رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفائزون بـ«التشجيعية».. ورود فى حديقة الثقافة المصرية «٢-٢»

محمد عبدالعاطى
محمد عبدالعاطى

أهمية كبرى تحملها جائزة الدولة التشجيعية، تتمثل فى دفع المبدعين إلى استكمال السير فى طرقهم المختلفة، التى بدأوها وهم على يقين بأنها مليئة بالصعاب والعثرات، لكن الحياة تمنحهم ما يجدد فيهم الأمل دائمًا، هذا الأمل الذى تعد تلك الجائزة إحدى نوافذه الضرورية.

هى تقدير لمسيرة كل واحد من الفائزين، ودافع يشجعه على بذل المزيد من الجهد والعمل فى مجال إبداعه، وقبل كل شىء اعتراف بموهبته وقدراته ومثابرته وحقه فى التتويج بجائزة تحمل اسم «أم الدنيا».

«الدستور» تحاور الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية، عن كواليس فوزهم بالجائزة، وكيف كانت مسيرتهم إلى هذه المحطة المهمة من مشوار إبداعهم، وغيرها من التفاصيل الأخرى فى السطور التالية.

محمد عبدالعاطى:سندخل عصر سلاسل الروايات قريبًا.. وأعتز بالجائزة حتى آخر حياتى

قال الكاتب محمد عبدالعاطى، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية، فرع المجال القصصى والروائى، عن روايته «حارة عليوة.. سابقًا»، إن الحصول على هذه الجائزة شرف كبير يعتز به حتى آخر يوم فى حياته.

وأضاف «عبدالعاطى»: «من دواعى الشرف أن يُوضع اسمى بجوار أسماء القامات الأدبية الكبيرة الحاصلين على هذه الجائزة، منذ إطلاقها، مثل على أحمد باكثير ومحمد المنسى قنديل، والعمالقة صلاح عبدالصبور وسهير القلماوى وميرال الطحاوى وجمال الغيطانى»، لافتًا إلى أنه طرح- أيضًا- رواية «تريند» عام ٢٠١٩.

وتابع: «لا أساوى نفسى بمن حصلوا على الجائزة، ولكن بمراجعة السير الذاتية الخاصة بهم سنجد أن حصولهم على التشجيعية كان فى بداياتهم، ومن الواضح أن الجائزة تمثل دفعة كبيرة وحافزًا للأديب، لكى يقدم أفضل ما عنده، وليستمر حتى يتحوّل إلى علامة أدبية كبيرة».

وأشار إلى أنه «من الممكن أن نقول إن هذه الجائزة لها القدرة على التنقيب عن المواهب وإلقاء الضوء عليها مبكرًا، وأتعشم ألا يخيب ظنى وأن أستثمر هذه الدفعة وأحقق مشروعى الأدبى، فلدىّ أفكار كثيرة أحتاج إلى كتابتها، ولدى شىء مختلف، وأتمنى من الله التوفيق والاستمرار».

ولفت إلى أن هذه الجائزة بداية لطريقه الذى طرح خلاله روايتين، وليست النهاية «الجائزة تأكيد على جدية مشروعى، وأود أن أشير إلى أن الكاتب فى مجتمعنا ليس متفرغًا، فمن المؤكد أن لديه مهنة أخرى، ما يجعل الكتابة فعلًا مرهقًا، وأصفها بأنها مهنة غير منطقية».

وأوضح: «هذه المهنة تتطلب إنفاق الوقت والجهد للإنتاج، دون عائد عاجل وأحيانًا دون عائد أصلًا، وهو ما يتسبب فى أن تتخلل عملية الكتابة محطات من الإحباط.. أكتب منذ وقت طويل، وكنت مُصرًا على ألا أنشر شيئًا من مشروعى حتى أتأكد من أن المشروع يستحق النشر».

وقال: «الحصول على الجائزة فى هذا التوقيت يعتبر نقطة تحوّل فى حياتى، فأنتقل من الهواية إلى الاحتراف، وهذه مسئولية كبيرة، وأنا سعيد بذلك، وهناك مشروعات مستقبلية بدأت فى كتابتها».

وأشار إلى أن روايته الأولى «تريند» تناقش قضية التلاعب بالناس عبر أوهام وسائط التواصل الاجتماعى، والرواية الثانية «حارة عليوة» فتوضح فكرة التقنيات التى تعيد تشكيل الثقافة، وهذا محور مهم فى أعماله.

