مصر في الصحف الدولية| الاكتفاء الذاتي من القمح واستعدادات «كوب 27»
تناولت الصحف والمنصات الدولية، اليوم، العديد من الأحداث، والأخبار المهمة المتعلقة بمصر، من بينها جهود الدولة؛ لتأمين إمدادات القمح، بهدف تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين، وسط تداعيات الأزمة العالمية الراهنة، إضافة إلى جهودها؛ لتعزيز مشروعات الطاقة الخضراء، ومكافحة تغير المناخ في ضوء استعدادها؛ لاستضافة "كوب ٢٧".
كما اهتمت الصحف برصد تحركات الدولة، في ملف الغاز الطبيعي، ودور قارة إفريقيا في تأمين جزء من احتياجات الاتحاد الأوروبي، وتصدرها قائمة الإمدادات البديلة، فضلًا عن جهود الدولة؛ لتنشيط قطاع السياحة، واستهداف أسواق جديدة؛ لجذب المزيد من الزوار منها.
وترصد "الدستور" أبرز ما جاء في تلك التقارير.
«ذا ناشيونال»: مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح
أكدت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أن مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في السنوات القليلة المقبلة، من خلال الإجراءات الجادة التي تتخذها الدولة لتعزيز إنتاجية محصول القمح، كجزء من جهودها لتأمين وارداتها من تلك السلعة الاستراتيجية، ومواجهة أسعار القمح القياسية المرتفعة في الأسواق العالمية في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن مصر نجحت في الاستجابة بشكل سريع لتداعيات الأزمة الروسية ومعالجتها؛ حيث قامت باتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من الأثر الاقتصادي للأزمة وضمان الأمن الغذائي للمواطنين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تحصد مصر 10 ملايين طن من القمح هذا العام، بزيادة مليون طن عن العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أنه في ضوء هذه الإجراءات تقوم الحكومة بتطبيق قانون جديد لمحاربة التداول غير القانوني لمحصول القمح المحلي، حيث يحظر القانون تداول القمح بين المزارعين دون موافقة حكومية مسبقة، كما يلزم المزارعين ببيع 60 في المائة من محصولهم من القمح للحكومة، بهدف دعم القدرة التنافسية للإنتاج الزراعى من القمح محليًا.
وتابعت: "تخطط الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة 65 في المائة في السنوات القليلة المقبلة، حيث يتم ضم مئات الآلاف من مساحات الأراضي الزراعية إلى المناطق الزراعية من خلال مشاريع استصلاح ضخمة، وبلغت تكلفة الإجراءات التي تم اتخاذها لتأمين تسليم القمح المزروع محليًا إلى الدولة هذا العام 36 مليار جنيه مصري".
وبيَّنت أنه بالإضافة إلى زيادة المساحات المزروعة، شملت الإجراءات التى اتخذتها الدولة لتعزيز إنتاجية محصول القمح محليًا أيضا تعزيز السعة التخزينية الاستراتيجية لصوامع القمح، ناهيك عن الحوافز المالية الجديدة المقدمة للمزارعين والفلاحين لتعظيم العائد المادى والاقتصادى لهم".
ويأتي موسم حصاد القمح هذا العام مع تبني الدولة المشروع القومى لإنشاء الصوامع، حيث تم إنشاء مجموعة من الصوامع بطاقة تخزينية نحو 6 ملايين طن، وهي الكمية المستهدف الوصول لها مع نهاية موسم حصاد القمح.
وفي سياق متصل، ثمنت الصحيفة في ذات التقرير الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية، ومنها: حظر تصدير المواد الغذائية الرئيسية، وخفض البنك المركزي لقيمة العملة بنسبة 14 في المائة ، وفتح مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج دعم جديد، إضافة إلى ضخ مليارات الدولارات في صورة استثمارات بدعم من دول الخليج العربي.
«المونيتور»: مصر تكثف جهودها لتنفيذ مشروعات الطاقة الخضراء قبل «كوب 27»
قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن مصر تكثف جهودها؛ لتوسيع نطاق تنفيذها لمشروعات الطاقة الخضراء في إطار استعدادها؛ لاستضافة مؤتمر المناخ العالمي "COP 27" الذي من المقرر أن يعقد في شرم الشيخ في نوفمبر من هذا العام.
وأضاف الموقع إنه "باستضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ٢٠٢٢ فإنها بذلك تضع نفسها على خريطة الدول الخضراء التي تنظر لقضايا مكافحة تغير المناخ وحماية البيئة كأولوية قصوى ضمن أولويات سياسات الدولة"، مشددة على أهمية المشروعات الخضراء كونها تمثل قيمة مضافة للاقتصاد المصري.
