البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في المجمع العام لجمعية القديس بولس
استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في المجمع العام الحادي عشر لجمعية القديس بولس (Paolini)، وتُعقد أعماله في أريتشا بالقرب من روما، من التاسع والعشرين من مايو وحتى التاسع عشر من يونيو ٢٠٢٢. وقد سلّم الأب الأقدس المشاركين في أعمال المجمع العام كلمة أعدها للمناسبة.
في كلمته إلى المشاركين في المجمع العام الحادي عشر لجمعية القديس بولس سلط قداسة البابا فرنسيس الضوء على موضوع أعمال مجمعهم "تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم" (روما ١٢، ٢). مدعوون لنكون صانعي شركة لكي نعلن بشكل نبوي فرح الإنجيل في ثقافة الاتصالات". وأشار إلى أن عبارة "تجديد طريقة التفكير" هي محور اقتراح الحياة الروحية والرسولية الذي وضعه مؤسسهم الطوباوي جاكومو البيريوني، انطلاقا من خبرة القديس بولس. وتوقف بعدها عند كلمات الطوباوي البيريوني قائلا " إذا قام أحد بعمل صالح فذلك لأنه فكّر فيه، ثم أراده فقام به".
أشار البابا فرنسيس في الكلمة التي سلّمها إلى المشاركين في مجمع عام جمعية القديس بولس إلى أنه لا يكفي استخدام وسائل الاتصالات لنشر الرسالة المسيحية وتعليم الكنيسة، إذ ينبغي دمج هذه الرسالة في الثقافة الجديدة التي خلقتها الاتصالات الحديثة. ثقافة تأتي من وجود أشكال جديدة للاتصالات بلغات وتقنيات وتصرفات جديدة. ثم سلط الأب الأقدس الضوء على موضوع أساسي، كما قال، يتعلق بالعلاقات بين الأشخاص في عالم معلوم ومترابط بشكل كبير، وأشار إلى أنه موضوع رئيسي على الصعيد الإنساني والاجتماعي والكنسي. وأضاف أنه ينبغي التحقق لمعرفة إلى أي مدى تخلق اتصالاتنا التي أغنتها البيئة الرقمية بالفعل جسورًا، وتساهم في بناء ثقافة اللقاء.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرا إلى أن الطوباوي جاكومو البيريوني قد أرادهم مكرسين مدعوين للشهادة للإنجيل من خلال التفاني من أجل الرسالة.
ودعا الأب الأقدس من ثم إلى أن يتعلّموا من القديس بولس دائما الشغف بالإنجيل والروح الرسولية، وذكّر في الوقت نفسه بأن القديس بولس، وكما يظهر بوضوح في رسائله، لم يكن يعمل بمفرده، وإنما دائما بالتعاون مع رفاقه في الرسالة. وأضاف أنهم يتعلمون أيضا من القديس بولس أن يعملوا كفريق مع الآخرين، ويكونوا صانعي شركة. كما ودعا البابا فرنسيس إلى تعزيز أسلوب الشركة أولا فيما بينهم، وفي جماعاتهم وفي الرهبنة من خلال تطبيق السينودسية التي تُدعى الكنيسة كلها إلى التعمق فيها وممارستها على جميع المستويات. كما ودعاهم أيضا إلى أن يضعوا في خدمة هذه المسيرة موهبتهم، أي مساعدة الكنسية للسير معا من خلال تثمين وسائل الاتصالات بأفضل شكل. وشدد الأب الأقدس بالتالي على أهمية التعمق في موضوع: السينودسية والاتصالات. وأشار أيضا إلى أنهم مدعوون إلى عيش الشركة في الأخوّة، وفي العلاقات مع الجماعات الأبرشية التي يعيشون فيها، وبالطبع مع العائلة البولسية الكبيرة.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في أعمال المجمع العام الحادي عشر لجمعية القديس بولس حول موضوع "تَحَوَّلوا بِتَجَدُّدِ عُقولِكم" (روما ١٢، ٢). مدعوون لنكون صانعي شركة لكي نعلن بشكل نبوي فرح الإنجيل في ثقافة الاتصالات"، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على زيارتهم والتزامهم بخدمة الكنسية والبشارة، وقال: لترافقكم دائما مريم العذراء، سلطانة الرسل، في مسيرتكم.