رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقييد أحدهم وضرب آخر.. متى ينتهي الاعتداء على الأطباء؟

متى ينتهي الاعتداء
متى ينتهي الاعتداء على الأطباء

كانت ليلة باردة تليق بشتاء العام الماضي، حيث كان إسلام.ع، أحد أطباء الطوارئ، مكلف بـ«نبطشية» في عمله مرت الساعات ولم يكن هناك عمل سوى المرور على بعض المرضى المحجوزين في الصباح فقط.

ومع انتصاف الليل أو أكثر قليلًا، دخل المستشفى شخص محمول على كتف ثلاثة من أصدقاءه ويعاني من قطع وجرح كبير في كتفه وكف يده، ناتج عن مشاجرة بينه وبين بعض الجيران، وفي ذلك الوقت كان الطبيب المكلف لازال في دورية المرور.

يقول إسلام: «لما جيت بعد شوية وقت لأني كنت بخلص المرور على المرضى، لاقيت الرجالة اللي معاه بيتعاملوا بأسلوب وحش جدًا لأني اتأخرت، حاولت أهديهم أن التأخير كان ناتجا عن المرور على مرضى آخرين دون جدوى».

تعرض طبيب الطوارئ بعد مشادة كلامية مع ذوي المريض، للاعتداء اللفظي والتشاجر بالأيدي معهم: «الموظفين حاولوا يهدوني لكن فيه مرضى تستحق الرد عليها لازم يكون فيه قانون بيمنع الاعتداء على الأطباء».

يقول: «أهل المريض بيكونوا مش في وعيهم بسبب خوفهم على المريض، ودا شيء مقدر بالنسبة لينا كأطباء لكنه غير مبرر للاعتداء علينا أو إلحاق أي أذى بينا خاصة أن إهانة الطبيب في مصر أصبحت شيء معتاد».

ما حدث لـ«إسلام» لم يكن جديدًا في القطاع الطبي، فالكثير من الأطباء يتعرضون للاعتداء تحديدًا في النبطشيات الليلية لهم، في وقت ضعفت فيه القوانين التي تكفل حماية للأطباء من بعض المرضى.

ففي مايو الماضي، قام مرافق لأحد المرضى بالاعتداء على طبيب جراحة يعمل بمستشفى القاهرة الجديدة وأصيب الطبيب بكسر بعظام الجمجمة وتجمع دموي بالجيوب الأنفية وارتجاج بالمخ وكدمات بالرأس.

وكانت المريضة التى تبلغ من العمر ١٣ عامًا حضرت بمرافقة والدتها وأحد الأشخاص وكانت تعاني من جرح بالقدم، وعلى إثر الاعتداء الذى تم حضرت الشرطة للمستشفى، وأثناء إسعاف الطبيب فوجئ بتقييده أثناء علاجه بالمستشفى ووضع الكلبشات بيد.

وسبقها واقعة تعدي مرافقو مريض على وكيل مستشفى السويس العام، لرفضه تواجدهم بالمستشفى ومطالبتهم بالانصراف، وقد ألقى أمن السويس القبض على المتهمين وحرر محضر بالواقعة.

بدأت الواقعة حين وصل المتعدين مع المريض إلى قسم الطوارئ، وعقب استلام الأطباء للحالة والتعامل معها وتشخيصها طالبهم الدكتور بالخروج وترك الحالة في رعاية الأطباء لاستكمال الإجراءات الطبية تحت إشرافه، إلا أنهم رفضوا وتعدوا عليه بالضرب.

وسبق وتقدم النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بمشروع قانون جديد بشأن الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية، وذلك لتغليظ عقوبة الاعتداء على الفريق الطبي بكافة المسشفيات، بعد تكرار هذه الظاهرة خلال الفترة الأخيرة، ومعالجتها تشريعيًا، حرصًا على أداء مهمة الفريق الطبي.

وجاء القانون تقديرًا لمهنة الطب، باعتبارها من أهم المهن الإنسانية التي تمثل مكانة عالية في المجتمع، وما لها من دور هام في الحفاظ على صحة الإنسان، ونظرًا لما تتميز به عن باقي المهن من كونها محفوفة بكثير من المهام التى تجعلها مقدرة من جموع الناس، وفي ضوء تكرار حالات التعدي على أبنائها من الفريق الطبي، وخاصة الأطباء ومعاونيهم في المستشفيات التي تنتشر بجميع محافظات الجمهورية.

وفي وقت ذروة فيروس كورونا خلال العام 2020، تعرض وليد.م، أحد أطباء الجراحة العامة، إلى الاعتداء بسبب رفضه إجراء جراحة لأحد المرضى دون المرور بالاجراءات المُتبعة في الخاصة بفيروس كورونا.

يقول: «أهل المريض رفضوا عمل أي إجراءات احترازية قبل دخول العمليات ودا متبع في المستشفى ولازم يتم قبل دخول غرفة العمليات، وحاولنا إقناعهم أكتر من مرة باتباع الإجراءات قبل العملية لكن رفضوا».

بحسب رواية الطبيب قام ذوي المريض بالاعتداء عليه وسبه أمام زملاؤه ولم يتوانوا عن ذلك الفعل إلا عقب تهديدهم بإبلاغ الشرطة والنقابة: «لا بد من قوانين تحمي الأطباء الاعتداء الموجه إليهم من قبل المرضى».