وأشار الموقع إلى إعلان وزير البترول والثروة المعدنية، طارق الملا، في وقت سابق من الشهر الجاري أنه يجري حالياً التخطيط لتنفيذ 3 مشروعات في مجال البتروكيماويات الخضراء، باستثمارات تتجاوز 1.2 مليار دولار؛ تشمل مصنعًا لإنتاج الوقود الحيوي بقيمة 600 مليون دولار، ومشروع لإنتاج البلاستيك القابل للتحلل، وآخر لتحويل مخلفات البلاستيك إلى زيت لاستخدامه كمادة خام لتصنيع البولي إيثيلين.
ونقل الموقع عن طارق الملا قوله إن القطاع نجح بالتعاون مع شركائه الأجانب في الانتهاء من تنفيذ 13 مشروعاً لتدفيع غازات الشعلة واستغلالها كوقود لتشغيل المولدات والأفران بديلاً عن السولار في 10 شركات تابعة للقطاع، وكذلك الانتهاء من تنفيذ 88 مشروعاً لتحسين كفاءة الطاقة وخفض استهلاك الكهرباء في 31 شركة، فضلاً عن تركيب وتشغيل خلايا الطاقة الشمسية في 21 شركة بقدرة إجمالية 1350 كيلو وات.
وتابع أن المشروعات تلك المشروعات تهدف إلى الاستفادة من أحدث تقنيات خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون قبل انعقاد مؤتمر المناخ هذا العام. مشيراً إلى أن إجمالي كميات الانبعاثات التي تم خفضها من تلك المشروعات بلغ نحو 1.3 مليون طن.
وقال نائب وزير البيئة الأسبق مجدي علام لـ "المونيتور": "إن أي مشروع يهدف إلى حماية النظم البيئية كالهواء والتربة والمياه يشكل قيمة مضافة للاقتصاد المصري، حيث تهدف هذه المشاريع إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتجنب الإضرار بالبيئة"
وأضاف "هذه المشاريع تخفف الضغط على الموارد وتقلل من إهدار الموارد الطبيعية لا يسعى الاقتصاد الأخضر إلى خلق عوائق أمام البشر ولكنه يهدف إلى تطبيق الأساليب الصحيحة لتحقيق الإنتاج".
وأشار علام إلى أن الرئيس السيسي السيسي أعلن عن خطوات جادة لتطبيق نموذج التنمية المستدامة الذي يهدف إلى وصول المشاريع الخضراء التي تمولها الحكومة إلى 50٪ بحلول عام 2025 و 100٪ بحلول عام 2030. وتابع "تماشياً مع هذا النموذج ، بدأت مصر في تنفيذ خطوات جادة لتغيير مسارها، وعززت الأنشطة الصديقة للبيئة ، مثل إعادة تدوير النفايات، والاستفادة من التكنولوجيا الصديقة للبيئة في الصناعة والاعتماد على السيارات التي تعمل بالغاز والكهرباء بدلاً من البنزين."
وأشار الموقع إلى أنه في هذا الإطار، وقعت الحكومة مؤخرًا عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات وتحالفات دولية لبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
«تقرير دولي»: مصر منتجًا مهمًا للغاز الطبيعي والطاقة المتجددة لأوروبا
قال أندرو فريمان، كبير المحللين لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط في شركة الاستشارات العالمية Control Risks (المتخصصة في المخاطر السياسية والإستراتيجيات وإدارة الأزمات)، إن مصر لديها فرصة كبيرة لتصبح واحدة من أهم المصدرين المحتملين للغاز الطبيعي المسال لأوروبا، في الوقت الذي تحاول فيه القارة التخلص من اعتمادها على الغاز الروسي، وفي ظل التقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية، على خلفية هجوم موسكو على أوكرانيا.
وأضاف، في تصريحات نقلتها مجلة "أفريكان بزنس" الدولية المعنية بالشأن الإفريقي، إن "مصر تعد منتجًا مهمًا للغاز الطبيعي تزداد أهميته بشكل متزايد" في ظل سلسلة الأزمات التي تضرب قطاعات النفط والغاز الطبيعي على مستوى العالم، مشيرا إلى أن القاهرة لديها فرصة للاستفادة من تلك الأزمات لزيادة صادراتها من الطاقة إلى أوروبا.
وألمح إلى أن دول قارة أفريقيا، ومن بينها مصر، يمكنها أن تساهم لتأمين إمدادات الطلب الأوروبي الذي المتوقع أن يزيد خلال الفترة القادمة، وخلق سوق جديد للطاقة النظيفة وضمان أمن الطاقة في أوروبا، بالنظر إلى الإمكانات الهائلة والمثيرة للتفاؤل التي تمتلكها القاهرة من الطاقة الشمسية.
وذكر الباحث أن هذه الصدارة المصرية في الطاقة المتجددة يعززها إنشاء الدولة مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، الذي يعد أكبر محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية النظيفة على مستوى العالم.
