معركة الغذاء الحبوب الغذائية.. كيف أدارت روسيا وأوكرانيا الأزمة لكسب مواقف دولية؟
تُعَدّ روسيا أكبر مصدّر للقمح في العالم بمتوسط صادرات سنوية، يبلغ 44 مليون طن، كما تأتي أوكرانيا في المرتبة الخامسة عالمياً، بحيث تُنتج 24 مليون طن من القمح، تصدّر منها في المتوسط نحو 18 مليون طن سنويًا، لذلك نحاول كلا الدولتين استخدام القمح كسلاح سياسي للدول للحصول على دعمها.
وتزود روسيا وأوكرانيا ما يقرب من ثلث صادرات القمح العالمية، ومنذ الهجوم الروسي على جارتها، توقفت الموانئ المطلة على البحر الأسود تقريباً، ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار القمح إلى مستويات قياسية متجاوزة المستويات التي شوهدت خلال أزمة الغذاء في 2007-2008.
في حين أدت حرب أوكرانيا إلى وقف أكثر من 25 في المئة من صادرات العالم من المواد الأساسية المستخدمة في كل شيء من الخبز إلى البسكويت والنودلز.
أسعار الخبز والمحروقات
وأصبحت 11 دولة في المنطقة العربية مهدَّدة بارتفاع أسعار الخبز والمحروقات، وتكاليف النقل ومعظم السلع الغذائية، والخدمات المرتبطة بالبترول والغاز، في الوقت الذي تشير فيه تصريحات الحكومة إلى عدم تأثر مصر حتى الآن من الأزمة الروسية الأوكرانية.
ومن جانبه، كان كشف وزير المالية المصري محمد معيط، أن ارتفاع أسعار القمح العالمية سيكلف مصر أزيد من 12 مليار جنيه إضافية خلال العام المالي الحالي.
بينما قال وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي، إن الوزارة افترضت متوسط سعر 255 دولارا للطن في موازنة هذا العام، في حين تصل تكلفة الطن في الوقت الحالي إلى 350 دولارا.
أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم
وتعد مصر أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم، وبلغت مشترياتها من المحصول العام الماضي 11.6 مليون طن، اشترت الهيئة العامة للسلع التموينية منها 4.7 مليون طن، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عدم تاثرها بالأزمة نتيجة وجود مخزون استراتيجي بالإضافة إلى زيادة الإنتاج المصري من القمح لنحو 4 مليون طن.
ومن بين البلدان العربية المتأثرة بحظر القمح، يأتي لبنان، حيث قررت الحكومة، الخميس، رفع سعر الخبز وفرض قيود على تصدير المواد الغذائية.
وعزت الحكومة اللبنانية القرار إلى الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات التي تؤثر مباشرة في سعر الطحين وفي كلفة إنتاج الخبز، إلى جانب ارتفاع سعر القمح والسكر والزيت في الأسواق العالمية.
انفجار أزمة غذائية
ويثير إطالة أمد الحرب في أوكرانيا مخاوف من انفجار أزمة غذائية في عدة بلدان عربية، تستورد عادة الحبوب، وخاصة القمح، حيث لامست أسعاره العالمية الذروة لأول مرة منذ 14 عاما.
وقررت أوكرانيا، في وقت سابق، حظر تصدير القمح والشوفان وغيرهما من المواد الغذائية الأساسية التي تعتبر ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية؛ كما حظرت روسيا تصدير القمح ونحو 200 سلعة أخرى.
وتشير الأرقام إلى أن الدول العربية بشكل عام، تحصل على ما نسبته 25 في المائة من صادرات القمح العالمية، فيما تستورد مجتمعة 60 في المائة من احتياجاتها للحبوب من روسيا وأوكرانيا؛ نظرا لسعرها المنخفض في البلدين، إضافة إلى فرنسا ورومانيا.