سجلات متهالكة ومفقودات بملايين.. مفاجأت في متحف الفن الحديث
يملتىء ملف مقتنيات متحف الفن الحديث، بالعديد من المفاجأت، والكوارث التي لم تتوقف عند تحذير قطاع الفنون التشكيلية من التعامل بيعاً أو شراءً للعمل الفني «من وحي فنارات البحر الأحمر» للفنان الرائد الراحل عبدالهادي الجزار، المفقود من المتحف منذ سنوات، والذي ترددت معلومات عنه بعرضه للتسويق من أجل البيع من قبل أحد المجهولين.
لم تعد المخالفات والأزمات المتواجدة بالمتحف، إلى المسئولين عن قطاع الفنون التشكلية في الوقت الحالي، حيث تعود إلى سنوات ماضية، فمتحف الفن الحديث الذي يمتلك على الأوراق قرابة الـ17 ألف عمل فني متنوع، يعاني العديد من الأزمات، أبرزها فقدانه لبعض الأعمال وضياعها منذ سنوات بسبب عمليات الإعارة التي كانت تتم دون ضبط وربط حتى عام 1992 والتي تم تقيدها وتحديد من قبل الفنان فاروق حسني وزير الثقافة آنذاك، والذي أصدر قراره بعدم خروج أي عمل فني إعارة إلا بقرار وزاري، وهذا ما حمى العديد من الأعمال الفنية من الضياع، إنما الأعمال التي تم إعارتها قبل صدور القرار منذ عام 1945 حتى 1992، فقد المتحف العديد منها، رغم كونها تراث قومي لا يقدر بثمن.
ونرصد في هذا التقرير أبرز الأعمال المفقودة، والأزمات التي عانى منها المتحف، وسهلت عمليات فقدان الأعمال.
تهالك السجلات المحتفية
كشف مصدر بالمتحف – فضل عدم ذكر اسمه – أن السجلات المتحفية المدون فيها مقتنيات المتحف متهالكه بشكل كامل، ويوجد بعض الأوراق بها مفتقده، فضلًا عن ضياع أو فقدان العديد من الأوزنان المسجل فيه الأعمال المعارة والتي كانت تستخدم في الإعارة قبل صدور القرار الوزاري.
وأكد أن الأعمال المعارة، يقال أنها تقترب من 3500 عمل داخل مصر وخارجها، في السفارات، مؤكدًا أنه تم مخاطبة العديد من الجهات الرسمية، لإستعادة كافة الأعمال الفنية المعارة خارجيًا وداخليا، مشيرًا إلى أن هناك بعض الجهات استجابة وبعضه لم يستجيب، ولم ترد من الأساس على المخاطبات.
أعمال فنية مفقودة من مقتنيات متحف الفن الحديث
وفقد المتحف لما يقرب من الـ 1000 عمل فني من الأعمال المعارة، ولم يتم التعرف على مكان تواجدها حتى الآن، وهو ما حصلت «الدستور» على جزء من أسمائها، وأرقامهم في السجلات المتحفية، ومن بينها أعمال فقدت في أكاديمية الفنون المصرية، وهي كالتالي، رقم سجل "11971"، للفنان إسماعيل سامي، والصادر لها قرار وزاري (458) لسنة 1996، لا يوجد إيصال تسليم بالمتحف، و"11487"، يحيى على أبوحمده صادر لها قرار وزاري (458) لسنة 1996، لا يوجد إيصال تسليم، و"11715" حازم أحمد سيد بدوى، قرار وزاري (522) لسنة 1996، لا يوجد استمارة 111، و"11861"، سيف الإسلام عامر صقر، قرار وزاري (522) لسنة 1996، لا يوجد استمارة 111، و"11904"، سهير محمود عثمان، قرار وزاري (522) لسنة 1996، لا يوجد استمارة 111، و"11591"، فرحات زكى خلة، قرار وزاري (522) لسنة 1996، لا يوجد استمارة 111، "7483"، أرمنيوهى يعقوب بيكوتشيان، قرار وزاري (214) لسنة 1997، لا يوجد استمارة 111، و"5857"، عبدالمنعم كرارة، قرار وزاري (214) لسنة 1997، لا يوجد استمارة 111، و"8924"، فايز رزق أيوب، قرار وزاري (214) لسنة 1997، لا يوجد استمارة 111، و"4044"، هاجوب هاجوبيان، قرار وزاري (214) لسنة 1997، لا يوجد استمارة 111، و"7169"، وديع شنودة، قرار وزاري (214) لسنة 1997، لا يوجد استمارة 111.
بينما فقد قصر ثقافة الجيزة، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بعض المقتنيات المعارة إليه أيضا، ومن أهمها تمثال حواء وآدم، الخاص بالفنان إسحاق دانيال.
لوحات عبد الهادي الجزار المفقودة من الفن الحديث
ومن الأعمال التي فقدت للفنان الكبير عبد الهادي الجزار لوحة السد العالي، إلى جانب اللوحة الأخيرة التي أعلن عنها القطاع، وهي «من وحي فنارات البحر الأحمر»، ومن المؤكد أنها ليست الأخيرة طبقا للتصريحات السابقة للفنانة ليلى عفت أرملة الجزار.
وكانت «لوحة السد العالي»، مهداة إلى الاتحاد الإشتراكي منذ عشرات السنوات، ولم تعود إلى المتحف مرة أخرى، طبقًا للتصريحات السابقة لمسئولي الفن التشكيلي.