تقرير أمريكى يكشف أهمية الاكتشاف الأثرى فى «تل الفرما» بسيناء
أكد خبراء لموقع "المونيتور" الأمريكي، أهمية الاكتشاف الأثري الأخير في موقع تل الفرما بمنطقة آثار شمال سيناء، والمتمثل في عثور البعثة الأثرية المصرية على بقايا معبد للإله اليوناني القديم زيوس كاسيوس، لافتين إلى أن الكشف يبرز الأهمية الفريدة للموقع، كونه ميناءً رئيسيًا على البحر المتوسط خلال العصور الرومانية واليونانية والبيزنطية، بالإضافة إلى كونه من أهم نقاط الدفاع على الجبهة الشرقية لمصر فى ذلك الوقت.
وأشار الموقع إلى أن المنطقة محل الكشف الأثري كانت تُعرف قديما باسم "بيلوزيوم"، ويعود تاريخها إلى أواخر العصر الفرعوني والعصر اليوناني الروماني، موضحًا أن علماء الآثار عثروا على عمودين ضخمين من الجرانيت الوردي يبلغ ارتفاعهما ثمانية أمتار وعرض متر واحد، كما اكتشفوا كتلا صخرية من الجرانيت.
وتابع أن المنطقة كانت تشتهر بازدهارها كميناء رئيسي خلال تلك الحقبة من تاريخ مصر، حيث اشتهرت في العصر الروماني بموقعها الفريد كميناء على البحر الأبيض المتوسط ووجودها في نهاية مصب الفرع "البيلوزي" القديم لنهر النيل.
وبين أن بداية الحفر في الموقع الأثري تعود إلى عام 1910، عندما تمكن عالم الآثار الفرنسي جان كليدات من العثور على نقوش يونانية قديمة تشير إلى وجود معبد زيوس كاسيوس بهذا المكان، لكنه لم يعثر عليه، مشيرًا إلى أن علماء الآثار يقومون حاليًا بدراسة الكتل المكتشفة وتوثيقها وتصويرها باستخدام تقنية القياس والمسح التصويري للمساعدة في تحديد التصميم المعماري الأقرب للمعبد.
وقال الدكتور محمود الحصري، أستاذ الآثار بجامعة الوادي الجديد، إن المنطقة محل الكشف تأسست في عهد زوسر مؤسس الأسرة الثالثة في مصر القديمة، وكانت من أهم نقاط الدفاع على الجبهة الشرقية لمصر ونقطة دخول الهكسوس لها، كما كانت المكان الذي دخل منه الإسكندر الأكبر واختاره ليؤسس دولته في مصر.
وأضاف الحصري لـ"المونيتور" إن اسم زيوس كاسيوس يجمع بين زيوس، إله السماء في الأساطير اليونانية القديمة، وجبل كاسيوس في سوريا، حيث كان يعبد الإله زيوس، مشيرًا إلى أنه تم اكتشاف بقايا جرانيتية أخرى حول موقع المعبد، ما يجعل من المحتمل أن الهيكل قد تم تفكيكه في عصور لاحقة، ونقل بعض المكونات لإعادة استخدامها في بناء الكنائس.
ولفت إلى أن المنطقة تضم حصنًا رومانيًا ضخمًا مبنيًا بالطوب الأحمر وعددًا من الحمامات العامة والصهاريج الرومانية، بالإضافة إلى أحد أكبر المسارح الرومانية في مصر وجسرًا مبنيًا من الطوب الأحمر متصلا بالمدخل الجنوبي للمدينة، كما تضم المنطقة أيضًا ساحة قديمة لسباق الخيل وأطلال أربع كنائس قديمة.