وأوضح: «منذ طفولتى، أفضل قراءة أدب الخيال العلمى والفانتازيا والأدب الواقعى، وجربت الكتابة فى كل المجالات، فأنا من جيل الثمانينيات ونشأت أحب القراءة وأتابع القنوات التليفزيونية، ثم عاصرت ظهور الفضائيات والكمبيوتر والإنترنت.. وأتذكر أننى أصبحت شخصًا آخر منذ حصولى على جهاز كمبيوتر».

وتابع: «أنا شخص منبهر بالخيال العلمى، وأرى أن حدوث التطور التكنولوجى بهذا الشكل أقرب للخيال العلمى ولكن فى الواقع، وأحيانًا كنت أحاول استباق هذا الخيال»، وأضاف: «عندما كتبت رواية (تريند) رأيت أنه يصح تجاهل كل ما يحدث فى العالم.. ما فعلته أننى كتبت شيئًا واقعيًا وقدمته للقارئ».

وقال: «تشغلنى فكرة تعود الناس على التكنولوجيا خلال وقت قصير، يمكن أن نطلق على ذلك (الخيال العلمى المعاصر)، وفى (حارة عليوة) امتدت أفكارى لتصبح خيالًا علميًا فى النهاية».

ويعتقد «عبدالعاطى» أننا لا نزال فى عصر الرواية، ومن الوارد أن ندخل قريبًا عصر سلاسل الروايات، وهذا يتعلق بطبيعة تفاعل القارئ مع العمل، وسيجذب القارئ بشكل أكبر بالتوازى مع أنشطته الحياتية، وقال: «القصص القصيرة لا تعطى هذا الشعور بحتمية الرجوع للقراءة مثلما تفعل الرواية بنا، وأعتقد أن المتوالية القصصية هى الأقرب للرواية، رغم أنها ليست منتشرة إلى هذا الحد».

وأضاف: «رواية (حارة عليوة.. سابقًا) أقرب للرواية من المتوالية القصصية، بسبب التصاعد والمنحنى الذى تثيره من البداية إلى النهاية، مرورًا بالذروة، فهى ليست مجرد قصص قصيرة فقط يجمعها زمان وشخصيات، لكن بها تطورًا يجعلها أقرب للرواية، ولو قارنت ذلك بأعمال نجيب محفوظ التى كانت عبارة عن قصص قصيرة مترابطة، نجد أنها ذات التصنيف».

وتساءل: «لماذا يتخوّف الناشرون من نشر المجموعات القصصية لصالح الرواية؟ وهذا يحدث مع الشعر أيضًا»، وقال: «الناشر تهمه السوق ويتخوف من القصص القصيرة لأن الرواية تبيع أكثر له، وكذلك هناك أنواع أدبية مثل الرعب تبيع بشكل كبير؛ كما أن الناشر يبحث عن المضمون، وهى طبيعة العصر، مثلما يحدث فى الأفلام التى تقدم عبر أكثر من جزء، وهو الأمر الذى يتبعه بعض الناشرين».

وأوضح: «أرى أن فكرة السلاسل بدأت تغزو الساحة الأدبية لدينا، أما الشعر فهو أقل حظًا الآن بالمقارنة بعصر ما قبل الإنترنت، إذ كنا نشترى الديوان ونعيد قراءة قصائده لدرجة حفظها، أما الآن فلم يعد يحدث ذلك، إذ يمكننا أن نستمع إلى القصيدة بصوت وأداء الشاعر».

وعن مشروعاته البحثية ومؤلفاته خلال الفترة المقبلة، قال: «أهتم بالأدب والسيناريو، وعُرض لى مسلسل إذاعى خلال شهر رمضان الماضى، فى إحدى الإذاعات الخاصة، وكتبت مسلسلًا وأحاول تسويقه حاليًا، وأكتب رواية جديدة بالاتفاق، وأتمنى أن تصدر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب ٢٠٢٣».

حسام العادلى عن «نجع بريطانيا العظمى»: تُشبه أى قرية تناقش فترة منسية من عمر التاريخ المصرى

فاز الروائى المستشار حسام العادلى بجائزة الدولة التشجيعية عن روايته «نجع بريطانيا العظمى»، التى صدرت عن الدار المصرية اللبنانية.

ويرى «العادلى» أن القرية التى اختارها محورًا لأحداث عمله تشبه أى قرية من قرى مصر، لكى يقول إن ما ينطبق على هذه القرية ينطبق على غيرها، فتجهيلها بهذا الشكل إنما يفيد عموميتها وليس خصوصيتها.

العمل يناقش أوضاع مصر تحت الاحتلال البريطانى ويمتد للحربين العالميتين الأولى والثانية، وكلمة نجع فى العنوان كانت محط تساؤل، وكان عنوانًا ناجحًا يشير ولا يكشف، فمن القراء من سيعتقد أنه نجع مملوك لبريطانيا، ومنهم من سيتساءل: هل هناك نجوع فى بريطانيا؟ الأمر مربك إلا لمن يقرأ.

