن هؤلاء هم المستقبل، ولهم تطلعات وأفكار واهتمامات وطموحات، لا بد من تهيئة السبل جميعها لمناقشة كل هذه العناصر، وحل مشكلاتهم، وتمهيد الطريق أمامهم لتقديم أفضل ما لديهم من طاقات ومؤهلات وقدرات، لكى تكون مصر فى أفضل صورة، فالشباب هم المشهد الأساسى داخل أى مجتمع، والاستفادة من تلك الكتلة الضخمة تأتى بانعكاس كبير وإيجابى على صور التنمية والنهضة داخل المجتمع.

■ أخيرًا.. كيف ترى مطالب البعض بضرورة وجود ضمانات للحوار الوطنى؟

- الحوار ضرورة وفى توقيت مهم وحرج وعصيب بالنسبة للدولة، وبالتالى أهم شىء أن يكون بلا سقف ومفتوحًا وحرًا، وتشارك فيه كل أطياف المجتمع وألوانه بآرائهم وأفكارهم، ما سيسهم فى تقديم حلول حقيقية وبناءة للمشكلات.

وأهم ضمانة للحوار فى رأيى أن يتسع للجميع، وأن يكون مظلة حقيقية للتعبير عن مشكلات المواطنين وهمومهم، ويجب على كل المنظمين والقائمين على تنظيمه وإدارته، سواء الأمانة العامة أو القوى السياسية والأحزاب والتيارات الفكرية المختلفة، أن يكونوا على مستوى الحدث الضخم، الذى يستهدف حل أهم المشكلات التى تواجه المجتمع.