طارق عامر: التخلى عن مرونة سعر الصرف فى أزمة كورونا كان لحماية المجتمع من الإصابة بصدمة سعرية
قال طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، إن مصر تدخلت بالاحتياطيات الدولية خلال فترة أزمة كورونا، ولم تترك سعر الصرف، مضيفًا: “اخترنا أن نهاجر من مرونة سعر الصرف حتى لا يصاب المجتمع بصدمة سعرية”.
وأضاف، في كلمته خلال مؤتمر اتحاد المصارف العربية، اليوم الأربعاء، أنه خلال بدايات أزمة كورونا حدث خروج للاستثمارات الأجنبية بحوالي 15 مليار دولار في غضون 3 شهور.
وتابع: انخفض الاحتياطي من مستوى فوق 45 مليار دولار، إلى حوالي 36 مليار دولار، كما تم استخدام السيولة المتاحة في البنوك حتى تتمكن مصر من الالتزام في سداد الالتزامات، مضيفًا: "في الأزمات لا بد أن تكون هناك مرونة في التعامل".
وقال عامر، إن هذه السياسات منعت الصدمة التضخمية نتيجة انخفاض سعر الصرف، وذلك عن الدولة والبنوك والشركات وأفراد المجتمع ككل.
وأضاف محافظ البنك المركزي، أنه لا شك أن الدول العربية ستتجاوز الأزمة الاقتصادية المستوردة من الخارج، وأن مصر لديها ذات الثقة في التعامل مع هذه الأزمة.
وأشار عامر إلى أن البنك المركزي المصري يتعامل بثقة وبقوة في مواجهة تلك الأزمات، ولا يخشى منها.
وأكد أنه من أجل ذلك تم بناء القدرات والاحتياطيات الأجنبية من خلال تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي في 2016، والتي تعتبر أمان المجتمعات في مواجهة أي تقلبات اقتصادية.
وتابع عامر أنه تم بناء قدرات عالية للبنوك المصرية والتي تتمتع بنسب سيولة عالية.
من جانبه، أضاف محمد الإتربي، رئيس اتحاد بنوك مصر، ونائب رئيس اتحاد المصارف العربية، إن العالم مقبل على تغيير جذري في خريطة الطاقة، ما يدفع لأهمية تركيز البنوك على التوسع في تمويل مجالات الطاقة المتجددة، خاصة مشروعات الهيدروجين الأخضر التي سيكون لها دور أساسي ومؤثر في المرحلة المقبلة.
وشدد الإتربي، خلال كلمته في المؤتمر المصرفي العربي السنوي 2022، والذي يعقده اتحاد المصارف العربية بالقاهرة، اليوم الأربعاء، على ضرورة العمل على استراتيجية متكاملة متعددة المحاور لمواكبة التطورات الحاصلة والتحديات الاقتصادية للأزمة العالمية الحالية، والتنوع في سبل تمويل مجالات الطاقة المتجددة، وإعادة النظر في طرق البنوك وأدواتها لدعم المجالات الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف أنه يجب تنشيط التحالفات المالية والمصرفية بين الدول العربية، مع تعزيز الاستثمار في العنصر البشري لزيادة القدرات الفنية وضرورة الإسراع في مجهودات الرقمنة والتحول الرقمي.
وأكد محمد الإتربي أن البنك المركزي قام بجهود كبيرة في التحول الرقمي على مدار السنوات الأخيرة، ما ساهم في التغلب على تحديات كوفيد 19.
وقال إن الموجات التضخمية العالمية التي تشهدها الأسواق، وموجات الارتفاعات بأسعار السلع الأساسية تسببت في ظهور شبح الركود التضخمي، وهو ما انعكس في أسعار الطاقة والسلع، خاصة في ظل تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف أن الأزمة الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على الكثير من الدول، لاسيما في ظل ارتباط أغلب الدول بعلاقات والتزامات مع كلا الطرفين.