«حالة وجدانية مختلفة».. ذكريات أسامة أنور عكاشة مع الإسكندرية
12 عاما مرت على وفاة الكاتب أسامة أنور عكاشة، إذ رحل عن عالمنا في 28 مايو لعام 2010، بعد أيام من دخوله غرفة العناية المركزة بمستشفى وادي النيل، وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، كما تعتبر أعماله التليفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والوطن العربي.
"الكتابة عندي هي لقاء مع من أحب.. سفر وترحال في زورقى الفضي للبحث عن اللا نهائي.. والمجهول.. التنقل بين الحروف ليس صناعتي.. ولكنها هوايتي وحبي وعذابي.. عندما أمسك الورقة والقلم، فإن المعاني تتدفق والكلمات تسترسل، لا أميل إلى (التبييض)، وما أكتبه للمرة الأولى يتم طبعه، وإذا حدث وكان هناك تعديل معين فإن ذلك يتم بعد الاتفاق مع المخرج".. هكذا تحدث أسامة أنور عكاشة عن الكتابة بالنسبة له.
رغم أن أسامة أنور عكاشة (27 يوليو 1941 - 28 مايو 2010)، من مواليد محافظة الغربية وتحديدا مدينة طنطا، وحصوله على ليسانس الآداب من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية بجامعة عين شمس، وعمله بعد تخرجه إخصائي اجتماعي في مؤسسة لرعاية الأحداث، كما عمل مدرسا في مدرسة بمحافظة أسيوط وذلك خلال لفترة من عام 1963 إلى 1964، ثم انتقل للعمل بإدارة العلاقات العامة بديوان محافظة كفر الشيخ خلال الفترة من 1964 إلى 1966، وانتقل بعدها للعمل كإخصائي اجتماعي في رعاية الشباب بجامعة الأزهر وذلك من 1966 إلى 1982 عندما قدم استقالته ليتفرغ للكتابة والتأليف، إلا أن له ذكريات عديدة تجمعه بالإسكندرية، وكان يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله، وهو ما أكده في حوار له بجريدة "الجمهورية" بعددها الصادر بتاريخ 30 أكتوبر لعام 1987 قائلا: "الإسكندرية هي ملاذي، وعلاقتي بها بدأت منذ فترة طويلة، عندما كنت في مقتبل العمر، وعشقي للبحر لا حدود له فهو المتنفس.. والهروب.. والحقيقة.. والخيال.. لذلك لا أكتب إلا في الإسكندرية.. فأنا هناك أعيش حالة وجدانية مختلفة عن العيشة في أي مكان آخر في العالم".
وتابع: الكتابة تركيز وحشد لكل ملكاتك وإمكاناتك ووجدانك وأحاسيس الفنان معرضة للخدش دائما، لذلك يجب عليه أن يصونها، مستطردا: أعيش حاليًا مرحلة النضوج.. أعترف أن عجلة التليفزيون قد أخذتني ولذلك فإنتاجي مدتفق لذلك لا أشكو من الإقلال، وأحاول انتهاز المرحلة النشطة التي أحياها، ولهذا السبب فأنا أعيشها تماما.
وأضاف: نعم.. الإسكندرية تتطلب أن أعد طعامي لنفسي، وهذا في حد ذاته تجربة عظيمة أن يكون الإنسان عزبا باختياره وممكن أن تكون مسئولا عن نفسك، ولست في حاجة إلى الاعتماد على الغير.