فضيحة جديدة.. «الفن الحديث» يفقد لوحة لـ«عبدالهادى الجزار».. و«الفنون التشكيلية» يحذر من بيعها
أزمة جديدة يمر بها قطاع الفنون التشكيلية في الوقت الحالي، عقب إصداره بيانا يحذر فيه من التعامل بيعاً أو شراءً للعمل الفني «من وحي فنارات البحر الأحمر» للفنان الرائد الراحل عبدالهادي الجزار، المفقود من المتحف منذ سنوات.
وقال القطاع في بيانه: «يحذر قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المصرية من التعامل بيعاً أو شراءً للعمل الفني (من وحي فنارات البحر الأحمر) للفنان الرائد الراحل عبدالهادي الجزار».
وتابع: «ويؤكد القطاع أن العمل تعود ملكيته لقطاع الفنون التشكيلية ومن مقتنيات المتحف المصري للفن الحديث، بعدما وردت إليه معلومات باحتمالية حدوث عملية احتيال مرتبطة بعرض لتسويق هذا العمل للبيع».
وأوضح القطاع أن العمل كان مُعاراً منذ عام 1971، ويُعد مفقوداً، وأن قطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة المصرية يحتفظون بالحق في اتخاذ كل الإجراءات القانونية في هذا الصدد للحفاظ على التراث الفني الوطني.
البيان لا يبرئ قطاع الفنون التشكيلية، من الإهمال، والفساد، والمخالفات المتواجدة بالمتحف منذ سنوات، ويعيدنا إلى ما نشرته «الدستور» في 14 مارس 2017، بعنوان «زوجة الجزار تفتح النار على قيادات الفن الحديث»، حيث اتهمت الفنانة ليلى عفت، زوجة الراحل الفنان التشكيلي العالمي عبدالهادي الجزار، متحف الفن الحديث، التابع لقطاع الفنون التشكيلية، بإهدار أعماله، إلى جانب أنه تسبب في فقد بعضها، بسبب إهمال القائمين على المتحف وقطاع الفنون التشكيلية أيضًا.
وأضافت ليلى عفت وقتها في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن متحف الفن الحديث، يقتني "35" عملا فنيا خاصا بالراحل عبدالهادي الجزار، وهو ما تؤكده الأوراق الرسمية، إلا أنها حال توجهها وابنتها الدكتورة ياسيمن، إلى المتحف للاطلاع والاطمئنان على أعمال الجزار، وجدتا أن اللوحات الموجودة 30 لوحة فقط، بينما لم يعلم القائمون على المتحف مصير اللوحات الخمسة.
وتابعت زوجة الجزار، أنهما حال مطالبتهما مدير متحف الفن الحديث بدخول المخازن للاطلاع على لوحات الراحل، رفضوا ذلك، وهو ما جلعهما يتقدمان بشكوى رسمية إلى الرقابة التي أرسلت معهما ضابط شرطة لمرافقتهما إلى المتحف مرة أخرى.
وأكدت أنه حال وصولهما، للمرة الثانية، للمتحف برفقة ضابط الشرطة الذي أرسلته الرقابة الإدارية، رفضت الدكتورة ضحى منير مدير المتحف حينها دخولهما المخازن، إلا أنهما أصرتا على الدخول، لافتة إلى أنه بعد فترة طويلة من مماطلة مديرة المتحف في منعهما من الدخول وافقت على دخولهما المخازن المتواجد بها لوحات الجزار.
وفؤجئت، بإلقاء اللوحات على الأرض وخروج بعضها من البراويز، إلى جانب تغيير لون لوحة "الدوامة" الخاصة بالجزار، الأمر الذي أبكاهما وأحزنهما بشكل كبير، بسبب الإهمال الضخم الذي ضرب اللوحات التي لا تقدر بثمن، وسوء حفظها بمتحف الفن الحديث.
وأشارت إلى أن لوحة "إنسان السد العالي"، هي إحدى اللوحات الخمس الخاصة بالجزار التي فقدها متحف الفن الحديث، مؤكدة أنهم لم يتمكنوا من معرفة أسماء اللوحات المفقودة، لأنه تم وضع أسماء لوحات خاصة بالجزار على أعمال ليست له، للتستر على فضائحهم، كذلك تم عمل نسخ مقلدة من أعماله لوضعها بالمتحف وتهريب الأعمال الأصلية.
وأكدت أن لوحة السد العالي كانت موجودة بمتحف الفن الحديث في 2014، إلا أنها أخفت مثل الأعمال الأربعة الأخرى التي لم يتم التعرف عليها حتى الآن، على الرغم من تقديم العديد من الشكاوى إلى وزراء الثقافة السابقين، وكذلك إلى الدكتور أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، الذي كان يشغل المنصب، في الوقت الذي اكتشفت فيه اختفاء اللوحات، إلا أنه لم يحدث شيء حتى الآن، على الرغم من تحويل القضية إلى النيابة الإدارية.
واستطردت أنها تمر بحالة حزن شديدة لفقدان المتحف لأعمال الجزار، وتحاول أن تفعل أي شيء من أجله ووقف نهب أعماله، إلا أنه لم تتمكن من ذلك بسبب المناظر والوحشة – على حد تعبيرها.