معاناة المواطنين فى الدقهلية
أكثر من عشرين عاماً وأنا أسافر أسبوعيا إلى المنصورة عن طريق القاهرة ــ الإسكندرية الزراعى وكنت أسير على هذا الطريق حينما كان اتجاهاً واحداً فى المسافة من بنها إلى المنصورة وكانت الرحلة عليه متعة، اليوم أصحبت عذاباً وأكاد أشفق على السيارات قبل المواطنين من كثرة المطبات والحفر وأعمال الصيانة التى لا تنتهى وبعد أن كان يستغرق الطريق ساعة ونصف من الممكن أن يأخذ نصف يوم من عمرنا،
فالحكومة تقوم بعمل كبارى وصيانة فى كل مداخل ومخارج الدقهلية فى توقيت واحد، عند مزلقان ميت غمر يتم إنشاء كوبرى علوى وبسببه تم تحويل الطريق لمسافة كيلو متر فى وقت الذروة تتجاوز الثلاث ساعات وحينما تصل مدينة أجا تجد كوبرى تحت الإنشاء شهد حتى الآن أربعة رؤساء جمهورية (مبارك- طنطاوى- مرسى- منصور) ونتمنى أن يفتتحه الرئيس الخامس قبل رحيله، وبعد مواصلة السير للمنصورة عند سندوب تجد مطلع الكوبرى الدائرى مغلقاً للصيانة منذ شهور، ثم الصدمة الكبرى بعد كيلو على كوبرى الجامعة الذى أصبح بمثابة أشغال شاقة للمواطنين بسبب مائة متر صيانة تحتاج إلى إعادة رصف بعد أن تم حفرها وتركها حتى تصبح زنزانة للعذاب، ملايين الجنيهات تتكبدها الدولة من وقود السيارات وأيضا الضغط المستمر على الكوبرى الذى يعبر النيل بسبب تكدس السيارات عليه، مرضى يموتون ومصالح تتعطل للمواطنين وكأن المحافظة ليس فيها مسئول يتابع، شهور كثيرة وأنا أسير على هذا الكوبرى، والأمر كما هو لا جديد فيه وأنا فى غاية الإشفاق على المواطنين الذين يستخدمونه يوميا.
وإذا كنت عاقاً لوالديك حاول استخدام طريق بديل فلن تجد إلا طريق طلخا فسوف تكره اليوم الذى ولدت فيه لأن المحافظة بدأت فى إنشاء كوبرى جديد على مزلقان القطار قد يستغرق سنوات والداخل إلى طلخا مفقود والخارج منها مولود، شىء غريب وعجيب أن يتم فى وقت واحد إنشاء وصيانة مداخل ومخارج المنصورة والأعمال التى تحتاج ساعات تستغرق شهوراً وسنين، جعلت من عروس الدلتا مأتماً وعذاباً، أنا لن أتحدث عن معاناة المواطنين داخل المدينة مع الشوارع المسكرة والمطبات والقمامة والإشغالات والباعة الجائلين حتى المواصلات العامة كارثة كبرى فبدلا من التفكير فى وسيلة نقل جماعى محترمة ترك المسئولون فى المحافظة المواطنين فريسة وضحية لسائقى التاكسى والسرفيس الذين يُغالون فى الأجرة ويرفضون توصيلهم لكثير من أحياء المنصورة رغم أنها بجميع أحيائها وضواحيها بمثابة حى فى القاهرة.
الدكتور سعد الجيوشى ــ الرئيس الجديد للهيئة العامة للطرق والكبارى ــ رجل صادق ومحترم وأنا على ثقة أنه سوف ينهى معاناة المواطنين فى الدقهلية فى أقرب فرصة وسوف يحاسب الشركات المتقاعسة كما وعدنى، نتمنى أن تعود المنصورة عروسا للدلتا ومدينة جميلة كما كانت، حتى يستمتع بها أهلها وزوارها وأن يعلم مسئولوها أنهم فى مواقعهم لخدمة المواطنين وأن عصر الجلوس فى المكاتب انتهى وأن يقتدوا برئيس الوزراء الذى يقضى معظم وقته فى الشوارع والميادين مع المواطنين، وأن المنصب أصبح تكليفاً وليس تشريفاً وظروف مصر اليوم تحتاج للمسئول الذى يرحم المواطنين ويرفع المعاناة عنهم وليس للمسئول العبء عليهم والذى لا يشعر بهمومهم، المشكلة ليست نقص فى الإمكانيات بقدر ما هى نقص فى الضمير والإخلاص.
■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.