" مبارك" و" الشاطر".. "يوم ميلاد واحد وسجن واحد"
" حسني مبارك" و" خيرت الشاطر"..شاءت الأقدار أن يشتركا معا في تاريخ ميلادهما.. ليجمع بينهما كل عام "إطار واحد".. يستنبط منه المصريون حكما ومواعظ، ويكون شاهدا عما تفعله الأقدار بمصائر العباد.
ففي العام الماضي، قضى الرئيس المخلوع حسني مبارك، عيد ميلاده الـ 85، وهو محتجز في مستشفى سجن مزرعة طرة، على ذمة قضايا الاستيلاء على المال العام وقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير، بينما كان المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام، ينعم بالحياة الراغدة، بعد أن تمكنت جماعته من الوصول لكرسي الحكم، وتمكن هو شخصيا من حكم البلاد من وراء ستار.
أما اليوم فقد تبدلت الأدوار، حيث يحتفل "مبارك " بعيد ميلاده الـ86 خارج أسوار السجن، بعد أن أصدر نائب الحاكم العسكري قرارا بتحديد إقامته الجبرية بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، عقب صدور قرار من محكمة الجنح بإخلاء سبيله، من جميع القضايا المنسوبة إليه بعد انقضاء فترة الحبس الاحتياطي.
بينما يقضي " الشاطر" عيد ميلادة 64 داخل أسوار السجن، حيث يواجه مع قيادات الإخوان تهم القتل والتحريض على القتل، والشروع فى القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، وهي الأحداث التي أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 91 آخرين.
ولم يكن يتخيل" الشاطر"، أن يعود إلى السجن الذي دخله 6 مرات و قضى فيه 12 سنة بهذه السرعة، وإنما قد أعد لنفسه سيناريوهات أخرى للاحتفال بعيد ميلاده لهذا العام، وهو جالس على خزائن مصر.
ففي 22 أبريل 2013، وأثناء تواجده بمطار القاهرة الدولي للسفر لماليزيا، لملاقاة عدد من المسئولين هناك لنقل التجربة الماليزية لمصر – وحينما سئل عما إذا كان ينتوي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، قال: "أؤكد أنني لن أدخل أية انتخابات رئاسة أو أسعى لتولى أية مناصب قيادية في الدولة لأنني أكمل عامي الـ 64 هذا العام وأسعى للراحة حتى في أعمالي الخاصة، وأرى ضرورة أن تقتصر المناصب القيادية على الشباب، حيث إن المسؤولية تستلزم استعدادا ذهنيا وبدنيا كبيرا".
"الدكتاتور":
اسمه بالكامل محمد حسني السيد مبارك ولد في 4 مايو 1928، بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، والتحق بالكلية الحربية، وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية فبراير 1949، والتحق بسلاح المشاة، باللواء الثاني الميكانيكي لمدة 3 شهور، قبل أن تعلن كلية الطيران عن قبول دفعة جديدة، من خريجي الكلية الحربية، فتقدم "مبارك " للالتحاق بها، واجتاز الاختبارات مع أحد عشر ضابطاً قبلتهم الكلية، ليتغير مسار حياته تماما.
تقلد" مبارك" الحكم في 14 اكتوبر 1981، باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وتعتبر فترة حكمه رابع أطول فترة حكم في المنطقة العربية – من بين الحكام الذين مازالوا على قيد الحياة حالياً، بعد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والأطول بين ملوك ورؤساء مصر منذ محمد علي باشا.
" الرجل الحديدي":
ولد الشاطر بعد مبارك بـ22 عامًا وتحديدًا في 4 مايو عام 1950 بمحافظة الدقهلية، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة الإسكندرية، وعمل بعد تخرجه معيدًا ثم مدرسًا مساعدًا بجامعة المنصورة حتى عام 1981، متزوج من المهندسة «عزة توفيق» وله ثمانية من البنات وولدان وستة عشر حفيدا.
انضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1974، وبعدما نال ثقة أعضائها أصبح عضوًا بمكتب الإرشاد عام 1995، ثم تدرج في الجماعة ليصبح نائب ثاني للمرشد السابق محمد مهدي عاكف، ثم نائب أول للمرشد الحالي الدكتور محمد بديع.