«سيوة بتتكلم أخضر».. مبادرة توعوية للحد من استخدام «الأكياس البلاستيكية»
على مدار 6 أيام، أطلقت جمعية التنمية الفكرية والبيئية مبادرة توعوية في مدينة سيوة ضمن حملة «مصر بتتكلم أخضر»، بهدف الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية في محافظات مصر السياحية ومحمياتها الطبيعية، بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير ولجنة البيئة بنوادي الروتاري.
في المرحلة الأولى، التي بدأت في شهر فبراير الماضي، شملت المبادرة تدريب أطفال مدينة سيوة على إيجاد بدائل الأكياس البلاستيكية من خلال ورش عمل إعادة التدوير وتصنيع الحقائب الورق والقماش والأشغال اليدوية وورش أفلام التحريك والمسرح.
أما في يوم 1 مايو الماضي، رسخت المبادرة فكرة تقليل استخدام البلاستيك في مصر بصفة عامة وفي سيوة بصفة خاصة، وشاركت معهم العديد من الجامعات والمؤسسات المصرية، مثل الجامعة الفرنسية والكندية، ومؤسسات «كيان» و«كراكيب»، وستوديو «عجب» و«بهارات»، فضلًا عن جامعات ومدارس ومؤسسات شريكة أخرى.
لماذا سيوة؟
وبالتواصل مع كريم محروس، رئيس جمعية التنمية الفكرية والبيئية، أكد أن الحملة كان مخطط تدشينها منذ نهاية 2019، لكن تداعيات فيروس كورونا كانت العائق الوحيد أمامها؛ ما جعل الفكرة تؤجل للعام الحالي، مشيرًا إلى مشاركة العديد من طلاب المدارس والجماعات لتوعية أهالي مطروح بأهمية الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية.
وقال «محروس» إن الحملة استهدفت مدينة سيوة خصيصًا، كونها تتميز بمقاومات مثالية تساعد على انطلاق الحملة والتخطيط لها، فضلًا عن الوعي الكبير لدى سكان المدينة، ودرايتهم الواسعة بمدى أهمية الواحة، وأيضًا رغبتهم في الحفاظ عليها دون التأثر بأي ملوثات.
وأضاف: «تضمنت الحملة أيضًا تدريبات تنمية مهارات التوعية والقيادة والعمل الجماعي، وورش عمل حكي وأعمال يدوية وإعادة تدوير وأنشطة فنية وترفيهية ونقل وعي للزوار، وأيضًا زيارات لأهم معالم سيوة، استعدادًا لمؤتمر قمة المناخ العالمي الذي سينعقد لأول مرة في مصر في نوفمبر 2022».
أوضح رئيس جمعية التنمية الفكرية والبيئية، أن الطلاب المشاركين في المبادرة تم تدريبهم جيدًا لهذه المهمة، وبالفعل نجحوا في توعية الأهالي خلال فترة تواجدهم في مدينة سيوة، كما عقدوا ورش عمل لأصحاب المحال التجارية في المدينة، ليتعلموا من خلالها كيفية الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، وتوفير البدائل الآمنة.
واختتم «محروس» حديثه مع «الدستور»، مؤكدًا أن المبادرة ستسهدف مدن أخرى خلال الفترة المقبلة، وسيستمر نشر الوعي بكثافة حول هذه القضية المهمة، آملًا أن تتخلص مصر نهائيًا من استخدام الأكياس البلاستيكية في أقرب وقت ممكن.
يذكر أن جمعية التنمية الفكرية والبيئية عبارة عن مؤسسة مجتمع مدني مرخص لها بالعمل وفق القوانين المصرية، مشهرة برقم 1604 لعام 2002، تعمل في مجالات التنمية الاجتماعية، والتي تتضمن مجال الوعي البيئي والتنمية المستدامة، وذلك من خلال برامج التوعية، والمعسكرات وورش العمل، والعمل الميداني بالتعاون مع متطوعين من الأعمار المختلفة.
وتعمل الجمعية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية مثل القنصلية البريطانية، المعهد السويدي، مكتبة الاسكندرية، محافظة الاسكندرية, مؤسسة مصر الخير، نوادي الروتاري، جمعية كاريتاس مصر، مؤسسة حماية الطفولة، مركز الجزويت، بالإضافة للعديد من المدارس الرسمية والدولية.
ممنوعة دوليًا
لم تكن مصر هي الدولة الوحيدة التي دُشن فيها مبادرات تهدف للتخلص التام من استخدام الأكياس البلاستيكية، بل هناك دول عدة على مستوى العالم منعت نهائيًا استخدامها، ففي عام 1993، كانت دولة الدنمارك هي أول من اتخذت تلك الخطوة، واندثرت حينها نسبة استهلاكها للأكياس إلى 60%.
كان قد نشر الصندوق العالمي للطبيعة، تقريرًا خطيرًا كشف وفاة 100 ألف حوت وسلحفاة بحرية سنويًا نتيجة تناولها للأكياس البلاستيكية، وفي ذلك الوقت، أقرت العديد من الدول منع استخدام الأكياس بشكل نهائي، كانت من بينهم ولاية سان فرانسيسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 2014.
وبالحديث مع الدكتورة شيري انسي، استشاري التغذية العلاجية وعضو الجمعية الأوروبية للتغذية، عن مدى خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية، اتضح أنها تحمل مواد خطرة للغاية تؤثر على صحة الإنسان، بعد تعرض الطعام لها مباشرة، وتصيب حامليها بأعراض مختلفة بين ضعف في الجهاز المناعي، واضطرابات في التنفس والهرمونات.
وتابعت: «تصل أيضًا خطورة استخدام الأكياس البلاستيكية إلى التسبب في ارتفاع نسبة العقم لدى المواطنين، والإصابة بالسرطان، ويتأثر جلد الإنسان بها لدرجة كبيرة، وأحيانًا ما تسبب الوفاة، كونها تحتوي على مادة الديوكسين الخطرة».
أوضحت استشاري التغذية العلاجية، أن مادة «الديوكسين» تُعد من المسببات الرئيسية في الإصابة بمرض السرطان، فهي تكون ناتجة عن استخدام الأكياس البلاستيكية، بعد تعرضها المباشر لدرجة حرارة مرتفعة، موجهة نصيحتها للمحال التجارية والمطاعم بضرورة استبدالها بأكياس ورقية وأواني زجاجية.