15 عامًا على رحيله «سعدالله ونوس».. كتب أولى مسرحياته بالجامعة ونشرت بعد رحيله
تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب المسرحي السوري سعدالله ونوس، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 15 مايو 1979، تاركًا وراءه العديد من الكتابات والأعمال المسرحية التي صنعت وجدان القارئ والمشاهد العربي.
وعبدالله ونوس من مواليد قرية حصين البحر الساحلية القريبة من مدينة طرطوس، فى سوريا بمنطقة ريفية، درس الثانوية بطرطوس، ومن ثم حصل على منحة لدراسة الصحافة فى جامعة القاهرة، وكان لانفصال سوريا عن مصر أكبر الأثر في مسار تجربته ومشروعه المسرحي، والذي بدأه بمسرحية "الحياة أبدًا" والتى ظلت حبيسة الأدراج حتى رحيله، وتم نشرها عقب رحيله.
وقالت عنه الكاتبة الصحفية عبلة الرويني: سعدالله ونوس ليس مجرد مؤلف مسرحي نبدأ وننتهي بنصه، ولكنه مؤسس لمشروع مسرحي ديمقراطي، وعن التشاؤم الذي يسود مسرحياته كان أحد أبرز أسئلتها لونوس وألذ إجابة عنه بقوله "لم أكن أريد في مسرحياتي أن أقدم وعيًا جاهزًا، قدر ما كان همي أن أنقد وأحلل وعيًا سائدًا، وأن أبنى وعيًا يمكن أن يتم عبر عرض ما هو سلبي، أى نعلم عبر السلب، نأخذ عيبًا من العيوب ونضخمة ونظهر آثاره ونكون بذلك قدمنا كمثل، أو درس تطبيقي لهذه الحالة" ويجب ألا ننسى أن المسرح في النهاية هو عملية جدلية، وأن الخلاصة ليست فيما يطرح على الخشبة فقط وإنما فيما يطرح عبر هذا الجدال بين الصالة والخشبة.
استطاع ونوس على مدار رحلته مع المسرح العربي أن يقدم رؤية واضحة لمشروعه المسرحي وماذا يجب أن يكون عليه المسرح، فقد ظل رغم رحيله أحد أهم كتاب المسرح العربي عبر هذا القرن، واستطاع أن يشكل علامة مضيئة وفارقة في المشهد المسرحي، ويظهر بشكل واضح عبر أعماله المسرحية، والتي شكلت وجدان قراء ومشاهدي المسرح العربي وأصبحت علامات مضيئة في تاريخ المسرح بما تذهب إليه من عرض وطرح المسكوت عنها.
من أهم أعمال سعدالله ونوس المسرحية الحياة أبدًا (1961)، ميدوزا تحدق في الحياة، فصد الدم، عندما يلعب الرجال، مغامرة رأس المملوك جابر، الملك هو الملك وغيرها من الأعمال.