«حماية المستقبل».. «حياة كريمة» تكافح الزواج المبكر فى قرى الريف المصرى
تؤدى مبادرة «حياة كريمة» دورًا توعويًا بالغ الأهمية فى المجتمع، حيث تسعى لتصحيح المفاهيم بخصوص عدد من القضايا الاجتماعية والعادات والتقاليد السائدة والمرتبطة بالناس، ومن أبرز القضايا التى تناقشها الزواج المبكر، وهى الظاهرة التى لها آثار سلبية كارثية على ضحاياها.
وتبذل المبادرة هذا الجهد فى إطار المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، الذى يستهدف حماية الأسرة من الأزمات الاجتماعية، والحد من معدلات الطلاق المتزايدة فى الآونة الأخيرة.
وتسعى المبادرة، من خلال إطلاق قوافل ومحاضرات وورش عمل وتدريب، إلى التوعية بمخاطر الزواج المبكر، وأضراره النفسية والصحية على الفتيات وعلى الأسرة بجميع قرى ومراكز الريف المصرى.
وفى السطور التالية، تستعرض «الدستور» النتائج الإيجابية لتلك الجهود، من خلال الحديث مع عدد من المستفيدين منها.
آية عزازى: محاضرات حول الأضرار الصحية والنفسية للظاهرة
قالت آية عزازى، من مركز القصاصين بمحافظة الشرقية إحدى المستفيدات من جهود المبادرة، إن «حياة كريمة» تمكنت من إحداث تغيير جذرى ملحوظ فى حياة الكثير من فئات الشعب المصرى، من خلال ما قدمته من برامج فعالة لخدمة الأسر الأكثر احتياجًا، لافتة إلى أن أبرز تلك البرامج كانت التوعية بخطورة الزواج المبكر. وأضافت «آية» أن أهالى الريف المصرى يعانون غياب الوعى فى بعض الأمور والموضوعات الاجتماعية، وهو ما يؤثر بشكل سلبى على حياتهم وعلى شكل المجتمع.
وذكرت أن التوعية بخطورة الزواج المبكر تسهم فى حل العديد من المشكلات السائدة، ومنها مشكلة الطلاق التى أصبحت عائقًا كبيرًا فى المجتمعات المصرية، مشيرة إلى أن قرى محافظة الشرقية تشهد ارتفاعًا فى معدلات الزواج المبكر الذى تنتج عنه حالات طلاق مهولة.
وأكملت أن «حياة كريمة» جاءت لتنير عقول الأسر بالقرى، من خلال ما قدمته من ندوات توعوية فيما يخص خطورة الزواج المبكر وأضراره على الفتيات وعلى الأسرة بشكل عام.
وقالت إنها حضرت ندوة تناولت المشاكل الصحية والنفسية التى قد تصيب الفتاة جراء الزواج فى سن مبكرة، متمنية أن تستكمل المبادرة الرئاسية طريقها من أجل تغيير واقع المجتمع المصرى للأفضل.
مارى نبيل: الندوات تسهم فى تنوير عقول الناس
أكدت مارى نبيل، من أهالى مركز مطاى بمحافظة المنيا، أن مبادرة «حياة كريمة» لم تكتف بتطوير البنى التحتية فى القرى وتوفير الخدمات للأهالى، بل تسعى أيضًا لتوعيتهم بخطورة الزواج المبكر عن طريق عقد الندوات.
وأضافت «مارى»: «الزواج المبكر لا يزال منتشرًا، وللأسف ينتهى أغلب هذه الزيجات بالفشل، وتزداد معدلات الطلاق»، مؤكدة أن الندوات التى تعقدها «حياة كريمة» سيكون لها تأثير كبير فى التغلب على تلك المشكلة فى الصعيد.
وتابعت: «المبادرة الرئاسية تحرص على تنوير العقول، وتدريب الأهالى لجعل حياتهم أفضل»، مشيرة إلى أن هناك إقبالًا كبيرًا من أهالى مركز مطاى على حضور الندوات التوعوية، وعرفوا من خلالها أن هذا الزواج له مخاطر نفسية وصحية على الفتيات.
ووجهت الشكر للرئيس السيسى وجميع المسئولين عن مبادرة «حياة كريمة»، لاهتمامهم بهذه القضية المهمة.
عبدالله عامر: استهداف النساء من 18 إلى 45 عامًا بقرى المبادرة الرئاسية
ذكر عبدالله عامر، من أهالى قرية مركز العدوة بمحافظة المنيا، أن الندوات التوعوية تعقد فى قرى المحافظة منذ العام الماضى، بجهود محمودة من وزارة التضامن الاجتماعى، فى إطار اهتمامها بقضايا المرأة.
وأشاد «عامر» بدور الرائدات الريفيات، موضحًا: «فريق وزارة التضامن عقد ندوة لتسليط الضوء على مخاطر الزواج المبكر، وكان الحضور كبيرًا، خاصة من السيدات، من سن ١٨ حتى ٤٥ عامًا، ضمن حملة (بالوعى مصر بتتغير للأفضل)، وهى واحدة من مبادرات حياة كريمة فى المحافظات».
وأضاف: «الزواج المبكر منتشر فى القرى أكثر من المدن، وتحرص المبادرة الرئاسية على الاهتمام بقضايا المرأة، مثل الزواج المبكر والختان»، مشيرًا إلى أن الأهالى سعداء بمثل هذه المبادرات.