ويتطرق «العادلى» لمسألة عدم تأثر المصريين بالمحتل أو الغازى عبر التاريخ، ويقول: «نعم المصريون يؤثرون ولا يتأثرون، وبالرغم من وجود مصر تحت الاحتلال فى فترات كثيرة من تاريخها لكن أحدًا من هؤلاء لم يؤثر فيها، على العكس تمامًا نجد أن السياح فى الأقصر مثلًا يحرصون على لبس الجلباب والتباهى بهذا الأمر، والتقاط الصور لتخليد الذكرى، فالمصريون هم من يؤثرون فى كل من يفد إليهم».

ويضرب المؤلف مثالًا ويقول: «انظر إلى دول إفريقية كثيرة، منها من تحدث الإنجليزية ومنها من تحدث الفرنسية، ولكن فى مصر المحتل تحدث العربية، وكليبر اعتنق الإسلام وتزوج من مصرية، هكذا نفعل مع المحتل».

ويكشف «العادلى» عن رؤية أخرى: «بعيدًا عن روايات الهوية التى ناقشها طه حسين وتوفيق الحكيم والطيب صالح، فالرواية هنا تتحدث عن مركزية الرجل الأبيض، والمشكلة لدىّ مختلفة تمامًا عن مصطفى سعيد، بطل رواية موسم الهجرة إلى الشمال، المشكلة هنا جاءت من بريطانيا، وحلها المصرى، أى أن المستعمر كان محتارًا وعدم قدرته على حل مشكلته يؤكد أن المصرى أكثر عبقرية».

وعن فترة الحربين العالميتين يقول: «هذه الفترة كانت منسية من عمر التاريخ المصرى، وحين تبحث عن مراجع تجد أن هناك تعتيمًا عليها، مثل ما كتبه السير ألفريد سكاون بلنت فى كتابه التاريخ السرى للاحتلال البريطانى، وحرره الإمام محمد عبده، وهى الفترة التى شهدت تحوّل مصر من سلطنة لمملكة وفترة فرض الحماية البريطانية».

تغوص الرواية فى لحم المعتقد الدينى والإنسانى وتنبش حول علاقة الأولياء بالإنسان وكيف تتقاطع مشكلة الأضرحة بالخرافة، اللتين حملهما الموروث لعقود من الأزمنة المتتالية، كما تتعرض الرواية للسلطة «العمدة»، والشيخ «المؤسسة الدينية»، وتناقش الخرافة وتيار الوعى بشكل تقارن فيه بين الوجود والتأثير فى حياة الناس، وكيف كان الضابط معبرًا عن ضمير الحركة الوطنية، وكيف كانت أم أنور هى ضمير الأمة.

واختتم «العادلى» بالإشارة إلى أنه يعمل فى مشروع يتعلق بكتاب فى العلوم الاجتماعية فى التاريخ والفقه السياسى، وأوضح: «استعنت فيه بمراجع وهو كتاب بحثى تتنوع مصادره ويقدم رؤية جديدة».

عبدالله محمد:مرض والدتى سبب اتجاهى للشعر.. وديوانى يلخص تجربتى مع الوحدة

مشاعر متضاربة اختلجت فى نفس عبدالله محمد، الفائز بالتشجيعية فرع شعر العامية والفصحى، عن ديوانه «يك»، يقول: «الجائزة مسئولية كبيرة تجاه نفسى وتجاه شِعر العامية وتجاه الجيل الجديد من الشعراء الشباب، خصوصًا أننى أصغر شاعر فاز بالجائزة منذ تدشينها، وحصولى عليها بمثابة تشجيع كبير لى من الدولة المصرية العظيمة ممثلة فى وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة».

وأضاف: «الشعراء الذين تقدموا للجائزة شعراء كبار وأنا من جمهورهم، وتقدمت للجائزة؛ لأننى كنت أرى أن كل الأجواء التى حولى تدفعنى إلى التقدم لها، وهذه الأجواء تتمثل فى أصدقائى المقربين الذين دفعونى للتقدم للجائزة وأخبرونى أننى جدير بها».

رحلة «محمد» مع الكتابة بدأت منذ الصغر، وتحديدًا فى المرحلة الابتدائية: «كتاباتى كانت مجرد شخبطة، وبدايتى الفعلية فى الكتابة والدخول فى الأوساط الثقافية كانت فى بداية ٢٠١٨، وليس لدىّ أى أعمال سابقة، وهذا الكتاب الفائز بالجائزة هو أول أعمالى الأدبية».

