مرصد حقوقى يدعو إلى الإسراع في إنهاء حصار مدينة تعز اليمنية
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأطراف ذات العلاقة بالنزاع في اليمن إلى العمل على نحو جاد وسريع لإنهاء حصار مدينة تعز، واتخاذ جميع الخطوات الممكنة؛ للحد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون هناك.
وذكر المرصد الأورومتوسطي - في بيان أوردته قناة اليمن الفضائية - إن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في تعز تحتم على أطراف النزاع والأمم المتحدة إيلاء قضية فك حصار المدينة أهمية قصوى في التفاهمات الجارية، وخصوصا في ظل الهدنة القائمة، معربا عن أمله في أن تسهم المحادثات المباشرة التي بدأت أمس في العاصمة الأردنية (عمان) بين وفدي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في فتح الطرق والمعابر في تعز وبقية المناطق، وتمكين السكان من ممارسة حقهم في حرية الحركة والتنقل.
وأشار المرصد إلى أن جماعة الحوثي التي تسيطر منذ 2015 على معظم المنافذ الحيوية لمدينة تعز، وتواصل إغلاق طرق الإمداد وتعيق تدفق المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، إضافة إلى تقييد حركة تنقل السكان ودفعهم إلى اتخاذ طرق بعيدة ووعرة وخطيرة تسببت بوفاة العشرات منهم في حوادث منفصلة خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن عمليات القصف والقنص التي نفذتها جماعة الحوثي بوتيرة متفاوتة خلال الأعوام السبعة الماضية أدت إلى مقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف، إذ وثّق تقرير حقوقي مقتل 365 مدنياً نتيجة عمليات القنص التي نفذها مسلحو الجماعة في المدينة في المدة بين 2015 وحتى نهاية 2020.
وبيّن أن حصار المدينة تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية على مختلف الأصعدة، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل كبير نتيجة ارتفاع تكاليف النقل لطول وخطورة الطرق، إضافة إلى نقص المياه الصالحة للشرب، وضعف مستوى الخدمات الطبية المقدمة للسكان وصعوبة الحصول عليها.
كما تسبب النزاع الدائر في اليمن منذ أكثر من 7 سنوات بإضعاف السكان على نحو غير مسبوق، إذ بات نحو 23.4 مليون يمني (73% من السكان) يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، كما أجبرت العمليات العسكرية نحو 4.3 مليون يمني على النزوح داخليًا حتى شهر مارس 2022، يعيش نحو 40% منهم في مواقع نزوح غير رسمية ولا يحصلون على الخدمات الأساسية بشكل كاف، وفي كثير من الأحيان تكون تلك الخدمات غير موجودة.
وحث المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جماعة الحوثي على الوفاء بتعهداتها بموجب اتفاق الهدنة، وفتح الطرق والمعابر في مدينة تعز وإنهاء عزلها عن باقي المحافظات اليمنية، وعدم تأخير أو ربط هذا الملف الإنساني بملفات سياسية أو ميدانية أخرى.
ودعا المرصد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج إلى العمل مع جميع الأطراف في اليمن لتمديد الهدنة القائمة، بما قد يمهد إلى وقف شامل ونهائي للعمليات العسكرية، ويهيئ الأجواء لإطلاق حوار بناء بغية التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع تسمح بإنقاذ ملايين اليمنيين من خطر المجاعة.