رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فورمة الموت».. «بيج ياسمين» تدق ناقوس خطر المكملات الغذائية

فتاة في الجيم
فتاة في الجيم

في الأيام القليلة الماضية، تصدرت فتاة تدعى «بيج ياسمين» محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي، جسدها لا يشبه نوع جنسها، فهي أنثى لازمت صالات «الجيم» لسنوات عدة، وكونت جسدًا ملئ بالكتلات العضلية الضخمة.

اختلفت الآراء كثيرًا حول ما فعلته الفتاة الثلاثينية في نفسها، فهناك من دعمها على إصرارها لتكوين الجسم المثالي الذي يساعدها في المشاركة ببطولات كمال الأجسام، كما حذرها الكثيرون مما يمكن أن ينتج عن هذه الممارسات من آثار سلبية خطيرة.

«بيج ياسمين»

«الدستور» تواصلت مع المختصين حول الأمر، لتوضيح مدى خطورة اتجاه النساء لتناول الهرمونات والمكملات الغذائية، التي تساعد في بناء العضلات. 

مدرب كمال أجسام: حالة شاذة لا يجب اتخاذها قدوة إطلاقًا

قال الكابتن مصطفى عويس، المدرب القومي لدى الاتحاد المصري لكمال الأجسام، إن ممارسة الرياضة ليست حكرًا على أحد، لكن هناك بعض الرياضات لا تليق بالمرأة، كونها أثنى لها كيانها وطبيعتها التي خُلقت على أساسهما.

وأضاف: «حالة الفتاة المذكورة شاذة تمامًا، ولا يجب اتخاذها كقدوة من قبل الفتيات إطلاقًا، فمن الصعب أن تظهر المرأة بمظهر الرجال، وخاصة في مجتمعنا المصري الذي لا يقبل بمثل هذه التقاليد والممارسات غير الطبيعية».

أشار مدرب جامعة النهضة بمحافظة بني سويف، إلى ضرورة التفريق في ممارسة الفتيات للرياضة داخل صالات الجيم، بين التخسيس أو اللياقة البدنية، وبين السعي لتغيير الفسيولوجية الجسدية، والظهور بعضلات الشباب.

الكابتن مصطفى عويس

وتابع أن «الفتيات اللاتي يتدربن داخل الصالات لا يظهرن بهذا الشكل إطلاقًا، وبالتأكيد تتعاطى ياسمين منشطات ذكورية، تعمل على التغيير من طبيعتها الأنثوية، وهناك أضرارا جسيمة لتعاطي هذه الهرمونات، وخاصة في حالتها وهي مريضة بتضخم القلب».

ووجه «عويس» في ختام حديثه مع «الدستور»، نصيحته للفتيات بضرورة عدم تقليد المثال المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي نهائيًا، فهي تحتاج للخضوع إلى العلاج البدني قبل دخول مرحلة الخطر الذي لا رجعة فيه، لكن يمكن للفتيات ممارسة الرياضة داخل صالات الجيم بالشكل الطبيعي للوصول إلى الجسم المثالي.

إخصائية التغذية العلاجية: تناول الفتيات للهرمونات الذكورية يحرمهن من الإنجاب

فيما حذرت الدكتورة منال الحسيني، إخصائية التغذية العلاجية، في بداية حديثها مع «الدستور»، من خطر تناول الفتيات للهرمونات الذكورية، مؤكدة أن ذلك يسبب لهم أمراض خطيرة، أبرزها عدم القدرة على الزواج أو الإنجاب نهائيًا.

وأوضحت: «لا يمكن لأي فتاة أن تبني عضلات جسدها بهذا الشكل دون تناول الهرمونات الذكورية (هرمون التستوستيرون)، والتي تعمل على تقوية العضلات الجسدية، وتغيير المظهر الجسماني بالشكل الذي شاهدناه مؤخرًا».

ونوهت إخصائية التغذية العلاجية، إلى أن تعاطي هذه الهرمونات يمثل خطرًا كبيرًا على الرجال في الأساس، ويكون الخطر مضاعفًا بالنسبة للفتيات، فالأعراض تتمثل في حدوث خلل كبير في الدورة الشهرية لديهن، وظهور الشعر بكثافة في الوجه والجسم.

وعن بقية الأعراض الخطرة تقول: «يمكن أن تصيبهن أيضًا بالفشل الكلوي، وأمراض القلب والسكر والضغط، فضلًا عن حدوث مشكلات في الغدة الدرقية، وتراكم الدهون على الكبد، وأيضًا الإصابة بالسرطان، وفي النهاية التعرض للوفاة».

طبيبة نفسية: اضطراب الهوية الجندرية يجب علاجه منذ الصغر

أكدت الدكتورة شيرين ممدوح، إخصائية الطب النفسى بمستشفى الدكتور عمر شاهين للصحة النفسية، أن هناك العديد من الحالات (ذكور وإناث) التي ترغب في تغيير طبيعة الجسد، كونهم مصابون بأمراض نفسية لا تجعلهم قادرين على تحمل جسدهم بالشكل الذي خُلقوا عليه.

واستكملت: «يُعرف هذا المرض باسم اضطرابات الهوية الجندرية، ويصيب الأشخاص الذين يعانون من عدم الراحة حول الجنس الذي ولدوا به، وتبدأ أعراضه منذ الصغر، حين ترغب الفتاة على سبيل المثال في ارتداء ملابس الشباب أو بناء العضلات مثلهم».

اضطراب الهوية الجندرية

تعرف جمعية الطب الناسي الأمريكية، اضطراب الهوية الجندرية، أنه انعكاس حقيقي للتعارض بين الهوية الجنسية ينتج عنه امتناع من داخل الفرد نفسه في أن يصبح ذكرا أو أنثى.

أما عن الحل، أشارت الطبيبة إلى أن غالبًا ما يقوم أولياء الأمور بعرض أطفالهم على الإخصائيين النفسيين فور اكتشافهم للإصابة باضطراب الهوية الجندرية، وهنا يكون دور الطبيب هو العلاج الإكلينيكي بإعادة تأسيس وبناء هذه الهوية الجندرية وفق الهوية الجنسية الحقيقية.