وعبر سنوات عمره كانت هناك تحديات لدى «محمد» يشرحها: «التحدى الوحيد كان مع نفسى؛ لأننى كنت أحاسب نفسى على كل حرف أكتبه لكى يخرج بأحسن صورة ممكنة، وبالتالى يساعدنى ذلك على خطوة النشر، وهو ما حدث عندما تم الاتفاق بينى وبين دار فهرس للنشر والتوزيع مُتمثلة فى صاحبها الأستاذ مصطفى بسيونى الذى سهّل علىّ كل شىء يخص النشر».

ديوان «محمد» شعر بالعامية المصرية ويلخص تجربته مع الوحدة وكل المحطات التى مر بها فى حياته حسبما ذكر، ويضيف: «معظم الناس مرّت عليها، من آناء الزحمة إلى أطراف الوحدة».

وعن اختياره الشعر قال: «لم أسمع صوت أمى منذ ولادتى بسبب أنها مريضة بضمور فى الأعصاب- شفاها الله- وأعتقد أن ربنا واخد (منابها) فى الكلام واداهونى عشان أكتب شِعر».

وأضاف: «أعتقد أننى سأستمر فى كتابة الشِعر ولن أتجه لكتابة أنواع أخرى من الأدب، لأن الشِعر هو المائدة التى يجتمع عليها جميع أنواع الفنون والآداب على هيئة أطباق مرصوصة».

واختتم: «بدأت منذ أشهر فى كتابة ديوانى الثانى الذى لم أستقر على عنوانه إلى الآن، ولكنى حددت بعض الملامح الداخلية للديوان الجديد، وتتمثل فى سيكولوجية الإنسان الخاصة فى جانبها المظلم وصراع الإنسان مع نفسه».

حسين حسنى:سأنشر كتابًا عن الهوية الثقافية المصرية فى وسائل التواصل الاجتماعى

عن بحثه المعنون بـ«استخدامات المتزوجين لوسائل التواصل الاجتماعى وعلاقتها بظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى»، فاز الدكتور والإعلامى حسين حسنى بجائزة الدولة التشجيعية فى مجال الإعلام والتواصل الاجتماعى وتكنولوجيا المعلومات.

«حسنى» يجمع بين الممارسة المهنية والرؤية الأكاديمية لمهنة الإعلام، صحفيًا ومرئيًا، إضافة إلى إسهاماته المجتمعية التى تصب فى صالح البيئة، وقال إن أهم ما يعنيه فى الفوز هو أنه يعيش فى وطن يقدر جهد أبنائه.

وأضاف: «من لم تكن أوطانه مفخرًا له فليس له فى موطن المجد مفخر.. لذلك أعظم ما فى جائزة الدولة أنها تحمل اسم مصر، وما أدراك ما مصر، بهيبتها وجلالها وتاريخها وحضارتها المرسومة على جبين الزمن»، مؤكدًا: «هذه الجائزة تضع الفائزين بها أمام مسئوليات كبيرة، وتشحن الفائز بها بطاقة لا حدود لها من الأمل ورغبة جامحة فى العطاء».

وأشار إلى أنه بعد الفوز بهذه الجائزة الرفيعة، سيتلمس الطريق لكل علم، كما يقول «هنريفور»، إن الشخص الذى يتوقف عن التعلم عجوز، سواء كان فى العشرين أو الثمانين، مؤكدًا: «سأواصل التعلم والبحث فى القضايا التى تهم المجتمع الذى نعيش فيه، لأن أداء الباحث أو الإعلامى يُقاس بقدر حجم نجاحه، وبقدر ما يقدمه لمجتمعه وما يسهم به فى بناء وطنه، وهذا أمر غاية فى الأهمية ونحن نعيش عصر الجمهورية الجديدة، الذى يحتاج منا جميعًا لأن نبذل قصارى جهدنا فى جميع مواقع عملنا».

وعن بحثه الفائز، بعنوان «استخدامات المتزوجين لوسائل التواصل الاجتماعى وعلاقتها بظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى»، وأبرز النتائج التى توصل إليها، قال «حسنى» إن البحث وصل إلى نتائج صادمة، تكشف كيف أن العلاقات الزوجية وصلت إلى حالة مزرية بفعل وسائل التواصل الاجتماعى، فبقدر ماحوّلت تلك الوسائل العالم إلى ما يشبه قرية صغيرة، فقربت البعيدين، بقدر ما فرقت بين بعض القريبين الذين يعيشون تحت سقف واحد فى غرفة واحدة.