وأوضحت مجلة "أفريكان بيزنس" في تقريرها، أن الحرب في أوكرانيا وما سببته من ارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي جعلا تأمين إمدادات الطاقة أولوية قصوى فى أوروبا، مما زاد الضغط لتسريع الانتقال إلى أنواع وقود أنظف، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن ذلك أدى بدوره إلى تعظيم دور منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في توفير إمدادات الطاقة النظيفة، جنبا إلى جنب مع الغاز الطبيعي.
وأضافت إن الاهتمام الأوروبي بالغاز الأفريقي والمصري انعكس في توقيع عملاق النفط الإيطالي "إيني" مؤخراً اتفاقية مع الحكومة المصرية تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يساهم في تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا وتحديدًا إيطاليا.
ولفتت إلى أن إفريقيا تتمتع أيضا بقدرة عالية لتبني المزيد من مبادرات الطاقة المتجددة مع تمتعها بإمكانات هائلة من الطاقة الشمسية، متوقعا أن تتضاعف وتيرة نمو سعة الطاقة المتجددة بالقارة السمراء خلال الفترة المقبلة.
وتابعت "تعتبر الطاقة الشمسية في إفريقيا مناسبة بشكل عام للنشر السريع لأنها الآن تقنية مثبتة جيدًا مع سوق تنافسية للغاية للمكونات وخدمات البناء".
«تقرير أمريكي»: مصر تكثف جهودها لتنشيط قطاع السياحة واستهداف أسواق جديدة
قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن مصر تتطلع لزيادة حركة السياحة الوافدة إلى البلاد من دول الخليج، واستهداف أسواق جديدة مثل أمريكا اللاتينية وشرق آسيا لجلب سياح منها، كوسيلة لتعويض النقص في الأسواق الأساسية المصدرة للسياح التي تأثرت بالأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك مع استئناف حركة الطيران الدولية إلى المقاصد السياحية الرئيسية في البلاد.
وأضاف إن ذلك يتزامن مع جهود الدولة لتنشيط قطاع السياحة وجذب المزيد من الزوار من خلال الحملات الترويجية الإلكترونية المختلفة، وتقديم حزمة تسهيلات وتيسيرات غير مسبوقة في منح التأشيرات لدخول مصر، والتوسع في تقديم مزايا تفضيلية لجذب المزيد من حركة السياحة الوافدة إلى البلاد من مختلف الدول.
ولفت إلى أن مصر وافقت مصر لأول مرة على منح الأجانب القادمين إلى البلاد تأشيرة دخول طارئة في منافذ الوصول المختلفة شريطة حملهم تأشيرات دخول لدول اليابان وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة وبريطانيا ودول منطقة "شنجن" على جوازات سفرهم.
وتابع "كما وافقت مصر على تمديد برنامج تحفيز الطيران العارض حتى نهاية أكتوبر المقبل، والذي يهدف إلى دعم السياحة بالسماح لشركات الطيران بالحصول على حوافز نقدية تتراوح من 1500 دولار إلى 3500 دولار لكل رحلة."
وأوضح أنه بجانب تلك التسهيلات، تسعى الحكومة لإطلاق حملات ترويجية جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج للمقصد السياحي المصري لموسم صيف ٢٠٢٢ ، وجذب المزيد من الزوار كجزء من جهودها للتخفيف من تداعيات الأزمة العالمية، مشيرا إلى إطلاق الدولة حملة "Follow the Sun" أو "اتبع الشمس" في مارس الماضي بهدف جذب السياح في عدد من الأسواق الرئيسية الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة.
كما أشار إلى إطلاق وزارة السياحة حملة ترويجية مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان "اجازتك عندنا" تستهدف المهتمين بالسفر والسياحة بالأسواق العربية الرئيسية المصدرة للسياحة إلى البلاد، والتي من بينها السعودية والإمارات والكويت والأردن، بهدف تنشيط السياحة الداخلية.
ونقل الموقع عن غادة شلبي، نائب وزير السياحة، قولها في مقابلة صحفية إن مصر تتطلع على المدى الطويل لجذب السياح من أسواق جديدة مستهدفة، تشمل الهند وباكستان والمغرب والجزائر ودول الخليج مثل البحرين وقطر والكويت.
وذكر الموقع أن استئناف مصر الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو بعد تعليقها لعدة أسابيع بسبب تداعيات الحرب سيساعد في استعادة جزء من خسائر القطاع السياحي بفعل الأزمة العالمية، مضيفاً إن الإعلان عن رحلات دولية جديدة إلى شرم الشيخ من شأنه أيضا أن يعزز عائدات السياحة.
ونوه الموقع الأمريكي في ختام تقريره، إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير في الربع الأخير من العام الجاري من شأنه أن يساهم بشكل كبير في زيادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر، لاسيما وأن المتحف من المقرر أن يعرض مئات الآلاف من القطع الأثرية المذهلة بما في ٥ آلاف قطعة للملك الفرعوني الشهير توت عنخ آمون.