بعد الجزار وطاهر ورضا.. متى يعود «فنسنت فان جوخ»؟
في الفترة الأخيرة، تمكنت وزارة الثقافة من استعادة ثلاث لوحات فنية، إذ نجحت في استعادة لوحة «من وحي فنارات البحر الأحمر»، للفنان التشكيلي المصري العالمي عبدالهادي الجزار والتى لم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف عام 1971 لمبنى وزارة الثقافة في جاردن سيتى، كما نجحت الوزارة في أن تسترد لوحتين تشكيليتين نادرتين إحداهما للفنان الرائد صلاح طاهر بعنوان الريف والأخرى للفنان صالح رضا بعنوان «دائرة وجذع»، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل تستطيع وزارة الثقافة أن تسترد لوحة زهرة الخشخاش؟.
مكالمة هاتفية لشاكر عبدالحميد
تولى شاكر عبدالحميد وزارة الثقافة في 7 ديسمبر 2011، وفي ندوة جمعته بـ"الدستور" تطرقنا لسرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، فقد تولى الوزارة واللوحة أكملت عامًا كاملًا منذ سرقتها، وفجّر عبدالحميد مفاجأة أنه تلقى اتصالًا من مجهول قائلًا: «أكد لي أن اللوحة المسروقة معروضة للبيع فى لندن، وطلب منه أن تدفع مصر ثمنها كى تعود إليها، ورفضت بالطبع ورفض المتحدث أن يفصح عن هويته، وقد رفضت هذا الابتزاز، فليس من المنطقى أن تدفع مصر ثمن لوحة مسروقة منها، والطبيعى أن تتخذ الدولة إجراءاتها القانونية وتطالب بعودة اللوحة بطرق مشروعة».
أما منذ بداية السرقة وما تلاها فكان الأمر غريبًا، البداية كانت في عام 2010، فقد انتشر نبأ سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" من متحف محمد محمود بالجيزة، وفي نفس اليوم أعلن التليفزيون المصري عن القبض على سائحين إيطاليين ومعهما اللوحة المسروقة وتم تكذيب الخبر بعدها.
في 23 أغسطس 2010 تم إعلان حالة طوارئ في جميع مخارج مصر وجميع المطارات وقد أخطر وزير الثقافة فاروق حسني الصحفيين في مؤتمر أقامه بعد الإعلان عن حادثة السرقة.
وقد تم حبس مسئولين منهم كبار على خلفية اختفاء زهرة الخشخاش، منهم وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية المدعو محمد محسن عبدالقادر شعلان وأربعة مسئولين آخرين لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق ثم بمعاقبته و10 آخرين بالحبس مع الشغل 3 سنوات وكفالة 10 آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ، عقب اتهامهم بإهدار المال العام والإهمال مما تسبب في سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» البالغ قيمتها 55 مليون دولار من متحف محمود خليل بالدقي.
واعتقد خطأ في وقت لاحق أن اثنين من المشتبه بهم حاولوا الصعود على متن طائرة إيطالية إلى إيطاليا في مطار القاهرة الدولي وأذاع التليفزيون المصري الخبر وتم تكذيبه بعد ذلك.
وجاءت ثورة يناير ومن بعدها انتخابات رئاسية، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، فجماعة الإخوان تنظر للوحات وفن النحت على أنها أصنام يجب تكسيرها، وهنا مات السؤال عن اللوحة تمامًا.
من بعدها جاء لوزارة الثقافة أربعة وزراء تبادلوا المنصب، ولم يتمكن أي منهم من فك شفرة اللوحة التي سُرقت، يقول جابر عصفور: "القضية كانت فى هذا الوقت منظورة أمام القضاء ولم يكن يحق للوزارة أن تتدخل، ثم إن الأحداث كانت ساخنة لدرجة لا تسمح بفتح هذا الملف".
وجاء محمد الصاوي لمدة 15 يومًا من 10 فبراير إلى 5 مارس ومن بعده عماد أبوغازي: "الملف كان في النيابة من وقت سرقة اللوحة في 2010 ولم يعد للوزارة صلة بالموضوع ولا أعتقد أن اللوحة من الممكن أن تظهر قبل سنوات بالمصادفة فقط".
وجاء شاكر عبدالحميد وجاءه الاتصال، وجاء من بعده صابر عرب، ثم علاء عبدالعزيز فى عصر الظلام الإخوانى، وسقط زمن الرجعية والعشيرة وجاءت ثورة يونيو ومعها "صابر عرب" وزيرًا وتبعه عصفور ثانية، وأخيرًا جاء حلمى النمنم، ومن بعده الدكتورة إيناس عبدالدايم.
12 عامًا منذ سرقة أغلى لوحة يقدر ثمنها بـ55 مليون دولار، والسؤال الآن: هل بعد العثور على ثلاث لوحات لثلاثة فنانين يمكن أن ننتظر زهرة الخشخاش؟.