وتابع: «السوشيال ميديا دقت مسمارًا فى نعش عش الزوجية، فحوّلته فى حالات كثيرة إلى ركام، بفعل الريبة والشك بين الأزواج، والمقارنات غيرالمنطقية، إضافة إلى تسهيل طرق الخيانة الزوجية، وجعل الأسرار الزوجية المقدسة على المشاع، وكلها أمور تفضى أحيانًا إلى الطلاق البائن، والطلاق العاطفى فى أحيانٍ كثيرة.. لذلك تأتى أهمية هذا البحث من خصوصية المرحلة التى تمر بها مصر وهى تنطلق نحو الجمهورية الجديدة، وما يتطلبه ذلك من تماسك مجتمعى، وتفادى أى اضطرابات داخل الأسر المصرية، التى تعد النواة الأولى التى يتكون منها المجتمع».

بدأ «حسنى» مسيرته صحفيًا، ويعمل الآن مذيعًا، وله بصمته المتميزة فى قناة «الغد»، كما حصل على درجة الدكتوراه فى مجال الإعلام.

وبسؤاله حول المطلوب الآن لتطوير مؤسساتنا الإعلامية والصحفية فى ظل منافسة مواقع التواصل الاجتماعى، قال: «إن المحنة التى يعيشها الإعلام فى معظم دول العالم لا سيما الإعلام الورقى، هى تلك الموجة من الزحف نحو وسائل التواصل الاجتماعى، التى التهمت النصيبب الأكبر من كعكة الإعلانات، مقابل العزوف عن الصحف الورقية التى باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة».

وأضاف: «هناك صحف جرى إعلان وفاتها بإغلاقها، وصحف أخرى قلصت أعداد صفحاتها بعد دخولها العناية المركزة، وهناك صحف وجدت الترياق فى التحوّل نحو الرقمنة».

وتابع: «لكن هذا التحوّل يصبح دون جدوى إن لم يكن مدروسًا ومخططًا له على مستويات عدة، أهمها: الاستعانة بالكوادر المدربة تدريبًا حقيقيًا على تقنيات الصحافة الرقمية، بجانب التحوّل فى فكر الإدارة الصحفية؛ ليناسب هذه النوعية من الصحف، فالفكران مختلفان بين ما هو رقمى وما هو تقليدى». 

وأكمل: «أضف إلى ذلك الدراسة الشاملة لاقتصاديات هذه النوعية من الصحف، بحيث يجرى العثور على مصادر التمويل، التى أصبحت صعبة فى ظل ما يعانيه العالم من أزمات اقتصادية. أما الحفاظ على ما تبقى من بعض الصحف الورقية، فيتطلب الاعتراف بأنها أصبحت خارج المنافسة فيما يتعلق بالسوق فى نشر الخبر، ومحاولة التوسع فى مواد الرأى، والتحقيقات الاستقصائية، واتباع أساليب إخراجية جذابة، إن كانت تريد أن تتفادى التحلل الورقى ولا ترغب فى التحوّل الرقمى، وإن كان بعض الصحف يمسك العصى من المنتصف، بالمحافظة على إصداراته الورقية مع وجود إصدارات إلكترونية لديه».

وأطلق «حسنى» العديد من المبادرات المجتمعية التى تدعم قضايا البيئة، مثل «الشجرة حياة»، وبسؤاله عن حضور قضايا البيئة فى إعلامنا المصرى والعربى الآن، قال: «مصر على موعد مع قمة المناخ (كوب ٢٧) المزمع عقدها فى مدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل، وتنظيم هذا الحدث الكبير فى دولة عربية هى مصر، دون شك، جعل وسائل الإعلام المصرية والعربية على حد سواء تتابع عن كثب التحضيرات لهذه القمة والفعاليات التمهيدية لها».

وتابع: «يجرى تسليط الضوء على قضايا البيئة والمناخ الملحة فى العالم العربى، ويبدو من خلال الفعاليات التمهيدية والتحضيرات، أن مصر مستعدة بالفعل لاستضافة هذا الحدث العالمى، ولديها إصرار على أن يخرج بالشكل الذى يليق بأكبر دولة عربية ومكانتها الدولية».

أما عن مشروعاته المستقبلية، فقال «حسنى»: «على المستوى البحثى، سيكون التناول الإعلامى لقضايا المناخ أولوية فى أبحاثى المقبلة، إضافة للحوار الوطنى. أما على مستوى المؤلفات فهناك كتابان، أحدهما خاص بالهوية الثقافية المصرية فى وسائل التواصل الاجتماعى، والآخر خاص بصناعة الوعى فى ظل حروب الجيل الرابع».