الحصن الأخير لـ«ماريوبول».. هل تنجح القوات الروسية فى تخطى عقبة مصنع «آزوفستال»؟
مصنع «آزوفستال» يعتبر إحدى النقاط الحصينة لأوكرانيا في مواجهة الاجتياح الروسي حيث تدافع القوات التابعة لـ"كييف" بكل قوة لمنع سيطرة موسكو على المصنع، الذي يتحصن فيه آخر المدافعين عن مدينة ماريوبول، في الوقت الذي اتهم فيه عميد البلدية فاديم بويتشينكو، انقطاع الاتصال مع المقاتلين الذين ما زالوا في مصنع الصلب العملاق، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 30 طفلًا ينتظرون الإجلاء.
وتأتي تصريحات رئيس البلدية الأوكراني بعد نفي موسكو للهجوم على المجمع المترامي الأطراف والواقع في المدينة التي استولت عليها القوات الروسية مؤخرا، والذي يشكل آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في المدينة الساحلية المطلة على بحر أوزوف.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه أعطي الأمر علنا في 21 أبريل من القائد الأعلى “فلاديمير بوتن” بإلغاء أي عملية اقتحام.
من جهته، علق العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، على عدم إمكانية دخول القوات الروسية للمصنع قائلا: "المتبقي لسيطرة القوات الروسية على المصنع حوالي 4 كيلو مترات، وبها العديد من الأنفاق والسراديب وهو ما يجعل المهمة صعبة على الروس بسبب إمكانية اختفاء الجنود، لذلك قرر الرئيس بوتين توقف العمليات حتى لا يفقد جنوده في سراديب الموت".
وتابع رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن القوات الروسية حريصة على تقليل الخسائر فيما تبقى من العملية، مشيرة إلى أن الموقع صمم لمواجهة الضربات النووية المحتملة.
ولفت العميد سمير راغب إلى أن التفجير النووي ينشأ عنه قوة تدميرية نتيجة الإنفجار وتأخذ شكل “عيش الغراب”كما ينتج عن الإنفجار طاقة حرارية بالإضافة إلى الإشعاع التي يتأثر بها كل كائن حي يتنفس، مُشيرًا إلى أن اعتبار المصنع محصنًا ضد الإنفجار النووي أمر غير منطقي خاصة أنه لا يحتوي على نظام تهوية وتنفس معالج ضد الإشعاع.
وأوضح "راغب" أن وجود شبكة الأنفاق والسراديب مشكلة رئيسية تواجه القوات الروسية حيث يمكن كشفها بكل سهولة، بالإضافة إلى احتمالية تفخيخ هذه السراديب والانفاق وبالتالي تكون القوات المهاجمة معرضة للخطر.
وأشار إلى أن القوات الروسية تسعى من خلال حصار المصنع إلى أسر المزيد من الأوكرانيين.
ومن جهته قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مصنع “آزوفستال” صمم في الأساس لتلقي الضربات النووية، وبطريقة هندسية وعسكرية يصعب اختراقها، منوهًا إلى أن المصنع مكون من 30 طابقا تحت الأرض، وهذا يسمح له بتخزين السلاح والذخائر والمواد الغذائية اللازمة التي يحتاجها الجنود في الحرب لفترة طويلة.
ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ"الدستور"، إلى أنه من الصعب الدخول إلى المصنع والخروج منه بسبب مساحته الشاسعة وكثرة الممرات به،مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تستطيع تنفيذ عمليات كر وفر منه دون حدوث خسائر كبيرة لها، منوهًا إلى أنه يحتمي به الكثير من الجنود.
وأشار “عودة” إلى أن طريقة بناء هذا المصنع كانت في الأصل عسكرية، مؤكدًا أن المحاولات الروسية للسيطرة على المصنع ستستمر لفترة طويلة من أجل إجلاء العسكريين والمدنيين الموجودين بداخله.