نهاد عوض: القدس هي القضية المركزية للمسلمين الأمريكيين
أكد الدكتور نهاد عوض، مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، على أن قضية القدس هي القضية المركزية للمسلمين الأمريكيين، قائلا "إنني أشعر حاليا أن العرب والمسلمين بدأوا يسيرون في الاتجاه الصحيح نحو القدس إلا أن ذلك يتطلب منهم اتخاذ برامج عملية يشعر بها المقدسيون على المستوى الاقتصادي والاجتماعي".
وأضاف عوض – في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الأول (الطرق إلى القدس) الذي اختتم أعماله الأربعاء الماضي - " إن الخصم الذي يتبنى ويدافع ويؤازر الاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية في خط مواجهة مع المسلمين الأمريكيين..وهو ما يعد بمثابة نقطة ارتكاز في الحكم على سياسة واشنطن بالعالم الإسلامي".
وأعرب عن تمنياته في أن تأخذ المؤسسات الإسلامية والعربية في الولايات المتحدة دفعة نفسية ومؤازرة من مؤتمر(الطريق إلى القدس) ليكونوا شركاء في لجان قادمة لرسم استراتيجية وخطة شاملة تنقذ المدينة مما هي فيه..منوها بأن استطلاعات الرأي التي تجرى في الولايات المتحدة تظهر أن قضية فلسطين تتصدر اهتمامات المسلمين الأمريكيين قياسا بالقضايا الدولية الأخرى.
وأشار عوض إلى أن مؤتمر (الطريق إلى القدس) يعتبر نقلة نوعية وإداركا للوضع الحرج الذي تتعرض له المقدسات والمسلمون والمسيحيون في القدس عن طريق مؤسسات وسياسات وجهود تستهدف قلع المجتمع الفلسطيني من المدينة وتهويد المقدسات وخنق الاقتصاد الفلسطيني وقطع أوصاله عن الدعم العربي والإسلامي..مؤكدا على أن المؤتمرين التقوا لشحذ الهمم وأن يذكروا أنفسهم والعالم على أن القدس في خطر وما هي إلا ساعات أو أيام وقد يكون هناك حدث مؤلم وأحداث تاريخية تؤثر في علاقة المسلمين بالمدينة.
وأعرب عن اعتقاده بأن زيارة بعض المسلمين الذين تنطبق عليهم المواصفات والضوابط الشرعية إلى القدس كي يتعاملوا مع شعبها ليؤيدوه ويدعموه ويؤازروه بكل الوسائل المشروعة سيكون اختراقا وحدثا تاريخيا ونوعيا في علاقة المسلمين بقضية القدس..وهو ما يؤكد على أنهم انتقلوا من مرحلة الشعارات والبيانات إلى التطبيق.
وقال " إننا لمسنا من كلام العلماء المقدسيين وأبناء القدس الذين شاركوا في المؤتمر أنهم لا يريدون شيئا جديدا من الدول العربية وإنما يطلبون طلبا واحدا هو الوفاء بالعهود والالتزامات المادية في مؤتمرات القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي".
وقدم عوض الشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية لرعايتها للمقدسات الإسلامية والمسحية في القدس وتحمل أعباء مهمة وأمانة وحمل شرف هذه المسئولية..داعيا الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة أن تعزز الدور الأردني لأنه ينوب عنها في حمل هذه الأمانة.
وحول الدور الذي يقوم به المجلس للتعريف بصورة الإسلام الصحيحة في الولايات المتحدة.. أجاب مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بأن هناك فئة قليلة مغرضة قد يكون لها دوافع دينية أو سياسية ومنعزلة عن ثقافة المجتمعات الغربية وخارج السياسات الرسمية هي التي توصم الإسلام بالإرهاب..مستبعدا أن تكون هناك سياسة رسمية لأية دولة غربية توصم الإسلام أو المسلمين عامة بالإرهاب و"هذه نقطة يجب أن يعي لها المسلمون حول العالم".
وقال "إن التعميم ضار بصورة الإسلام ولعلاقة المسلمين بغير المسلمين"..مضيفا "إن منبع التشويه يكون من جهات صغيرة قوية ومن هنا يأتي دورنا كمسلمين ومؤسسات في الغرب مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ، فنحن نوفر الآراء والمعلومات الصحيحة والمتوازنة لوسائل الإعلام الغربية للنخب الأمريكية ولرجال السياسة وصناع القرار ، وكذلك الجمهور الأمريكي الذي يود التعرف على الإسلام من منابعه الحقيقية وأولها بالإضافة إلى الكتاب والسنة هو سلوك المسلم المباشر".
وتابع "نحن كمؤسسة منتشرة في الولايات المتحدة لها باع كبير في إطلاق حملات تعريفية بالإسلام والرد على التشويهات التي تصدر من هذه الجماعات القليلة وكذلك توعية المسلمين في كيفية عرض الإسلام من خلال السلوك والحوار المبني على (تعالوا إلى كلمة سواء) و(لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)".
وطمأن الجميع بأن المسلمين في الغرب وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية، يعوا دورهم وحسهم بالمواطنة وانتماءهم للدين الإسلامي، ويناضلون نيابة عن العالم الإسلامي ويعبرون عن رأيهم ويدافعون عنه بطريقة سلمية وحضارية تصل إلى قلوب وعقول الآخرين.